استراتيجية بلوم لاتقان التعليم

احتلت قضية الفروق الفردية بين المتعليمن مكانا بارزا بين اهتمامات بلوم التربوية على كثرتها وتعددها وقد بذل جهودا ضخمه من اجل التوصل الى استراتيجيه يمكن من خلالها مواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين بصوره منهجيه منظمه ومنتظمة وانصبت جهوده الاساسية فى البحث عن اليه تمكن نسبة كبيره من الطلاب من الوصول إلى مستوى واحد من الإتقان ونجح بلوم فى التوصل استراتيجيه محدده عرفت فى الادبيات التربوية باسم (استراتيجية بلوم للاتقان التعليم ).
وتشكل استراتيجة بلوم لإتقان التعليم فلسفه تربوية معاصره فى ضوء الأسس النظرية التى تقوم بها , كما تشكل عند تطبيقها وتنفيذها تجديدا تربويا مميزا على المستوى الاجرائى يحول الفكر التربوى النظرى الى واقع عملى , وما يزيد من أهمية هذه الاستراتيجية هو ارتباطها بواقع ممارسات التعليم الجمعى السائده مقارنه بنظم تفريد التعليم المختلفه , وهى تجمع بين إجراءات التعليم الجمعى وإجراءات التعليم التربوى فى إطار واحد فهى استراتيجة تعتمد التدريس الجمعى فى البدايه حيث يقوم المعلم بالتدريس أولا ثم بعد ذلك تتخذ إجراءات التفريد كعلاج بعدى ,ولهذا السبب فان هذه الاستراتيجية تصلح للاستخدام فى ظل الظروف والامكانات السائده فى معظم مدارسنا التعليميه .

إجراءات استخدام استراتيجية بلوم للإتقان التعليم 

أولا : إجراءات ما قبل التدريس الجامعى :
وفى هذه المرحلة يقوم مستخدم الاستراتيجية بما يلى :
•تقدير جوانب المقرر التى ينبغى أن يصل الطلاب فيها الى مستوى الإتقان, ويتطلب ذلك قيام المعلم بعملية إصدار قيمه تختص بمحتوى المقرر وأهميته بالنسبه للسلوك المدخلى للطلاب .
•تحديد أهداف المقرر وصيغتها والانطلاق منها لتحديد مستوى الإتقان فى المقرر ويمكن أن يتم ذلك من خلال تحديد نسبه معينه من الأهداف يجب أن يحققها الطالب كمؤشر لوصوله الى مستوى الإتقان.
•إعداد الاختبار التجميعى النهائى على مستوى المقرر بحيث تنسق بنوده مع أهداف المقرر وهو ما يعرف بالاختبار مرجعى الأهداف .
•تقسيم محتوى المقرر الى مجموعة من الوحدات الدراسية المتتابعة تتناسب ومدة الفصل الدراسى وغالبا ما يقسم المقرر الى مجموعه من الوحدات يقابل كل منها فصلا من فصول الكتاب المقرر مع الأخذ فى الاعتبار امكانيه تغطية كل وحدة منها خلال أسبوع أو أسبوعين لا أكثر
•إعداد اختبارات القياس البعدى للمرحله لكل وحدة من وحدات المقرر فى ضوء أهداف الوحدات وتحديد مستوى الإتقان لكل وحدة.
•تصميم وإعداد المواد التعليمية والبدائل الخاصه بالتغذية المرتجعة البعدية المصححة بحيث ترتبط بكل بند اختبارى القياسى البعدى المرحلى وتمثل هذه المواد فيما يلى.

1.مقرارات فرديه من كتب دراسيه عديه 
2.مقرارات فريده من كتب دراسيه مبرمجه 
3.الألعاب والألغاز التعليمية 
4.المواد السمعية والبصرية والتسجيلات الصوتية المرئية وبرامج الشرح الفوتوغرافيه 
5.تدريس خاص لمجموعات صغيره 
6.توجيه فردى

ثا نيا : إجراءات التدريس الجامعى 
تخصيص اللقاء الاول لتعريف الطلاب بابعاد الاستراتيجية وكيفية التعلم من خلالها
و فى هذا الصدد على المعلم ان يعرف الطلاب بما يلى
1- إن نسبة كبيرة من الطلاب أكثر من 90% يمكن أن تحصل على تقدير امتياز
2- أن تقدير الطالب سيمنح فى ضوء مستوى أداءه فى الا ختبار التجميعى النهائى الذى يعقد فى نهاية الفصل الدراسى فى وقت واحد لجميع الطلاب 
3- أن تقدير الطالب يمنح بصرف النظر عن مستوى أداء زملائه وفى ضوء معايير محدده مسبقا بمستوى الإتقان وبالتالى فلا توجد علاقة بين توزيع تقديرات الطلاب وتوزيع المنحنى الاعتدالى .
4- ستقدم اختبارات قياس بعدى مرحلى عند الانتهاء من التدريس الجامعى لكل وحده من وحدات المقرر لتحديد مستوى كل طالب بمعرفة نواحى الضعف لديه
5 - ستقدم مواد تعليميه وبدائل للطالب الذى يخفق فى الإجابة عن بعض بنود الاختبار كنوع من التغذية المرتجعة وفق معدله الخاص فى أوقات وأماكن يحددها هو على أن يحاول الا نتهاء منها فى اقرب وقت ممكن 
يلى اللقاء التوجيهى محاضرة يقوم فيها بتدريس الوحدة الاولى متبعا اساليب التدريس الجمعى المناسبة ومستعينا بالوسائل التعليمية المناسبة أيضا,عندما ينتهى المعلم من التدريس الجمعى للوحدة الأولى يخبر طلابه بان اختبار على مستوى الوحدة سيقدم للطلاب ويحدد موعدة ويعرف طلابه الهدف من إجراء هذا الاختبار 

ثالثا: اجراءات القياس البعدى للمرحله الاولى 
يختار المعلم واحدا من اختبارات الوحده التى انتهى من تدريسها وغالبا ما يكون الوحده الواحده ثلاثة اختبارات متكافئه.
يطبق المعلم اختبار على طلابه ويصححه محددا البنود التى اخطأ فيها كل طالب ,كما يحدد الطلاب الذين وصلوا إلى مستوى الإتقان وهؤلاء الذين لم يصلوا إلى مستوى الإتقان ويتم هذا فى ضوء مستوى إتقان الوحده الذى حدده قبل إجراءات التدريس الجامعى.

را بعا: إجراءات التفريد 
يحدد المعلم كل ورقة إجابة للطلاب الذين لم يصلوا إلى مستوى الإتقان وأمام كل بند اختبارى اخفق فيه الطالب يحدد المواد التعليمية و بدائل التغذية المرتجعة
يتيح المعلم فرصه للطلاب للحصول على المواد التعليمية والبدائل الخاصة بالتغذية المرتجعة المصححة ودراستها وفق سرعته فى التعلم 
يتيح المعلم فرصه للطلاب الذين وصلوا الى مستوى الإتقان لممارسة أنشطه اضافيه اثرائيه أو قد نستعين بهم لمساعدة أقرانهم

خامسا : إجراءات القياس البعدى المرحلى الثانى 
يقدم المعلم اختبار إتقان الوحده الثانى لطلاب الذين انتهو من التعامل مع المواد التعليمية وبدائل التغذية المرتجعة المصححة ولا يشترط أن يطبق الاختبار على جميع الطلاب فى وقت واحد.
يصحح المعلم اختبار إتقان الوحده ويحدد الطلاب الذين وصلو الى مستوى الإتقان ومن المتوقع أن يقل عدد الذين لم يصلوا الى مستوى الإتقان ويمكن تكرار دورة التغذية المرتجعة ألمصححه اذا تطلب الأمر ذلك فى ضوء عدد هؤلاء الطلاب .
سادسا : اجراءات دورة التدريس الجمعى/القياس / التفريد للوحدات التاليه فى تنظيم الوحدات 
يقوم المعلم بالتدريس الجمعى للوحدات التالية فى تسلسل الوحدات وفى ظل الظروف الطبيعية السائده مستعينا بالوسائل التعليمية المناسبة ثم يقوم باجراءات القياس البعدى وإجراءات التفريد كما سبق 
يكرر المعلم الدورة حتى ينتهى من تدريس جميع وحدات المقرر التى تم تحديدها فى البداية.

سابعا: إجراءات القياس التجميعى النهائى 
يعلن المعلم عن موعد تطبيق الاختبار التجميعى النهائى الخاص بكل وحدات المقرر وعلى جميع الطلاب التقدم لهذا الاختبار فى الوقت المعلن عنه 
يطبق المعلم الاختبار التجميعى النهائى على جميع الطلاب.
يصحح المعلم الاختبار التجميعى النهائى ويمنح كل طالب الدرجة التى سيحققها .

ثامنا: إجراءات منح التقديرات 
لا يتم تصنيف الطلاب إلى مجموعتين على اساس طلاب متقنين وطلاب غير متقنين ولكن يمكن استخدام مدى من التقديرات المعروف وهو ممتاز -جيد جدا -جيد- مقبول -راسب لمنح التقديرات وفى هذة الحالة فانه من المتوقع أن تزداد نسبة الطلاب الذين يحصلون على تقدير ممتاز وجيد جدا مقارنة بحاله استخدام طرق التعليم التقليدية الشائعة ومن المتوقع أن تقل نسبه هؤلاء الذين يحصلون على تقديرات اقل من جيد جدا بصورة ملحوظة ويمكن القول أن وصول الطلاب إلى مستوى الإتقان المحدد لكل وحدة من الوحدات الفرعية يضمن الى حد كبير وصول نسبه كبيرة منهم إلى مستوى الإتقان فى الاختبار التجميعى النهائى.
تطوير استراتيجية بلوم للاتقان التعلم 
تتمثل جوانب تطوير الاستراتيجيه فيما يلى:
1.الاعتماد على الوحدات التعليمية الصغيرة كمواد تعليمية ذاتية علاجيه بدلا من استخدام إجراءات التغذية المرتجعة المصححة والتى غالبا ما تكون مواد تعليمية منفصلة لا ترتبط معا فى إطار وحده واحده حيث أنها ترتبط أساسا بالبنود الاختباريه التى يشتمل عليها اختبار القياس البعدى المرحلى.
2.تصميم أنشطة اثرائيه اضافيه قبل بدء عملية التدريس الجمعى للطلاب الذين من المتوقع أن يصلوا الى مستوى الإتقان مع اتاحة الفرصة لهم باستخدام هذه المواد أثناء تنفيذ إجراءات التفريد.
3.الاستعانة ببعض الطلاب الذين وصلوا الى مستوى إتقان الوحدات الفرعية لمساعدة أقرانهم الذين لم يصلوا إلى هذا المستوى وذلك أثناء إجراءات تنفيذ إجراءات التفريد.