المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

*المدرسة ودورها في تكوين القيم البيئية*

مقدمه

المدرسة هي من أهم المؤسسات التي يعهد إليها المجتمع بمهمة رعاية أبنائه وتنشئتهم وإكسابهم القيم والاتجاهات وأنماط السلوك البناءة، إلى جانب إكسابهم المعارف والمهارات، حيث أن المدرسة لها أهدافها التربوية والاجتماعية التي تعمل على تحقيقها لخدمة البيئة والمجتمع.فقد ظهرت الاتجاهات الحديثة في التربية التي ترمي إلى ربط المدرسة بالبيئة المحيطة وربط البيئة بالمدرسة. ولقد أدخلت العديد من دول العالم برامج نظامية في التربية البيئية بالمراحل التعليمية المختلفة من أجل المحافظة على البيئة المحلية ومقوماتها،ومنها الجماهيرية العظمى إلا أن هذه البرامج لم تسهم في الحد من تدهور البيئة بالشكل المطلوب. وهكذا ينبغي الاهتمام بربط المدرسة وبرامجها التربوية بالبيئة المحيطة فالمدرسة تلعب دوراً كبيراً في تكوين الاتجاهات والقيم البيئية وأنماط السلوك البيئي السليم لدى التلاميذ، والتي تمكنهم من حسن التعامل مع البيئة، حيث أن التلاميذ يتأثرون بالأنشطة والممارسات التي تجري داخل وخارج المدرسة. ولكي تقوم المدرسة بدورها المنتظر نحو البيئة يجب أن تتضافر جهودها مع العديد من الأجهزة والمؤسسات الموجودة بالبيئة المحيطة،مثل العيادات الصحية وجمعية الهلال الأحمر الليبي(شبيبة الهلال) والحركة العامة للكشافة والمرشدات وفرق العمل التطوعي والأحياء والمجتمعات الأهلية والوحدات الصحية ودور العبادة.

ماهية حل المشكلات البيئية:

هي طريقة تعليمية لدراسة وحل مشكلات البيئة مع التركيز على وعي المتعلم بالبيئة وتفهمها واحترامها والمحافظة عليها، ونمو مهاراته في حل المشكلات وكسب القيم والاتجاهات البيئية. وتقوم هذه الطريقة أساساً على قيام المتعلم بنفسه وبتوجيه من المعلم في تخطيط وتنفيذ المهارات التالية:

الشعور بالمشكلة البيئية وتحديدها.

 جمع البيانات والمعلومات المتصلة بالمشكلة البيئية وتحليلها.

 فرض الفروض (الحلول البديلة) الممكنة واختيار أنسبها.

 وضع خطة لاختبار صحة الفروض.

 تنفيذ خطة العمل.

 تفسير النتائج والوصول إلى حل للمشكلة البيئية.

 تقويم تنفيذ خطة العمل.

 

    ونعتقد أنه يجب التركيز في الصفوف الأولى من المرحلة التعليم الاساسى على غرس الوعي البيئي وكسب القيم البيئية، وفي هذه المرحلة تصلح الدراسة الحقلية (الميدانية) لاستكشاف عناصر ومكونات النظم البيئية، والتأثيرات المتبادلة بينها بينما تصبح المساهمة الفعالة من جانب المتعلمين في التدرب على حل المشكلات البيئية في الصفوف الأخيرة من مرحلة التعليم الأساسي، وصفوف المرحلتين الإعدادية والثانوية أكثر فعالية في تعميق الفهم للمشكلات البيئية، ورسوخ الاتجاهات والقيم البيئية. وتمثل مشاركة المتعلم ونشاطه في حل المشكلات البيئية جوهر هذا المدخل فهذه المشاركة ـ إذا تمت بنجاح ـ يمكن أن تسهم بفعالية في تحقيق أهداف التربية البيئية المعرفية والمهارية والوجدانية. ويمكن كسب المفاهيم البيئية ومهارات حل المشكلات والقيم البيئية عندما يواجه المتعلم المشكلات الواقعية لبيئته، ولا شك أنه حين يساهم المتعلم الصغير مع زملائه في ردم بركة تمثل مصدراً خصباً للتلوث والأمراض، وحين يشارك مع أقرانه في الصف في حملة لمقاومة التدخين في المدرسة وخارجها (بالدعاية والملصقات والأفلام التعليمية والمقابلات للمختصين في المراكز الصحية) إنما يتعلم بالعمل، وحين يقوم الطالب بدراسة تلوث الهواء الناجم عن عادم السيارات (بزيارة مركز شرطة المرور المختص بفحص السيارات، وإحدى محطات البنزين التي تزود السيارات بالبنزين المرصص، ومحطة أخرى تزودها بالبنزين الخالي من الرصاص .. الخ)، إنما يعمل بذلك على كسب المهارات اللازمة لحل المشكلات، ونمو القيم والاتجاهات البيئية. وهكذا يتبين لنا أن حل المشكلات البيئية يعتبر من أهم المداخل في تنظيم وتنفيذ برامج التربية البيئية لتحقيق أهدافها.

* اعتبارات هامة ينبغي مراعاتها عند تخطيط وتنفيذ حل المشكلات البيئية:

     هناك عدة عوامل هامة ينبغي أخذها في الاعتبار عند تصميم وتنفيذ مدخل حل المشكلات البيئية، ومن أهم هذه العوامل:

     1 ـ ضرورة تصميم خبرات المشكلات البيئية واستراتيجيات حلها لتزويد المتعلم بخبرات بيئية ذات معنى في صف من صفوف مراحل التعليم العام، ويمكن استخدام مدخل حل المشكلات البيئية إما لإثراء البرامج التعليمية القائمة، أو تستخدم كمحور أساسي لبرنامج شامل في التربية البيئية متدرج ومستمر خلال مراحل التعليم. وهو الاختيار الذي أميل إليه وتأخذ به المقالة الحالية بتوظيفه في تخطيط وتنفيذ وحدات تعليمية تتناول المشكلات البيئية وأبعادها المختلفة.

 

     2ـ ينبغي أن تركز المشكلات البيئية انتباه المتعلمين نحو بيئتهم وتفاعلات عناصر الأنظمة البيئية وأثر هذا التفاعل على حياة الكائنات الحية المختلفة، ومن الضروري أن يُخطط لهذه المشكلات بحيث تؤدي إلى تكامل خبرات المتعلمين من جانب آخر.

     3ـ ينبغي أن يتجه التركيز في حل كل مشكلة بيئية إلى تنمية النواحي المعرفية والمهارية والوجدانية، على أن يكون التركيز في السنوات الأولى على الجانب الوجداني، وفي السنوات الأخيرة على النواحي المعرفية والمهارية.

     وفي الجانب الوجداني ينبغي أن تتاح الفرص للمتعلم لاستكشاف بيئته المحلية بحواسه الخمس: السمع والبصر والشم واللمس والتذوق. وقد لا تتوفر فرص دراسة وحل كل مشكلات البيئة المعروفة حيث لا يظهر بعضها في البيئة المحلية للمتعلم، ولتكوين صورة شاملة متكاملة عن مشكلات البيئة ينبغي توفير الوسائط التكنولوجية التي تعرض للمشكلات البيئية، الأمر الذي يساهم في استبدال نقص هذه الخبرات للمتعلمين.

     وعندما يُقدِّر المتعلم الموارد البيئية ويدرك خطورة تبديدها ويحترمها، فقد يميل إلى دراسة المزيد عن البيئة ومشكلاتها، ويرغب في حمايتها، ولكن التركيز المبالغ فيه على الجوانب المعرفية دون النواحي الوجدانية والمهارية في السنوات الأولى للتعليم الاساسى لا يساهم في تحقيق أهداف التربية البيئية، بل قد يأتي بنتائج عكسية تماماً للمرجو من الدراسات البيئية.

     4 ـ ينبغي أن يتميز تخطيط ومتطلبات حل المشكلات البيئية بالمرونة الكافية لمواجهة الظروف البيئية المحلية المتنوعة من جهة، ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين من جهة أخرى.

     5 ـ ينبغي أن يقوم المتعلم بدور رئيسي في اختيار المشكلات البيئية (وهذا يدل على أن المشكلات البيئية المعروضة تتيح فرص الاختيار للمتعلم من بينها) ورسم خطة حلها وتنفيذها وتقويم نتائجها.

     6 ـ يجب ألا تكون المشكلات البيئية المتضمنة في المنهج سهلة جداً بحيث يستخف بها المتعلم، ولا صعبة للغاية بحيث يعرض عنها ولا يميل للمشاركة في حلها ودراستها.

 

مجالات حل المشكلات البيئية:

     يمكن استخدام مدخل حل المشكلات البيئية في دراسة موضوعات عديدة ومتنوعة تنوع المشكلات البيئية نفسها، فيمكن أن يدرس المتعلمون وفقاً لهذا المدخل موضوعات مثل: التلوث البيئي وأنواعه وأساليب حماية البيئة منه واستنزاف الموارد المتجددة وغير المتجددة، واختلال التوازن الطبيعي، والأمراض المعدية والمتوطنة … الخ.

     وقد حدد ستاب وكوكس (Stapp & Cox  ) سبعة مجالات لحل المشكلات البيئية يمكن لها أن تسهم ـ إذا تمت بنجاح ـ في تأكيد فلسفة التربية البيئية في التعليم العام، ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة من هذا النوع من التربية. وهذه المجالات هي:

1ـ علم البيئة ومبيدات الآفات

2ـجودة الماء.          

3 ـ تلوث الهواء.     

4ـ تطوير موقع المدرسة.

5-التخطيط والسياسة البيئية.

6- الترويح.

7-  النقل.

     هذه المجالات من التنوع بمكان بحيث يمكن القيام ببعضها داخل المدرسة أو خارجها في كل من البيئة الحضرية أو شبه الحضرية أو الريفية وفي موضع سابق من هذه المدونة تم توضيح أن تكامل الموضوعات البيئية مع موضوعات العلوم هو المدخل الأفضل لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي، لكن مدخل الوحدات التعليمية أراه الأفضل بالنسبة لطلاب المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية وهو الأسلوب المتبع حالياً إلى حد كبير. لذا تؤكد هذه المقالةأهمية المزج بين أسلوب الوحدات التعليمية ومدخل حل المشكلات البيئية محوراً لتنفيذها في حالة طلاب المرحلتين:الإعدادية والثانوية مع مراعاة الاستمرارية والشمول والتكامل بين الوحدات التعليمية في مناهج العلوم بالصفوف التعليمية المتتالية.

المصدر: إعداد / تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 761 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,917,398

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.