استخدام التدريس المصغر على التحصيل وتحسين الأداء
- التدريس المصغر:
ويعرفه الملا عبد الله بأنه "عبارة عن موقف تدريسي بسيط يتم فيه التدريس لمجموعة صغيرة فى العدد من الطلاب (يتراوح عادة ما بين 5 – 10 طلاب), ولفترة زمنية قصيرة, (تتراوح ما بين 10 – 15 دقيقة), ويتم تسجيل هذا الموقف التعليمى على أشرطة الفيديو ليتم مناقشتها وتقييمها (فيصل الملا عبد الله : 1998 : 50 – 51).
ويعرف التدريس المصغر في الدراسة الحالية بأنه" عبارة عن موقف تدريبي فعلي أو ممارسة فعلية للتدريس يستغرق عادة فترة زمنية قصيرة تمتد ما بين خمس دقائق إلى عشرون دقيقة- ويتم تسجيل هذا الموقف فيديوياً على مهارات استخدام الأجهزة التعليمية الضوئية".
- التحصيل:
ويعرف التحصيل إجرائياً في هذه الدراسة: مقدار استيعاب الطالب للمعلومات التي يكتسبها من خلال تعلمه للمحتوى الذي يقوم بدراسته، ويعبر عنه بالدرجة التي يحصل عليها الطالب المعلم على اختبار التحصيل الذي أعده الباحث.
- المهارة Skill:
يعرفها رشدى لبيب بأنها: " القدرة على القيام بعملية معينة بدرجة من السرعة والاتقان مع الاقتصاد فى الجهد" (رشدى لبيب: 1985 : 10).
وتعرف المهارة إجرائيا في هذه الدراسة بأنها: القدرة على أداء مهارات (الإعداد- التشغيل– ما بعد التشغيل) للأجهزة العروض الضوئية بسرعة وإتقان وكفاءة عالية ,
- الأجهزة التعليمية:
يعرفها "دونلفج" بأنها: "الوسائل التى تساعد الطلاب فى تنمية المهارات الدراسية وتحقيق الأهداف والحاجات التعليمية" دونلفج( Donlevg. 2000 : 121).
بينما يرى " فتح الباب عبد الحليم" أن الأجهزة التعليمية: ما هى إلا مجموعة من الوسائل التى صنعها الإنسان وسيظل يصنع غيرها لتحسين التعليم والتعلم ( فتح الباب عبد الحليم: 1997: 64 ).
الإطار النظري:
التدريس المصغر, خصائصه, وإجراءاته:
يعتبر أسلوب التدريس المصغر إحدى تقنيات إعداد المعلمين قبل وأثناء الخدمة للتدريب على مجموعة من المهارات والمتغيرات المتشابكة غير المحددة والتي يمكن تقديمها على شكل أنشطة سلوكية, ومن ثم ملاحظتها وقياسها من أجل تحديد فعالية مهارات التدريس وتطويرها للتخلص من الأخطاء الشائعة.
والتدريس المصغر أحد الأساليب التدريسية المستخدمة, فهو عبارة عن تصميم للتدريس لتنمية مهارات تدريسية لازمة للمعلم وخصوصاً فى مرحلة إعداده المهني والتربوي, وفى دروس التربية العملية, وهو يتكون من درس يتم تقديمه خلال (5 – 15) دقيقة لعدد محدود من الدراسين يتراوح عددهم بين ثلاثة وعشرة (رشدى أحمد طعيمة : 1982 : 111).
وقد ارتبط التدريس المصغر بوجود جهاز الفيديو، حيث يتم تسجيل الدرس على هذا الجهاز, ثم عرض التسجيل للمشاهدة والمناقشة والتحليل والوقوف على المهارات التى يراد إكسابها للطلاب المعلمين, ثم يأتى بعد ذلك دور التعزيز الفورى والتغذية الراجعة, حيث لها دور فعال فى التدريس المصغر وبخاصة عندما يقوم الطالب بإعادة التدريس على ضوء ما أسفرت عنه المناقشة. (مصطفى محمد رجب: 1996 : 122).
وتقوم فلسفة التدريس المصغر على تجزئة عملية التدريس إلى سلوكيات ومهارات منفصلة، حيث يتم التدريب على كل مهارة فيها بشكل منفصل داخل موقف تعليمى مصغر، فالطالب المعلم يتدرب على إتقان مهارات استخدام الأجهزة التعليمية قبل وأثناء وبعد استخدامها خلال الموقف التعليمى مع إعطاء التغذية الراجعة من خلال التدريب لمجوعات صغيرة فى العدد من التلاميذ ولفترة قصيرة من الزمن. ومن ثم يستطيع هذا الأسلوب أن يفيد فى إكساب الطلاب المعلمين مهارات تدريبية وتدريسية جيدة، كما يساعد فى تنمية تلك المهارات وتصحيح المهارات التدريسية الخطأ فى استخدام الأجهزة التعليمية.
وبذلك يكون التدريس المصغر قائماً على تبسيط الموقف التدريسى باعتباره موقفاً مركباً، يشتمل على مجموعة من المهارات ويمكن تحليله إلى سلوكيات محددة والتدريب على كل مهارة منها على حدة تحت ظروف يمكن التحكم فيها (عفت مصطفى : 2002 : 343).
<!--مفهوم التدريس المصغر:
تعددت المفاهيم المختلفة للتدريس المصغر وفقاً لوجهات النظر لدى المتخصصين والتربويين وبذلك ليس هناك تعريف محدد للتدريس المصغر وذلك يتضح فيما يلى:
عرفها "أحمد حسين اللقاني وعلى الجمل بأنها: " تدريب يعتمد على تجزئته لمواقف التدريس إلى مراحل أو مهارات فى فترات زمنية صغيرة, ويتم التدريب عليها فردياً وبعد الانتهاء من التدريب على كل جزئية يتم العرض الكلى لموقف التدريب عرضاً مجمعاً, وسواء كان التدريب جزئياً أو مجمعاً يعتمد الملاحظون على بطاقات ملاحظة لتسجيل نواحي القوة ونواحي الضعف ومناقشتها، وتتكون كل مجموعة من (10 – 15) طالباً, ويعتمد هذا النوع من التدريب على التصوير بالفيديو والتغذية الرجعية (أحمد حسين اللقانى: على الجمل: 1996: 53).
وتعرفه (عفت مصطفى) بأنه: " موقف تدريسي بسيط يتم فى وقت قصير (يتراوح بين أربع دقائق إلى عشرين دقيقة) وعلى عدد محدود من الطلاب يتراوح بين ثلاثة إلى عشرة طلاب (عفت مصطفى: 2002 : 343)
ويعرفها محمد رضا البغدادى بأنه: "أسلوب يعمل على إكساب وتنمية مهارات تدريس جديدة وصقل المهارات الأخرى ويقوم فيه طالب التدريس (أو المعلم) بالتدريس لمجموعة صغيرة من التلاميذ لفترة تتراوح من خمس إلى عشر دقائق، يسجل فيه درسه مع الفيديو ومن ثم يشاهده بنفسه ويحلل ما جاء فيه على مشرف تدريبه. (جورج براون : 1998 : 27).
مراحل التدريس المصغر:
ويلخص هاتفيلد (Hatfield,C:1989 )( عفت مصطفى: 2002: 344 – 245) التدريس المصغر فى ثلاث مراحل كالآتى:
1- مرحلة اكتساب المعرفة:
ويتمثل ذلك فى الوقت الذى يتم فيه ملاحظة المتدرب للبيان العملى الذى يقدمه له المشرف على المهارة المطلوبة.
2- مرحلة اكتساب المهارة:
ويتمثل ذلك فى الوقت الذى يتم فيه ملاحظة المتدرب على المهارة أثناء عملية التدريس.
3- مرحلة انتقال المهارة للفصل:
ويتمثل ذلك فى الوقت الذى يسمح فيه للمعلم بالتدريب الحقيقى على المهارة فى الفصل.
المعالم الرئيسية للتدريس المصغر:
يلخص (عبد العظيم الفرجانى: 1987: 60 – 61) المعالم الرئيسية للتدريس المصغر فيما يلى:
1- تقديم عنصر تعليم مصغر:
ويتم ذلك فى صورة مهارة واحدة فى كل درس مستقل على حدة.
2- مهارات التدريس:
وهى تلك المهارات اللازمة للمتدرب (قبل – أثناء – بعد) التدريس.
3- التغذية الراجعة:
وهى التى تساعد المتدرب على التخلص من الأخطاء التى وقع فيها أثناء أداء المهارة المتدرب عليها.
4- إطار الممارسة موقف تدريس:
وذلك يتم دون خوف من النتائج التى يمكن أن تترتب على هذا الموقف التدريسى.
- مبادئ أساسية للتدريس المصغر:
التدريس المصغر يقوم على مجموعة من المبادئ من بينها أنه (كوثر كوجاك: 1997: 266 – 267):
1- تدريس حقيقى.
2- تبسيط عملية التدريس.
يوضح ويركز على مهارات التفاعل الدراسى.
يتيح فرصة أفضل لتوجيه الطالب المدرسى.
يعتمد اعتمادا كبيرا على فكرة التغذية.
مميزات التدريس المصغر:
يمكن لنا تلخيص مميزات التدريس المصغر فيما يلى كما أوضحها (على شلتوت: د.ت: 144 – 145) (محمد أحمد صالح: 1991: 203 – 204). (خليل رضوان:2000) (عبد الملك طه الرفاعي:2001), (السعيد جمال عثمان وآخرون: 2002 : 16 : 18), (فيصل الملا عبد الله: 2004 : 75 : 105)
تهيئة موقف تدريس حقيقى على الرغم من كونه موقفاً يخضع للتخطيط والتصميم.
تقليل التعقيدات التى تحيط بالموقف التعليمى من حجم الطلاب في الفصل المدرسي.
ضبط الموقف التعليمى بما يمكن المتدرب من التركيز على اكتساب مهارات التدريس وتنفيذ المهام الموكلة إليه.
تحقيق مبدأ التغذية الرجعية التى تعقب عملية الأداء بما يساهم فى تعديل ونمو السلوك التدريسي.
يتيح التدريس المصغر للطالب المعلم أن يستفيد من تسجيل الدرس على أشرطة الفيديو وإعادة عرضها ليتمكن من مشاهدة نفسه ثم يقوم بالتدريس مباشرة بعد الدرس, ومن ثم يتمكن من تقويم نفسه والتعرف على أخطائه، وبهذا يتمكن من تعديل سلوكه وأدائه فى التدريس.
أن التدريس المصغر يخفف من درجة تعقيد الموقف التعليمى الحقيقى فى الفصل, فالمحتوى فى التدريس المصغر بسيط والمهارات التدريسية محدودة، والوقت قصير ، والطلاب قليلون.
أن التدريس المصغر يمكن الطالب المعلم من إتقان المهارات التدريسية المختلفة ، وذلك بإتاحة فرصة تكرار الأداء.
يراعى قدرات المعلم وإمكاناته، حيث يقوم المعلم باختيار وتحديد المهارة التى يستخدمها ووضع خطة الدرس.
يساعد التدريس المصغر على التخلص من الأخطاء الشائعة بين المعلمين المبتدئين.
يساعد على كسب الثقة نحو الذات.
يساعد فى حل مشكلة عدم مواقف الزمن المحدد للحصة مع الزمن المستغرق فى عرض الدرس.
يساعد فى بقاء أثر التعلم.
التدريس المصغر يعطى عائداً مباشراً وملموساً لعملية التعليم والتعلم.
يساعد التدريس المصغر على إكساب الطالب مهارات التدريس الأساسية.
كيفية إعداد وتنفيذ برنامج التدريس المصغر:
تحديد المهارة المطلوب التدريب عليها للمتدرب ليعرفها بالتفصيل, وذلك إما عن طريق قراءة دراسة تحليلية لتك المهارة ومكوناتها الدقيقة, أو مشاهدة عرض لدرس نموذجي حي على تلك المهارة, وقد يطلب منه أثناء المشاهدة أن يملأ خانات فى استمارة ملاحظة للتدريب على تحليل تلك المهارة.
يقوم كل دارس بإعداد درس للتدريب على تلك المهارة بحيث يتراوح مدته ما بين 5 – 10 دقائق فقط وللدارس حرية اختيار الدرس سواء فى مجاله تخصصه أو فى أى موضوع عام.
يتم تدريس الموضوع فى المدة المحددة لحوالى 5 – 10 طلاب وتسجيله على أحد أجهزة الفيديو.
بعد انتهاء التدريس يتم عرض التسجيل مرة ليرى القائم بالتدريس نفسه مع زملائه وخلال ذلك يوزع على كل فرد من أفراد المجموعة (الطلاب) بطاقة ملاحظة تتضمن بعض المعايير التى يمكن نقد الدرس فى ضوئها.
بعد أن يتمكن المعلم من نقد نفسه ذاتياً والاستفادة من نقد الآخرين يقوم الدارس بالتخطيط مرة ثانية لدرس آخر مصغر للتدريب على المهارة نفسها مع الاستفادة بنتائج التغذية الرجعية السابقة وعرض الخطة على المشرف.
التدريس مرة ثانية لعدد آخر من الطلاب مع التحسين نتيجة للتغذية الرجعية السابقة مع التسجيل.
إعادة عرض الدرس بعد التدريس مباشرة للتغذية الرجعية الثانية (مصطفى رجب: 1996 : 124).
التدريس المصغر ومدى الاستفادة منه في تحسين الأداء العملي:
في ضوء التطورات الذي شهدتها عملية استخدام الأساليب الحديثة في التدريب والتدريس، ظهرت برامج التدريس المصغر, والتي تعمل على إيجاد تعليم أفضل وتوفير جهد كبير فيما يتم تدريبه خلال عمليات التدريس المصغر، بل وتوفير أموال طائلة كانت ستنفق في إعداد أخصائيين لا يعرفون عن الأجهزة التعليمية بصفة عامة وأجهزة العروض الضوئية بصفة خاصة إلا كيفية تشغيلها ووضع المادة التعليمية في المكان المخصص لها فقط.
وبالمقارنة بما يتلقاه طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم من خلال التدريب والتدريس التقليدي، وما يتلقاه من خلال التدريس المصغر, نجد أن هناك اختلاف كبير جداً، حيث يتلقى أخصائي تكنولوجيا التعليم من خلاله كماً هائلاً من المعلومات ،بالإضافة إلى إمداد الأخصائي بالتسجيل الفيديوي لكي يشاهد نفسه بعد القيام بعمليات التدريب, وليتعرض لعمليات النقد من قبل المعلم وزملائه، نجدها تثير اهتمامات الطلاب وترغبهم في الاستزادة من التعلم .
ومن ثم فإن التدريس المصغر يسمح للطلاب بالكشف عن المعلومات التي بداخلهم بدلاً من يكونوا مستقبلين سلبيين،بل وتعطيهم الفرصة للاتصال والتفاعل بين الطلاب والمادة التعليمية أكثر من أي طريقة أخرى وبذلك يمكنها أن تحسن وتنمي أداءهم العملي في استخدام أجهزة العروض الضوئية.
ساحة النقاش