ان ما آلمنا فى أحداث الخصوص لا يمكن تجاهله ولا السكوت عليه اذ لابد من وأد الفتنة فى مهدها ونضرب بيد من حديد دون هوادة على كل من تسول له نفسه الإضرار بالنسيج الوطني أو بالأخوة الأقباط أو دور العبادة أو النيل بأي شكل من الأشكال من أمنهم و سلامتهم تحت اى مسمى من المسميات التي يتداولونها اليوم من لوم متبادل وما يقال عن تدبير مؤامرات من نظام قديم تارة و من مرشحين خاسرين تارة اخرى إلا ان ذلك كله هو فى الحقيقة دفن رؤوسنا فى التراب على مشكلات متأصلة طال التأخير فى حلها والوقوف فيها على كل ما يؤجج نار الفتنة الا أنها تنتهي بلا تقديم حلول جذرية ولكن مسكنات مؤقتة .
لقد أصابني الألم حين رأيت ضحايا شهداء الخصوص أبناء مصر و إننا جميعا ندين ما حدث من قتل وندين ما حدث أمام الكاتدرائية من صورة مرفوضة لمجموعات لا تنتمي للإنسانية وحان الآن ان نقف أمامها وبقوة ولو كانت ستكلفنا حياتنا فى سبيل قول الحق و حماية أبناء مصر بدون تفرقه وبدون توجهات متطرفة أو طائفية.
لقد عانت الدول من نيران الطائفية المقيتة و قضت على ما تبقى لديها من مقدراتها .. فهل نقف ناظرين لا نفعل شيئا ؟
أننا ان لم ننقذ الوطن الآن منها لطالت نيران الفتنة الجميع دون التفرقة بين مسيحي أو مسلم و للأسف ها نحن للأسف نبتلع الطعم يوما بعد الآخر ونحن نوهم أنفسنا أننا على طريق النهضة إلا أنها نهضة مزعومة ليس فيها اى نهضة سوى الاسم فقط .
ان امن وسلامة الأخوة الأقباط و سلامة دور عبادتهم هي أمانه يتحملها كل مواطن مصرى و اننى أتذكر ليلة قضيتها انا و أسرتي حول كنيسة المنصورة لحمايتها ليلة العيد بعد حادثة القديسين و رأيت صورة من أصعب ما رأيت.
رأيت المصلين يخرجون وهم خائفين.. يخرج 10 أفراد تباعا كل 5 دقائق .. وينتظر الباقي فى الداخل خوفا من انفجار سيارة ملغومة واننى والله قلت لأسرتي إننا معا لا تخافوا .. ولو انفجرت إحدى هذه السيارات لقتلتنا فسنكون معا أيضا .
لابد ان نقول كلمة حق ونفعل ما تمليه علينا ضمائرنا المحايدة فى مواجهة من يشعلون الفتن ويريدون الفتك بنا وان لم نقل الحقيقة فلنفارق ضمائرنا وإنسانيتنا إلى الأبد .
