---------------- يا أيها الانسان حسبك قيمةً .....................
طبعُ الأنام الى النفوسِ محبّبُ ......... والكلُّ من أفعاله يتعجّبُ
والناسُ تحسبُ فعلَها وكأنّهُ ......قممَ الجمال وغيرُها لا تحسبُ
وإذا أشرتَ الى امرئٍ في فعلِه .......كنصيحةٍ .يرنو اليكَ ويغضبُ
وبفعله بعضُ النقائِص والهوى ........ولسانهُ عِند التفاضُلِ يكذِبُ
يُبدي إليكَ فصاحةً في قولِهِ ..................وبفعلِه لمّا تفاخَرَثعلبُ
أنتَ امرؤٌ ملَكَ النّقاءَ مع التّقى ....ومن النَّجابةِ حين عزَّ المطلّبُ
فاختر صديقكَ كي تظلَّ بقربه ............إياك من طبعِ اللئامِ تُقَرِّبُ
ودَعِ الملاهي والمساوءَ إنّها..تُغري السَّفيهَ وفي هواها يُسحَبُ
وأعمل بما أيقنتَ فيه فضيلةٌ........ودعِ الرَّذائلَ عن طريقِكَ تهرُبُ
عمَّ النِّفاق وقد عَلت درَجاتُه ............وعلى الرّقاب مهنّدٌ يترَقَّبُ
هذا يصفّقُ للغنيِّ لمالهِ .....................وإذا أشاحَ لقَتْلِهِ يتأهَّبُ
يُرضيهِ بعضاً من حُثالةِ موسرٍ..............وهو الذي بنعيمه يتقَلَّبُ
لَعْقُ الحذاء فضيلةٌ يعتادُها ............ولهُ المدائحُ كلَّ يومٍ تُنسَبُ
وجهان يحملُ والوجوهُ رخيصةٌ ...........متقلِّبٌ بالذُّلِّ أو مُتَكَسِّبُ
يا أيّها الإنسانُ حسبُكَ قيمةً ......أنَّ الفضائلَ في صفاتك تُكتَبُ
والكائناتُ وكلُّ ما فوقَ الثّرى ........تُهدى إليكَ وخيرُها لا ينضبُ
ومن المشاربِ كلُّ صافٍ منعشٍ .......ومن العصائرِ ما يلذُّ ويَعذُبُ
ومن الثّمار تَنَوَّعت وتلذَّذَت ..............أصنافُها والطّعمُ حلوٌ طيِّبُ
فعلامُ ترضى بالمذلّةِ والخنا ............ وتظلُّ تفخّر بالهوانِ وتذنبُ
ولَقد خُلقتَ مع الكِرامِ مُكَرَّماً ......ومن الكرامةِ كلُّ شيءٍ يوهبُ
-------------------------------------------------------------------