" استهلاك الإنسان "
الإنسان ثروة لا تقدر بمال ثروة قائمه على استخدام الفكر والمهارات التي اختلفت باختلافنا واختلاف نشأتنا و تربيتنا والتي نتج عنها فى النهاية عضو فاعل في المجتمع بكونه إنسانا مفيدا وليس كيانا يأكل و يشرب ويعيش مثل الدواب التي ليس منها فائدة .
الإنسان له صيانة منذ ميلاده و حتى موته منها صيانة لحفظ العقل والأخرى صيانة لحفظ الصحة وهذه صيانة معالجه الأفكار و الادراكات التى يستقبلها الفرد من المجتمع و استقبال المفاهيم والإشارات التي تترك داخل الفرد أثرا وإدراكا .
لدينا طاقه هائلة وهى الطاقة البشرية التي يمكن ان نستغلها أفضل استغلال ممكن بتفهم طبيعتها و بطريقة تحفيزها و التي يمكن من خلالها خلق جيل منتج من الصغر لو توصلنا الى سر الحافز الذي يتمنون تحقيقه .
بيد ان المستقبل ليس بالآمال ولكن بالأعمال ولعل ما نراه فى بلادنا من التعامل مع القوى البشرية على انها قوى مستهلكه اولا وانها عاله على الجميع ثانيا هو إهدار لطبيعة هذا المورد الذي لم يستغل حتى الآن وفوق ذلك فهو يستهلك يوما بعد يوم وبدلا من استثماره نتجه الى اهلاكه وتدمير القوة التي كان يمكن ان تصنع الحضارة .
لدينا من القوى المهدرة التي لا يمكن التنبؤ بها اذ البعض لدينا عاملون لا يعملون و لدينا لا يعملون إحصائيا و هم يعملون فى الواقع و ان كانوا يعملون فهم يعملون فى غير تخصصاتهم و ان عملوا فانهم لا يقومون بواجباتهم حتى أصبح الهدف من الحياة كيف يصلون الى الراحة و ما هى الطرق السريعه للوصول اليها دون عمل يذكر لان البعض منا يريد ان يجنى ثمارا دون تعب او عمل حتى ولو كانت ثمارا من تعب و كد غيره من الناس .
يمر الزمن و تستهلك الطاقات وحولنا شعوبا تقدمت وأخرى تأخرت وللأسف كنا نحن من ضمن الشعوب التى تخلفت عن ركب الحضارة وكثيرا منا لا يلاحظ ذلك الا حين يسافر الى الخارج و يتسائل لماذا تقدموا و تخلفنا ولماذا تغيروا للأفضل و تغيرنا للأسوأ ؟
ان لم نتمكن من قيادة مواردنا البشرية الى تحقيق ما نريد الان اتجهوا الى تحقيق ما يريده عدونا و استهداف شبابنا بالتدمير الجزئي لهم على مر الزمن و إحباط عزيمتهم بل والتأثير عليهم لخلق قوى تدمير النفس والوطن .
