" الخجل "
من منا لا يعرف الخجل ولا يعانى منه عند مواجهة الناس منه ما هو الخجل الطبيعى و منه ما هو مصطنع .. منه ما هو محمود و منه ما هو مذموم .. منه ما يحفز على النجاح و منه من يمنع عنا اى نجاح .
عند الخجل تتوقف الارادة و تتعارك الافكار و تختلف لان الانسان يدخر كل الطاقه الداخليه له لاحساسه بانه دون الموقف المواجه وانه ينظر الى على انها خذلته فى مواجهة الموقف ممكا يندى له الجبين و يظهر على انه تغير فى طبيعة وظائف الجسم التى لا يمكن اخفاؤها ليس فى المواجهات فقط و انما تشعر ايضا عن طريق المحادثات التليفونية و وسائل الاتصال حتى المكتوب منها لان العنصر المسيطر على مصدر الرساله يحتويه الخجل .
كل منا له ما يسعى اليه من النجاح او الرفاهيه او الامان او غيرذلك فكل منا لديه طموحه و اماله و كل منا لديه ما يسعى اليه ليؤمن له القادم من حياته كيما يرى و حينما يرى ذلك ايضا .
ومن خبرتى السابقه فى تعديل السلوك الانسانى على مختلف الطبقات كانت الاجابه الدائمه على كل مشكلات الفشل الاجتماعى ... اجابه واحده و هى الخجل او ما يسمى الكسوف .. حتى وان كان محمودا فى الكثير من العائلات التى علمت اجيالا ان الكسوف من السمات المميزة للجمال الا ان هذا الكسوف تعدى الكسوف الصحى و دخل الى حدود اوسع ليصل الى حد الضرر و منح الاخرين حق الدخول الى حدود شخصياتنا و التعدى عليها .. لا يتوقف الامر عند ذلك الا انه يتعدى الى اقصاء الانسان من اى وظيفه بها تحدى او سيطره الى الوظائف التى تتسم بالتبعية المطلقه و عدم التطوير ليبقى الانسان متقادما مع مرور الزمان و تختزل كل قدراته الى الدرجة التى تصل به الى انعدام ثقته فى نفسه او قدرته على الابداع و تحقيق الرفاهيه لنفسه او لللمجتمع الذى يعيش فيه ولا تقتصر الامور على ذلك بل تتعدى الى جعله دائما فى نهاية الطابور.. و فى العمل فى ادنى الدرجات الوظيفية و غالبا ما تكون الوظائف الروتينية التى لا تطوى على التفاعل بين الناس .
ان على الاباء الذين تربوا على هذه الصفات ان يقوموا بتعديل القناعات ان الخجل و الطاعه العمياء هى من تنتج اجيالا تصبح هشه ضعيفه لا تفيد و للاسف سنكون نحن من اثرنا عليهم ما نمتلك من قناعات و تصورات فى اغلب الاحيان هى مفرزات ثقافات اجيالا سابقه قد تفيد و قد تضر .
الكثير منا منعه الخجل يوما ان يحقق النجاح فالاخرين لا يثقون بالانسان الخجلان .. انهم يفسرون شخصيته بانه انسان منغلق يريد الوحده وينبذ التفاعلات و ينبذ الاخرين و عليه يتركه الاخرين لذاته لعلها تفيده و من النجاحات التى حققها مشاهير العالم لا نجد من المشاهير من هم يخجلون من انفسهم لا تصنعا و لا طبيعه انما هناك خجل صحى لا بد الا يتعدى حدود الصحى منه .
علينا ان نرى فى من يتفاعل معنا كيف يفكر و كيف هى قناعاته و على ماذا ترتكز حتى نرتب انفسنا و مسافاتنا منه هل سنخضع او نسيطر ام ستكون العلاقه هلى التساوى .. انه ترتيب لموازين القوى التى لا يعلم عنها الفرد شيئا الا حين يخضع او يسيطر دون ان يشعر .
لا يستطيع احد ان يضع ثقته الا فيمن يثق فى نفسه و فى افكاره و فى قدرته على تحقيق المستحيل اولئك هم من يجمعون الناس حولهم و هم من يحققون النجاحات المتتاليه و تحقيق امنياتهم و امنيات الاخرين فيهم .