قصة قصيرة(سعاد وخدودها الحمراء)بقلم/سمراء غالي
هذا الصباح لا يشبه أي صباح،نشاطها غير عادي،جهزت سعاد الفطور ورتبت البيت وجهزت انواع من الحلوى ،ودخلت غرفتها ارتدت اجمل الاثواب عندها .وقفت امام مراتها نظرت إلى وجهها قد ساده الشحوب اخذت تقرص خدودها لعل الدم يسري لوجنيها لكن عبثا"بقي لونها شاحب من سنوات كانت وجنيها يتدفق الدم إليهما متحمر خجلا"ان اتاها احد الخطاب لكن اليوم قد حاولت مرارا وتكرارا"ان تجعل خدودها تورد بلون الاحمر.
سعاد هي الأخت الكبرى لأربع بنات غيرها ،توفيت والدتها
منذ ستة عشرا عاما"عند ولادتها لأختها الصغرى نهال،كانت في العشرين من عمرها وقتها تركت جامعتها وكرست نفسها للبيت وتربيت اخواتها(ولاء-آلاء-إسراء-والصغيرة نهال)
كبرتهم وزوجت اخواتها الثلاث واطمئنت عليهن في بيوت ازواجهن.
وعلمت اخت الصغيرة نهال على شؤون البيت كلها كي تستطيع ان تقوم بواجباتها اتجاه ابوهما العجوز.
منذ سنوات لم يدق الباب ويأتون خطاب ليطلبوا يد سعاد لزواج،اليوم كانت الفرحة تسكن عين سعاد فبعد قليل سيأتي من يراها .
دخلت المطبخ وجهزت اطباق الحلوى على طاولة تتوسط المكان كانت تضع عليها أنية مزخرفة من زجاج .تعثرت سعاد ارتطمت بالآنية فانكسرت .اخذت تلم الزجاج المكسور واذا باب دق تركت لمامات الأنية وركضت تفتح الباب.انهم هم الخطاب.
رحبت بهم سعاد اشد ترحيب وكانهم لم تتعلم من الكلام سوا كلمتان اهلا"وسهلا".جلست المرأة مقابل سعاد تعرفها بنفسها فدار بينهما الحديث التالي :
انا هدى ابنة الحاجة مطيعة جارتكم بالحي القديم منذ سنوات.اخت هشام آلا تذكرينه
كأن ذاكرة سعاد غيبت قليلا"
تابعت المراة كلامها .اخي هشام الذي كنتي تلعيين معه في الصغر .
تذكرته سعادوقالت في نفسها نعم انه هشام قد ارسل اهله لخطبتي لم ينسى مرح طفولتنا سويا".
افاق خيال سعاد صوت المرأة هدى تقول لها:
اتينا اليوم لنطلب يد اختك نهال لأخي هشام
صعقت سعاد من المفاجئة
ووقفت قائلة لها:
تريدين أختي ذات الستة عشر عام لأخيك هشام
انه من اكبرمنها بكثير
مثل عمري انا الآن ستة وثلاثون سنة.
قد رفضت سعاد طلب المراة فاختها صغيرة ومازالت تتعلم في المدرسة وودعتها إلى الباب.
دخلت سعاد المطبخ مرة اخرى ودمع ملىء عيناها كانت تأمل ان يكون هذا الخطيب لها لكن احلام راحت هباء الرياح.
اخذت تلم بقية الزجاج .فسقطت على وجهها من قهرها .فجرحتها قطعة الزجاج واخذ الدم يسيل من خدود سعاد فأصبح لونها حمراء....
(هناك سؤال دائما"يراودني)
لماذا في المجتمع الشرقي ان اصبح عمر الفتاة فوق الثلاثين عام ينعتوها --عانس--أليس مثلها مثل اي انثى مهما كبرت الأنثى العذراء يبقى في داخلها احلام الصبا كفارس الأحلام؟؟؟
مجلة. ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞
مجله ۞ أكَََـاديمـيــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
91,080