المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

 

التحديات التي تواجه تطبيـق تكنولوجيا التعلـم الإلكترونى


1. عدم توافر أجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها بالكم والكيف الكافيين:
قد تكون العجلة فى تطبيق التعلم الإلكتروني دون التخطيط الجيد لتأسيس البنية التحتية للتحول من التعليم التقليدي إلى التعلم الإلكتروني وراء عدم العناية بتجهيز البيئة الصفية أو توفير معامل الحاسب الآلي أو الفصول الذكية بالعدد الكافي الذي يتناسب مع أعداد الطلاب فى المؤسسة التعليمية. وكذلك قد يكون تأسيسالبنية التحتية من أجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها من تلك الأجهزة ذات المواصفات التقليدية المتواضعة التي لا تساعد فى متابعة المقررات الإلكترونية والفصول الافتراضية والوسائط المتعددة
ولذلك تتطلب عملية تطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني التخطيط الجيد وتحديد المتطلبات السابقة لعملية التطبيق من الأجهزة الإلكترونية بالكم والكيف الكافيين حتى لا يكون التطبيق في نفس البيئة التقليدية دون تطويرها0
2. المشكلات المتعلقة بشبكة الاتصال "الإنترنت":
من التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية أو تواجه الطلاب فى استخدامهم للشبكة العالمية للمعلومات "الإنترنت" عن طريق الاتصال الهاتفي صعوبة الدخول إلى المواقع الخاصة بالتعلم الإلكتروني للوزارة أو للمدرسة سواء كان ذلك داخل المدرسة أو فى منازلهم نظرا للانقطاع المستمر لعملية الاتصال مما يعطل عملية التعلم، وصعوبة تحميل الملفات المشتركة فى المقررات الإلكترونية، واستغراق وقت طويل فى عمليتي التواصل والتحميل مما يزيد من تكلفة الإنترنت على المؤسسات والأفراد.
ومن جانب آخر لا تساعد شبكة الاتصال فى الاستفادة من الجيل الثاني لشبكة الويب Web 2 . وما زالت معظم المدارس والطلاب يعتمدون على الاتصال عن طريق الهاتف بالرغم من توافر تقنيات أخرى تقدمالمزيد من المزايا مثل DSL، والاتصال اللاسلكي Wireless Communication .
ولذلك ينبغي على وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي تسهيل الاتصال السريع بالشبكة العالمية للمعلومات للمدارس والجامعات، للطلاب ولأعضاء هيئة التدريس، لأنها من المتطلبات الرئيسة لتطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني بنجاح وفاعلية.
3. عدم توافر المدارس الإلكترونية / الذكية بالمواصفات المناسبة: 
يرى بعض المسئولين أن عملية التحول من التعليم التقليدي إلى التعلم الإلكتروني وخاصة التعلم الإلكترونيالمختلط Blended E-learning هو مجرد تزويد بعض الفصول الدراسية ببعض التقنيات الحديثة مثل السبورة الذكية، والحاسبات الآلية، والداتاشو...إلخ، ولكن تطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني المختلط فى مؤسساتنا التعليمية يحتاج إلى إعادة هيكلة المدارس التقليدية، وتأسيس بنيتها التحتية بما يتناسب مع تطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني ، كما تحتاج عملية التحول إلى أنواع جديدة من المدارس التي تساعد فى تحقيق أهداف التعلم الإلكتروني مثل المدارس الذكية. والمدرسة الذكية Smart School هى مؤسسة تعليمية تقوم على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة فى التعليم متمثلة فى تطبيق التعلم الإلكتروني لتحسين طرق التعليم والتعلم، وزيادة دافعية المتعلمين واعتمادهم على أنفسهم وخطوهم الذاتي، وتطبيق نظام الإدارة الإلكترونية، وتسهيل التواصل بين المتعلمين ومعلميهم وبين أولياء الأمور وإدارة المدرسة وصولا إلى تحويل المدرسة إلى مدرسة منتجة للوصول إلى اقتصاد المعرفة.(سالم، 2006) 
ومن جانب آخر، هناك إهمال لمراعاة المواصفات والمقاييس والمعايير العالمية فى تأسيس المدارس الذكية أو فى تحويل المدارس التقليدية إلى مدارس إلكترونية / ذكية. 
ولذلك لابد أن تشكل لجان متخصصة من قبل الوزارة للتخطيط والإشراف على عملية تحويل المدارس التقليدية إلى مدارس إلكترونية، وكذلك تنفيذ مدارس إلكترونية جديدة مع مراعاة المواصفات والمقاييس والمعايير العالمية الخاصة بذلك.
4. تطبيق التعلم الإلكتروني فى البيئة التعليمية التقليدية دون تطويرها:
بيئة التعلم ليست فقط هي المكان الذى يجلس فيه المتعلم ويحدث فيه التعلم، ولكنها أكبر من ذلك، لأن المكان وحده هو كيان مادي جامد وصامت، لا روح فيه ولا حياة. وبيئة التعلم هى كيان ديناميكى حى يتكون من مجموعة من العوامل والظروف والتسهيلات المكانية والمادية والفكرية والنفسية والاجتماعية التي تعطى للموقف التعليمى شخصيته وتفرده، وتؤثر فى المتعلم عندما يتفاعل معها، فتساعد فى التعلم وتسهل حدوثه. (خميس، 2003)
ولكن قد ينظر البعض إلى أن تطبيق التعلم الإلكتروني يصلح فى البيئات التعليمية التقليدية اعتمادا على المعلم ومجهوده، وعلى بقية عناصر البيئة التعليمية التقليدية دون العمل على تطويرها بما يتناسب مع نوع التعلم الإلكتروني الذي نريد تطبيقه : بيئة التعلم الإلكتروني المختلط أو بيئة التعلم الإلكتروني الكامل (الافتراضي).
ولذلك ينبغي الاهتمام أولا بتطوير البيئة التعليمية التقليدية لتصبح صالحة ومناسبة لتطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني وذلك من جوانب عدة منها: تأسيس البنية التحتية من تقنيات تفاعلية حديثة، تدريب المعلمين وإكسابهم مهارات التعليم الإلكتروني، إكساب الطلاب مهارات التعلم الإلكتروني...إلخ.
5. عدم توافر المكتبات الإلكترونية ومستودعات الكائنات التعليمية:
قد ينصب الاهتمام فى أحيان كثيرة على إعداد الكتب الإلكترونية أو المقررات الإلكترونية الخاصة بالمناهج الدراسية التقليدية مما قد يجعل المعلم والطلاب يهتمون بعملية تعليم وتعلم تلك المقررات والتركيز على تنمية التحصيل فى مستوياته الدنيا دون الاهتمام بتنمية مهارات التفكير، ومهارات التقويم والتحليل، ومهارات البحث العلمي...الخ. ولذلك فإن عدم الاهتمام بتصميم المكتبات الإلكترونية، بما تحتويه من كتب إلكترونية وموسوعات ودمجها فى منظومة التعلم الإلكتروني، قد يفقد التعلم الإلكتروني تحقيق بعض أهدافه الرئيسة. 
ومن جانب آخر ففي ظل التقدم المستمر فى تكنولوجيا التعلم الإلكتروني وفى إعداد المحتويات الإلكترونية فإن تصميم وبنــاء الدروس الإلكترونية ُE-Lessons من قبل المعلم تطور تطورا هائلا، حيث بات اليوم يعتمد على مدخل جديد وهو "الكائنات التعليمية" Learning Objects (LOs) . وهي شكل من أشكال تطور التعلم الإلكتروني فهي مصادر تعلم رقمية Digital Learning Resources تنشر عبر الإنترنت ويمكن إعادة استخدامها فى مواقف تعليمية مختلفة حيث يستطيع كل معلم استخدام الكائن التعليمى طبقا لمتطلبات الموقف التعليمي فهو يثرى البيئة التعليمية، ويساعد فى تحقيق أهداف الموقف التعليمى.
وأصبح تطوير المحتوى الإلكتروني باستخدام الكائنات التعليمية المعيارية متطلبا رئيسا لتصميم المناهج الإلكترونية. (BECTA, 2005) ويشير موريهيد وهوغى (Murihead & Haughey, 2005) إلى أن تطوير المحتوى باستخدام الكائنات التعليمية يؤدى إلى إنتاج مواد تعليمية ذات جودة عالية تسهم بشكل فاعل فى مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ومراعاة حاجاتهم التعليمية. وأكد روبسون (Robson, 2003) أن استخدام الكائنات التعليمية يزيد من فاعلية التعلم ويعمل على تحسين مخرجاته النوعية، كما يعمل على تخفيض التكلفة والوقت اللازم لإنتاج مواد تعليمية معيارية ذات جودة عالية. 
وأصبح تطوير المحتوى الإلكتروني يعتمد على بناء كائنات تعليمية معيارية وتجميعها فى مستودعات إلكترونية E-Repositories بحيث تشكل هذه الكائنات الوحدة الأساسية لبناء محتويات المناهج الإلكترونية المختلفة، وليس بناء مناهج ومقررات إلكترونية كاملة غير قابلة للتجزئة وإعادة الاستخدام كما كان الحال فى السابق. (خليفة، 2006)
وتخزن الكائنات التعليمية عادة فى مستودعات إلكترونية E-Repositories تسمى مستودعات الكائنات التعليمية (LOR). ومستودع الكائنات التعليمية (LOR) هو عبارة عن مكتبة واسعة للكائنات التعليمية الرقمية والتى يمكن إعادة استخدامها فى أنشطة تعليمية متنوعة. وهى كمكتبة رقمية تعد كمخزن مستمر مزود بميزة الاسترداد الداخلي وبعض التسهيلات البحثية مع وجود ميزة أخرى وهى البيانات التعريفية التى تيسر الوصول إلى الكائنات التعليمية المناسبة التى تمكن المستخدمين (المعلمين / الطلاب) من الوصول إلى احتياجاتهم ومتطلباتهم بسهولة حيث تقوم هذه المستودعات بتخزين الكائنات التعليمية وفهرستها وتصنيفها.
ومع التقدم الهائل في إعداد المحتويات الالكترونية اعتمادا على الكائنات التعليمية ومستودعاتها، لم يهتمالمسئولين عن تطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني بتوفير مستودعات الكائنات التعليمية التي تساعد المعلم في الاستفادة منها في تصميم دروسه الالكترونية وتحديثها بصفة مستمرة. 
ولذلك ينبغي على المسئولين في وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي رصد الميزانية المناسبة لتصميم وبناء مستودعات الكائنات التعليمية للتخصصات العلمية المختلفة، بحيث يستطيع المعلم بالمدرسة، وعضو هيئة التدريس بالجامعة الاستفادة منها في إعداد دروسه الإلكترونية ومحاضراته من خلال توافر الكائنات التعليمية الرقمية بأشكالها المختلفة. ومن جانب اخر ينبغي على الأقسام العلمية بالجامعات تشجيع الباحثين على تصميم وبناء مستودعات الكائنات التعليمية في فروع العلم المختلفة. 
6. عدم الاهتمام بتنوع مصادر تمويل التعلم الإلكتروني:
يكون الاعتماد فى تمويل مشروعات التعلم الإلكتروني فى أغلب الأحيان على الحكومات مما يشكل عبئا كبيرا عليها وخاصة فى المراحل الأولى لتأسيس البنية التحتية للتعليم الإلكتروني، ولكن فى دول أوروبا أو أمريكا نجد الاهتمام بتنوع مصادر تمويل مشاريع التعلم الإلكتروني حيث يشارك القطاع الخاص/ الأهلي من شركاتومؤسسات كبرى ورجال أعمال فى عملية التمويل مما يخفف من أعباء الدول من جانب، وإثراء عملية إعداد بيئات التعلم الإلكتروني بالتقنيات الحديثة من جانب آخر. 
وفي الدول العربية نحن بحاجة إلى مشاركة رجال الإعمال والمؤسسات والشركات في تبني شعار "حول إحدى المدارس التقليدية إلى مدرسة إلكترونية أو شارك في بناء مدرسة إلكترونية ذكية جديدة". 
7. عدم الاهتمام بالاستفادة من التقنيات اللاسلكية فى تفعيل تكنولوجيا التعلم الإلكتروني:
انتشر استخدام المعلمين والطلاب (وجميع أفراد المجتمع) للتقنيات اللاسلكية الحديثة Wireless Technology مثل (الهاتف النقال، والمساعدات الرقمية الشخصية، وحاسبات اللوحة) ولكن اقتصر استخدام هذه التقنيات على إجراء المكالمات الهاتفية فقط على الرغم من ظهور مدخل جديد من مداخلالتعليم وهو التعلم المتنقل Mobile Learning والذي يقوم على استخدام وتوظيف التقنيات اللاسلكية المتنقلة في التعليم حيث يعتبر البعض هذا المدخل جزء من التعلم الإلكتروني ، وتم استخدامه وتطبيقه في دول أجنبية كثيرة، وعقدت من أجله العديد من المؤتمرات العالمية في مالطا، وأيرلندا، وبريطانيا، وكندا.
ويمكن تعريف التعلم المتنقل بأنه استخدام الأجهزة اللاسلكية المتنقلة الصغيرة والمحمولة يدويا مثلالهواتف النقالة Mobile Phones، والمساعدات الرقمية الشخصيةPDAs ، والهواتف الذكيةSmartphones، والحاسبات الشخصية الصغيرة Tablet PCsلتحقيق المرونة والتفاعل فى عمليتي التدريس والتعلم فى أي وقت وفي أي مكان.

المصدر: م/تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 6628 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,731,125

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.