" حادثة المنطاد "
احتراق المنطاد وحوادث القطارات و سقوط الضحايا وازهاق الارواح كلمات تنم عن حال نظام يعانى من التخبط والاهمال وغياب الرقابة التى تفشت فى بلادنا و ما رايناه خلال الفتره السابقه من احداث نتج عنها خسارة فقد نالها ما نال مصر من الفوضى التى لم تناى عن الوجود فى كل مكان وباستمرار منذ ان قامت الثورة حتى الان .
الاهمال الذى نتج عن اهمال الصيانه الدوريه للقطارات و المركبات و المنشآت علاوة على عدم خضوع العاملين فى المؤسسات الى اجراءات و معايير الاعمال والرقابه لانهم لديهم الان قوة لا تمكن اصحاب الاعمال من السيطره على الجوده وفرض التحكم ويبقى الاعتصام و التظاهر هو الحل الامثل لردع الادارة .. و تستجيب الادارة تحت الضغط و تؤجل اتخاذ قرارات و كان لابد ان يكون نتيجة ذلك ما نراه نحن جميعا .. الان .
لقد اسفت لما حدث وانا اتابع الصورة التى اودت بحياة السائحين الابرياء على متن المنطاد ولا تفارقنى صورة الهبوط بعد الاحتراق وكان هذا من اهم مظاهر الاهمال بعد حوادث القطارات و قطع الطرق الذى اصبح متوقعا كل صباح و يفسد للمصريين حياتهم و يمنع استمرار الاعمال و بدلا من ان نقوم بدراسة مشكلاتنا بالطرق المشروعه اصبح الحل السريع هو قطع اى طريق وهذا فى اذهانهم العمل الذى يتفهمه النظام .
للاسف ان النظام متكامل اما نظام يقود البلاد الى التقدم و اما الى التردى لان العبره بالقياده فاذا افتقرت القياده الى الحكمه وتخبطت تلاشت معها استجابه الناس نحو تبعيه هذا القائد وتتشابه اعمالهم مثل عمله.. اهمالا اواتقانا .
الى متى سيستمر اهمال البعض حكاما او مواطنين فى مصر و يسبب الاذى للاخرين و الى متى سيستمر مسلسل ازهاق الارواح مصريين او غير مصريين فلا فرق الان بينهم فحياة الناس لم تعد لها قيمة مما اصابنا من وهن و اهمال .
بالنيابه عن كل مصرى و بالاصاله عن نفسى اقدم التعازى لأسر السائحين الذين اصابهم ما اصابنا جميعا من اهمال ولا يمكن للكلمات ان تعبر عن اسفنا ولا يمكن لها ان تشفى غليل اسرهم على وفاتهم بهذه الصورة البغيضه الا ان ما نملكه نحن ان نرسل الى ذويهم ما يمكننا ان نخفف عنهم الالام التى لو كنا مكانهم لشعرنا بما شعروا به واكثر .
