إسلامية الأدب والمعرفة

فى كتاب  الأدب الإسلامى بين النظرية والتطبيق

للدكتور صابر عبدالدايم

قراءة نقدية هادية

 

 

 

 

 

 

بقلم الدكتور

صبرى فوزى عبدالله أبوحسين

مدرس الأدب والنقد بجامعة الأزهر

كلية اللغة العربية بالزقازيق

 

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

لا شك فى أن العقل العربى لم يتوقف يوما عن التفنن والإبداع فى تأليف الكتب فى مختلف فروع الفكر، حتى فى أحلك ساعات الأمة!!

وكانت حصيلة ذلك تراثا فكريا ونتاجا معرفيا ضخما واسعا، يعكس إلى مدى بعيد الحقيقة الصادقة للمجتمع العربى فى شتى عصوره وظروفه، فكل كتاب يخرج إلى الساحة الثقافية دليل على حياة الأمة، ومؤشر على تحضرها، وأخذها بأسباب الوعى والنهوض والرقى فى مواجهة الآخر 0

وهذا يستدعى من علماء الأمة ومفكريها أن يتابعوا كل ما يستجد من الكتب متابعة جادة صارمة، فيها فعالية وإيجابية تجاه المكتوب تأثرا وتأثيرا 0

وليتأس علماء العصر ومفكروه فى ذلك بأسلافنا، الذين التفتوا إلى دراسة مصادر العلم فى بحوثهم دراسة تحليلية عميقة، فحكموا عليها أولها، واحتكموا إليها أو بها، وأفادوا منها، وأضافوا إليها ؛ لأنهم كانت لديهم حاسة ناقدة ونظرة فاحصة إزاء مصادر العلم والفكر0

يقول الدكتور/ السيد الديب : "ومنذ أن توسع العرب فى تأليفهم للكتب، وهم لا ينكرون ما اعتمدوا عليه من مراجع ومصادر ، كانوا يشيرون إلى بعضها فى المقدمات أو فى المتون والهوامش . ولما ظهرت الطباعة وزادت حركة الطبع كانت التعريف بالكتب من الأبواب الثابتة فى الصحف والمجلات، بل تجاوز ذلك إلى دوائر أوسع للنقد والحوار"(<!--) فكانوا يتولونها بالنقد والتشريح وفحص سائر مادتها فحصا علميا دقيقا 0

 

إن فى دراسة مصادر العلم والمعرفة وكشف النقاب عنها خيرا عميما يعين الباحثين، ويعبد السبل أمامهم، خصوصا فى آننا هذا الذى كثرت المؤلفات كثرة كبيرة وخطيرة، تجعل الباحثين الأكاديميين فى حيرة من أمرهم ، ومن ثم فهم فى حاجة ماسة إلى آليات تساعدهم على تمييز الخبيث من الطيب، من المصادر والمراجع، لاسيما فى ميدانى الدراسات الإسلامية والأدبية ، التى ماجت فيها العقول، وكثرت فيها التيارات والمذاهب، فظهرت أحكام ونتائج جد خطيرة فى مسيرة الفكر العربى الحديث0

وهذا ما دفعنى إلى دراسة كتاب "الأدب الإسلامى بين النظرية والتطبيق" للدكتور صابر عبدالدايم؛ لأنه كتاب جيد رائد فى تخصصه، من شأنه خدمة فكرة الإسلامية فى الأدب والمعرفة، والإضافة إلى عشاقها علما نافعا، وبخاصة فى مجال أسلمة العلوم والفنون0

إنه كتاب سباق فى التأصيل لمفهوم الادب الإسلامى وبيان خصائصه، وبه آراء نظرية وأحكام تطبيقية، جديرة بالمناقشة والتحليل. وهى آراء وأحكام تثار فى هذه الآونة من قبل العلمانيين وأذيالهم فى مواجهتهم لمحاولات المخلصين للإسلام والراغبين فى جعله مطبقا فى جميع مناحى الحياة الواقعية والفكرية 0

والدكتور صابر من كتاب الفكرة الإسلامية المتلهفين إلى تجسيدها فى حياة الناس واقعا عمليا، ومنهجا حاكما للناس فى كل مجالات الحياة . ومن الباحثين عن منافذ الخلاص للإنسان عبر رؤية إسلامية متميزة تصاغ معالمها فى قالب فنى مؤثر ، وكتابه هذا يأتى ضمن سلسلة منظومة من مؤلفاته وإبداعاته التى تتغيا جاهدة تحقيق هذه الرؤية النبيلة التى لا حل ولا خلاص للأمة ـ الآن ـ إلا بها0

 

ولذا فإن فى التعريف بهذا الكتاب وتحليل قضاياه إرشادا للباحثين ، وتوجيها لهم إلى كتاب نافع فى قضية شائكة لها أنصارها وأعداؤها هى قضية أسلمة الأدب، ومن هنا كانت الدراسة قراءة نقدية هادية 0

هذا ، وقد جاء تحليل الكتاب فى هذا البحث مكونا من هذه المقدمة ، ومدخل تمهيدى، وثلاثة مباحث، على النحو التالى :

مدخل تمهيدى للكتاب :

وفيه تحدثت عن ضرورة الدعوة إلى أسلمة الأدب ودور علماء الأزهر فى خدمة هذه الدعوة، وبينت الغبن الواقع عليهم فى الساحة الثقافية، ثم عرفت بمؤلف الكتاب 0

المبحث الأول " الهيكل العام للكتاب " :

وفيه أوجزت مضمون الكتاب، وما اشتملت عليه أقسامه وفصوله من أفكار وإشكاليات 0

المبحث الثانى " من ثمار التنظير فى الكتاب " :

وفيه حللت ـ بإيجاز ـ أبرز المقاييس التأصيلية الجديدة والمفيدة التى درسها وقررها المؤلف فى كتابه 0

المبحث الثالث " الكتاب فى الميزان " :

وفيه رصدت احتفاء الأدباء والنقاد بالكتاب صحفيا وإذاعيا وعلميا ، متناولا بعض آرائهم بالدرس والتحليل 0

وبذلك يكون الكتاب ـ فيما أعتقد ـ قد أخذ حقه من التعريف والتحليل والتقييم 0

وتلك غايتى فإذا وفقت فيها فهذا فضل من الله ومنة، وإلا فحسبى أنى اجتهدت وأخذت بأسباب الإتقان، حيث توثيق المعلومة، وذاتية الخاطرة، وتحديد المفاهيم، وموضوعية الرؤية، فلا تعصب للكتاب أو عليه 0

وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل 0

مدخل تمهيدى إلى الكتاب :

جعل الله ـ تعالى ـ العلم أفضل ما رغب فيه الراغب ، وجد فيه الطالب؛ لأن خيره يثمر على صاحبه ومجتمعه، فيزيل ظلام العقول التى تحجب الحقائق وتطمس معالم الطريق . ومن ثم كان لا غرابة فى أن يكون العلم جزءا من نسيج الحياة المعاصرة ؛ إذ لم يعد هناك أى ضرب من ضروب النشاط الإنسانى لا يعتمد على معطيات العلم فى تخطيطه وتطويره 0

وتراثنا العربى حافل بكنوز الفكر الإنسانى وذخائره، نما فى ظل حضارة عريقة، ممتدة الجذور، قد جلاها وطورها الإسلام حين بزغ فجره على الجزيرة العربية، ثم امتدت فتوحاته ودخلت فيه أمم كثيرة، ذات حضارات قديمة . وقد هجرت هذه الأمم لسانها القديم، واتخذت اللسان العربى أداة فكر وبيان ، ثم نسيت هذه الأمم والشعوب ما كان يعبد آباؤها من قبل حين دخلت فى دين الله أفواجا، فتفنن أبناء الإسلام : عربا وأعاجم ، فى مجالات الفكر الإنسانى المتنوعة دراسة وتأليفا، إذ ليس فى وسع أحد أن يتصور حجم ما خطته أقلام العلماء والمفكرين والأدباء من المسلمين فى شتى فروع المعرفة، وفى حدود ما تبقى منه حتى يومنا هذا، فضلا عما امتدت إليه عاديات الزمن بالتبديد أو الإحراق أو الضياع(<!--)0

والأدب العربى جزء حى نابض من أجزاء هذا التراث الضخم الخالد، إنه أدب أمة عريقة، وأدب لغة عتيقة، "ولا أظن أدبا معاصرا، له من العمر ما للأدب العربى. إن أقدم نص أدبى فى أية لغة أوربية معاصرة ـ مثلا ـ لا يتجاوز القرن الثانى عشر الميلادى بحال، وما قبله فآداب أخرى، اندثرت أو أصبحت تاريخا يدرس … أما الأدب العربى فأقدم نص فيه يعود إلى مطلع النصف الثانى من القرن الخامس الميلادى، أى له من العمر ألف وخمسمائة عام كاملة"(<!--)0

إن الأدب العربى أدب لم يتم تشكله فى صورته التامة الحقيقية إلا منذ ظهور الإسلام، فجعله أدبا يعبر عن أدق الانفعالات وأرق العواطف وأنبل المشاعر، فى ظل النفس السوية، أدبا ينطلق من أعظم عقيدة، وتصوغه أعظم لغة، وينتسب إلى أكرم أمة: أمة الإسلام، الممتدة فى التاريخ، صار الأدب العربى إسلاميا إنسانيا عالميا؛ لأنه مرتبط بكل مصادر القوة والعظمة، وقوة مصادره ثابتة مستمرة فى قوتها، فالعقيدة ربانية ماضية مع الأيام بكل عظمتها ونورها، وقد تعهد الله بحفظها، وفى حفظها حفظ للغتها وأدبها، ومن ثم فهى عناصر متجددة، ماضية أبد الدهر إن شاء الله تعالى، لا تهون لها عروة أبدا إلا القوم : الطاقة البشرية، هذه التى تضعف وتقوى، تتحد وتتمزق، تعلو وتهبط على سنن الله السائرة وحكمه وقوانينه الغالبة 0

ولكن الأمة الإسلامية ذاتها ، والأدب الإسلامى ذاته، مهما غلب عليهما الضعف والانحدار أو غلب الهوان والاستكانة فى مرحلة من مراحل التاريخ، فإنهما يظلان يحملان بذرة القوة والعزة، وجذور النمو والرفعة ، وعناصر الخير والبركة، حتى يأذن الله فتنهض الأمة وينهض أدبها، وتعلو الأمة ويعلو أدبها ويعلو شأنها لتكون كلمة الله هى العليا، هدف عظيم لأدب عظيم ، تقوم عليه عمارة الأرض وحضارة الإنسان وسعادة البشرية(<!--)0

وهكذا فإن الأدب الإسلامى ليس مستحدثا فى عصرنا، ليس بالمنهج الطارئ ، لأنه أدب القرآن الكريم ، وأدب الرسول ـ e ـ إمام البيان ، وأفصح البلغاء، أدب المسلمين ـ منذ وجدوا ـ فى قوتهم وضعفهم ، فى فرحهم وترحهم، ما داموا يستمدون تصورهم من مصدرى الشرع الحنيف اللذين رسما لنا منهج الحياة الشامل، بما فيها الأدب، ومن ثم لا يستطيع من تظله حياة الإسلام أن يبدع خارج منهجه، ولا يستطيع أنه ينشأ داخل المجتمع المسلم أدب غير أدبه؛ لأن الإسلام حركة إبداعية شاملة فى الفن والحياة، حيث تتكيف النفس البشرية فى ظلاله بالتصور الإسلامى الذى سيلهمها صورا من الفنون غير التى يلهمها إياها التصور المادى أو أى تصور آخر؛ لأن التعبير الفنى لا يخرج عن كونه تعبيرا عن النفس كتعبيرها بالصلاة أو السلوك فى واقع الحياة(<!--)0

وهذا ما جعل مصطلح الأدب الإسلامى يكاد يكون بدون معنى فى العصور السالفة؛ لأن كل الحياة كانت إسلامية، ومن خرج عليها يقابل بالنكير والإدانة، ويصمه الجميع بالمعصية والإثم والشذوذ إلا أنه ، ومع انفصام عرى الإسلام عروة عروة، وانصراف أفراد الأمة عن دينهم هوى أو جهلا أو تقليدا للآخر المتآمر المستعدى، كل ذلك أدى إلى معاناة الأدب فى عصرنا من عدوان شديد على كيانه بتوجيهه لخدمة أهداف بعيدة عن الإسلام، بل لمحاربة الإسلام نفسه، مما أدى إلى ظهور مصطلح الأدب الإسلامى ودعاته فى إطار الصحوة الإسلامية، ومحاولة العودة إلى الذات بعد مرحلة الذوبان والهزيمة النفسية التى لحقت بالأمة الإسلامية فى مرحلة السحق العسكرى والحضارى0

فالاستعمار لم يكن احتلالا لأرض ولا نهبا لثروات فقط، وإنما كان قبل ذلك وبعده احتلالا للنفوس، وغزوا للعقول، ومسخا للشخصية، وإعادة لصياغتها 0

ومن هنا كان لابد أن يكون الأدب الذى يكتب فى مواجهة التيارات المنحرفة الناشئة عن أضرار الاستعمار الغربى عقيديا وفلسفيا وأيدلوجيا ـ يكون أدبا إسلاميا يعبر عن الشخصية الإسلامية(<!--)0

والدعوة إلى الأدب الإسلامى فى المجتمع الإسلامى دعوة إلى أن تبرأ الأمة من الانفصام الحادث بين عقيدتها وعبادتها وسلوكها وفكرها من ناحية ، وبين عواطفها ومشاعرها وأحاسيسها وخيالها من ناحية أخرى0

فإذا كان الأدب تجسيدا لعواطف الأمة ومشاعرها وأحاسيسها وتصوراتها وأخيلتها، فإنه فى المجتمع الإسلامى لابد أن يكون إسلاميا، وإلا كان المجتمع زائفا، إما فى إسلامه وإما فى أدبه، أو على أقل تقدير يكون مصابا بمرض الانفصام ما بين عقله ووجدانه…(<!--)0

لقد جاءت الدعوة إلى الأدب الإسلامى فى عصرنا ضرورة ماسة لمواجهة أساليب أعداء الأمة وأدعيائها، من دعاة الباطل والزيف، وأدباء الشر والخديعة، الذين تتحدث عنهم أبواق النفاق بأنهم القمم الأدبية الرائقة، التى تمثل الضمير الواعى للأمة!!

وهذا محض افتراء وخداع، فهؤلاء دعاة مجون وإباحية وفسق وإلحاد، تحت شعارات براقة جوفاء، مثل: الفن للفن، حرية الإبداع، تصور الواقع، محاور الآخرة، تجديد الخطاب، الانفتاح، التحرر…!!

لقد أصبح التيار الأدبى الحديث يقتضى ـ غالبا ـ الأدب الغربى، منفصلا عنا انفصالا جزئيا أو كليا، منغمسا فى التصورات اليونانية والوثنية، والروح المسيحية المنحرفة، والتيارات الفلسفية التى تموج بها الآداب الأوربية قديما وحديثا، فإذا نحن أمام أدب غريب عنا فى تصوراته وأخيلته ورؤيته للحياة والإنسان والكون. إنه أدب غربى الوجه والعقل، عربى اللسان فقط، بل تكاد عروبته تنهار وتضيع!!!

ففى الشعر ـ مثلا ـ نجد كلمة "إله" تستخدم بمعناها الوثنى ـ لا الإسلامى ـ بل فى سياقات ملحدة غير محترمة(<!--)0

وفى القصة نجد الدكتور محمد حسين هيكل ـ مثلا ـ يصور فى روايته "زينب" الريف المصرى تصويرا غربيا أوربيا؛ فالحب المتبادل فى الرواية ليس حبا مصريا عربيا، وإنما هو الحب الرومانسى الأوربى، وزينب تلك الريفية الساذجة متحررة منطلقة، تتنقل بين أحضان الرجال، بلا وازع من دين أو غيره من مجتمع. إن زينب ـ كما أرادها الدكتور المتفرنج ، لا كما هى فى واقعنا الريفى ـ فتاة غربية باريسية عاهرة. كما تختم القصة بعادة الاعتراف بالذنوب. وهى من طقوس ومعتقدها(<!--)0

وهذا الأديب العالمى [ ! ] نجيب محفوظ فى قصته "السماء السابعة" يصور عالم ما بعد الموت، بطريقة لا يعرفها الإسلام، بل هى مزيج من عقيدة تناسخ الأرواح عند الهنود، جاعلا خالد بن الوليد ـtـ وغاندى ـ الزعيم الهندى ـ فى مرتبة واحدة فى عالم ما بعد الموت؛ لأنه جعل مقياس النجاة فى الآخرة هو العمل الدنيوى الصالح، بغض النظر عن عقيدته متأثرا فى ذلك بالنزعة العلمانية أو الشيوعية، وفى المسرح نجد شيوع الخرافات والأساطير وشعائر الملل المفتراة أو المحرفة عن طريقة الوقوع فى حمأة التجريب والتغريب(<!--)0

والمقام لا يتسع لحشد النصوص والمشاهد والصور ـ غير الإسلامية، التى يموج بها أدبنا الحديث فى فنونه العديدة. والتى تجعلنا ندرك أهمية الدعوة إلى أسلمة الأدب العربى الحديث والمعاصر، ليعبر عن الشخصية الإسلامية، ويجسد تصوراتها عن الكون والحياة والإنسان فى مواجهة تيارات الإلحاد والعلمنة والفسق والمجون ، تصوير الواقع ، الحداثة، محاورة الآخر، تجديد الخطاب!!!

وقد واجه هؤلاء الأدعياء الملمعين إعلاميا، زمرة من العلماء المخلصين على امتداد الوطن الإسلامى الكبير ، من أمثال الشيخ أبىالحسن الندوى [ الهند ] والأستاذ سيد قطب ، والأستاذ محمد قطب، والدكتور نجيب الكيلانى [ مصر ] ، والدكتور عماد الدين خليل [العراق]، والدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا [سوريا] ، والدكتور/ عدنان رضا النحوى [ السعودية ] … وغيرهم ممن شعروا بحاجة المجتمع الماسة إلى أسلمة الأدب، حتى يعبر عن الشخصية الإسلامية، ويجسد تصوراتها عن الكون والحياة والإنسان فى مواجهة هذه الآداب المستوردة الخارجة0

وقد عمل هؤلاء المخلصون فرادى بادئ الأمر ، ثم تجمعوا فى لقاءات بدأت عام 1400هـ = 1980م، إلى أن استقر رأيهم على تكوين هيئة تأسيسية تدرس أبعاد الفكرة وتخطط لها وتراسل الأدباء فى سائر الأقطار الإسلامية 0

ثم كانت الندوة العالمية للأدب الإسلامى التى دعا إليها سماحة الشيخ أبى الحسن الندوى فى لكنو فى شهر جمادى الآخرة سنة 1401هـ = 1981م، ودعى إلى هذه الندوة عدد كبير من رجالات العالم الإسلامى، فكانت دفعا قويا للأدب الإسلامى، واتخذ توصية مهمة تتضمن إقامة رابطة عالمية للأدب الإسلامى، وتلت هذه الندوة ندوة ثانية فى رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أعلن خلالها عن قيام رابطة الأدب الإسلامى العالمية بتاريخ2/3/ 1405هـ الموافق 24/ 11/ 1984م0

فدعت هذه الرابطة إلى أن يكون الأدب تعبيرا فنيا جميلا مؤثرا، نابعا من ذات مؤمنة، مترجما عن الحياة والإنسان والكون، وباعثا للمتعة والمنفعة، ومحركا للوجدان والفكر، ومحفزا لاتخاذ موقف والقيام بنشاط ما، وملائما للقيمة الفنية المعاصرة الجادة، حتى يتحقق لهذا الأدب التفاعل مع المتلقى المعاصر، كل ذلك وفق الأسس العقائدية الثابتة فى الإسلام(<!--)0

وقد ألفت كثير من الكتب فى التعريف بهذا الأدب والدعوة إليه، والبحث فى قضاياه الشائكة ونصوصه الكثيرة المتنوعة فى اللغة والشكل والمضمون والغايات، فاكتسب الأدب الإسلامى مساحات جديدة فى الساحة الثقافية عن طريق جذب عشاق كلمة الحق ودعوة الصدق ، أصحاب الفطر السوية 0

دور الأزهر فى خدمة الأدب الإسلامى :

وما كان ينبغى للأزهر الشريف ـ وهو الجامعة الإسلامية العريقة ـ أن يتخلف فى ميدان خدمة الإسلام وآدابه، فما زال يؤدى دوره الفعال الخالد، رغم العوائق التى واجهته والنكبات التى ألمت به… ما زال منبع العلم الأصيل الوسطى النافع، يفد إليه العلماء والطلاب من كل صوب وحدب ليشهدوا فى رحابه منافع لهم، وليرتووا من مناهله الطاهرة، يجتمعون على خير، وينفضون فى خير، لا تشوبهم شائبة، ولا يعتريهم جمود أو تطرف …

لكنهم ـ للأسف ـ ابتلوا بالجحود والتجاهل ـ الذى يكاد يكون متعمدا فى أحيان كثيرة، فأساتذة الأزهر الشريف وشعراؤه ونقاده من الباحثين والدارسين والمبدعين، مغمورون مطمورون ـ عن عمد ـ لا يهتم بهم حملة الأقلام الصحفية، ولا ألسنة الإعلام المرئية والمسموعة، ولا يعنى بنتاجهم فى دنيا الأدب والنقد، مع ما فيه من غناء وثراء، وما يحويه من قيم سامية، وأفكار عميقة ، ورؤى دقيقة، يدركها كل باحث منصف ، حيث تضاهى ما عند غير الأزهريين، إن لم تتفوق عليها كما وكيفا، وشكلا ومضمونا فى أحيان كثيرة!!

إن لمن الغريب ، بل من العجيب "أن يظل هذا النتاج الأدبى المثالى الثر غفلا عن الباحثين والدارسين، لا لشئ إلا لأنه انبثق من الأزهر، وتفجر فى رحابه ، وانبجس فى أروقته … فى الوقت الذى ييمم فيه هؤلاء وجوههم شطر نتاج غيرهم دراسة واقتباسا واستئناسا . وهو فى معظمه لا يرقى إلى نتاجهم الأدبى والفكرى"(<!--)0

فنتاج غير الأزهريين يحلق ـ غالبا ـ فى آفاق هلامية غامضة معقدة، فيها شطط وشذوذ، وخروج على سلطان الإسلام الحق، وبعد عن ضوابط العقل العربى المسلم المعتدل، وتعد على لغة القرآن الفصحى البيانية الناصعة، ومن ثم فلا كبير فائدة يراها أى باحث عاقل منصف فى الاهتمام بمثل هذه الآداب والدراسات المستوردة فى شكلها ومضمونها وغايتها!!

أما النتاج الأدبى والفكرى للأزهريين ففى درسه وتعلمه ونشره والاهتمام به خير عميم لأبناء أمتنا: مبدعين ودارسين ومثقفين0

ولعل فى الاستئناس بتراث محمد الغزالى، ومحمد على النجار، وأحمد الشرباصى، ومحمد الخضر حسين، ومحمد عبدالمنعم خفاجى، ومحمد رجب البيومى،وأحمد عمر هاشم، ومحمد أحمد العزب … وغيرهم ـ لعل نظرة أو نظرات فى تراث هؤلاء الرواد ما يقرر أن الأزهر كان حصنا حصينا للغة العربية وآدابها إبداعا ودرسا، وما زال كذلك بحمد الله وتوفيقه، وسيظل على الدرب رغم كلام القانطين، وكيد الكائدين، وتشكيك الحاقدين، ومؤامرات المرجفين .. إن أزهرنا الشريف هو المرشح بقوة لإنجاز مهمة التفاعل مع مستجدات الآخر، مع الاعتماد على ثوابتنا وخصوصياتنا، عن طريق فهم شيوخه وطلابه لوسطية الإسلام فهما فكريا صحيحا، وتطبيقا واقعيا سليما0

وقد أدى الأزهر ـ جامعا وجامعة ـ هذه المهمة منذ نشأته [9من رمضان سنة 361هـ] إلى آننا هذا، بنجاح وفلاح رغم القيود والمعقدات … إن الأزهر :

ركن ركين يرتقى ويرفرف
<!--

\

حامى ثوابت إرثنا ومعرف
<!--

قد واجه الإلحاد صلبا صامدا
<!--

\

يطوى ولا يطويه فرد أجوف
<!--

يعلو بدين الله أسمى رتبة
<!--

\

فى كل خطب ثابت متوقف
<!--

فى كل بيت من هداه رسالة
<!--

\

كل الصحارى والحواضر تعرف
<!--

من كل بلدان السلام جميعها
<!--

\

يأوى إليه كل داع مرهف
<!--

تاريخه ترهو به هو فخرنا
<!--

\

من يلتجئ لشيوخه لا يرجف
<!--

تلك الشيوخ مفاخر ومآذن
<!--

\

أقلامهم ذات الضيا لا تقصف
<!--

حفظوا الثوابت كلها وسط الدجى
<!--

\

برجولة وشهامة لا تضعف(<!--)
<!--

لا أقول هذا تعصبا مقيتا، أو جمودا بغيضا، بل أقوله إحقاقا لحق يحاول المغرضون هضمه، ودفاعا شرعيا عن النفس، باعتبارى ابنا من أبناء هؤلاء الشيوخ الرواد الشوامخ 0

 

إن لهؤلاء الشيوخ الأعلام جهودا عظيمة فى ميدان الدراسات الأدبية والنقدية عامة، وفى رحاب الأدب الإسلامى خاصة، تعريفا، وتأريخا وتأصيلا، إذ لهم جهد غير منكور فى الدعوة إلى هذا الأدب وحث المبدعين على الانضمام تحت لوائه، من خلال مشاركتهم الدؤوب فى أنشطة رابطة الأدب الإسلامى العالمية، داخل مصر وخارجها0

 

ونذكر من الأزهريين أعضاء هذه الرابطة الأساتذة : محمد رجب البيومى، محمد العزب، إبراهيم عوضين، المتولى البساطى، صابر عبدالدايم ، عبدالمنعم يونس، عبده زايد، على صبح ، كاظم الظواهرى وغيرهم ممن أسهموا إبداعيا وتنظيريا فى دفع عجلة الأدب الإسلامى إلى الأمام 0

 

مؤلف الكتاب :

وإنما بدأت دراستى لمصادر الأدب الإسلامى الأزهرية بكتاب الدكتور صابر عبدالدايم، لأن هذا الرجل واحد من أبناء الأزهر الشريف ، الذين أفادوا من الأزهر أصالة، وأضافوا إليه حيوية وتجديدا، إنه مبدع باحث مفكر، جمع بين الثقافة الواسعة، والرؤية الثاقبة فى ميدان اللغة العربية وآدابها 0

وللدكتور صابر حضور فعال فى المشهد الإعلامى والثقافى المعاصر ، فهو عضو مجلس ادارة اتحاد كتاب مصر ، ومقرر لجنة فروع الاتحاد بالمحافظات، وعضو لجنة الشعر بالاتحاد، وعضو مجلس تحرير مجلة الثقافة الجديدة بمصر، وشارك فى عدد من مؤتمرات أدباء مصر فى الأقاليم، وفى مهرجان الهيئة العامة للكتاب، وفى مؤتمرات الجنادرية بالسعودية، ومؤتمرات رابطة الأدب الإسلامى العالمية، إضافة إلى إسهامه العلمى والأدبى فى العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية ، ونشره نتاجه الإبداعى والنقدى فى كثير من الجرائد والمجلات المصرية والعربية، واختياره للتحكيم فى كثير الرسائل الجامعية، والمسابقات الأدبية فى فنون الأدب المتنوعة(<!--)، أدام الله للأزهر هذه الإيجابية البناءة فى هذا العصر المبتلى بكثير من التيارات المنحرفة غير الجادة، وأعان أستاذنا على أن يكون درعا حصينا لتيار الأصالة فى مواجهة التمرد والتخريب0

كما أن كتاب أستاذنا "الأدب الإسلامى بين النظرية والتطبيق" كتاب بكر، ظهرت طبعته الأولى سنة 1410هـ = 1990م، وقد نال شهرة واسعة ، وأحدث صدى رائعا فى الخطاب النقدى المعاصر، ومن ثم طبع طبعة ثانية فخمة سنة 2002م فى دار الشروق المصرية التى يعرف عنها الاهتمام بكل ما هو جاد أصيل فعال 0

ومن ذلك المدخل التمهيدى يتضح لنا أن عرض الكتاب والتعريف به : تحليلا وتقييما، أمر ذو بال وجدوى فى المشاركة الفعالة لدراسة الأدب الإسلامى السامى، ذلك الأدب الذى يلمس جوانب الحياة لمسة الطهر والنقاء، ويطرق أبوابها طرق القوة والثبات، ويجول فى شتى نواحيها جولات الحق واليقين، فيكتسب ـ بإذن الله تعالى ـ مساحات جديدة فى الساحة الأدبية المعاصرة ، عن طريق جذب عشاق كلمة الحق ، ودعوة الصدق ، أصحاب الفطر السليمة، حتى يستمر هذا الأدب المثمر جيلا بعد جيلا، وعصرا بعد عصرا إلى أن تقوم الساعة0

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المبحث الأول

الهيكل العام للكتاب

توطئة :

بات من المسلم به أن مصادر الأدب العربى ـ قديما وحديثا ـ كثيرة ومتنوعة، تمضى فى كل اتجاه، وتمتد إلى كل مجال، وتعطى الجزيل وتمنح الكثير بغير حساب. وعلى الباحثين الجادين أن يصاحبوا هذه المصادر مصاحبة دائمة فى أناة ومثابرة وموضوعية، حتى يتمكنوا من المعنى قدما نحو غايتهم دون تعثر أو جموح، متابعين فى ذلك أسلافنا الأماجد(<!--)0

وقد صاحبت كتاب أستاذى الدكتور صابر مصاحبة أصيلة جامعة شاملة، أثناء قيامى بمشاركته فى تدريس مادة الأدب الإسلامى بكليتنا فى العام الجامعى 1422هـ / 2002م، فنتج عن هذه المصاحبة والمشاركة ذلك البحث الذى ليس عرضا صحيفا مقتضبا، ولا تقريظا أدبيا غير موضوعى، ـ كما قد يظن البعض ، لكنه ـ كما انتهجت ـ قراءة نقدية عميقة، تقول ما للكتاب وما عليه، وقراءة هادية تهدى الباحثين إلى ما فى هذا الكتاب من ثمار فكرية0

 

تحليل هيكل الكتاب :

الدكتور صابر باحث أكاديمى يعرف خطوات البحث العلمى وأدواته، وله فى ذلك العلم كتاب، ومن ثم جاء الكتاب فى طبعته الثانية، مشتملا على تسع وتسعين وثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط، ومنسقة تنسيقا منهجيا واضحا، على النحو التالى:

 

[ العنوان ـ الإهداء ـ المقدمة ـ قسم التأصيل ـ قسم التطبيق ـ الخاتمة ـ ثبت بأهم المراجع والمصادر ـ ترجمة موجزة للمؤلف ـ فهرس موضوعات الكتاب ] 0

دلالة العنوان :

عنوان كل شئ مفتاحه، وطريق الوصول إلى فهمه ومعرفة مغزاه وخباياه . وعنوان كتاب الدكتور صابر (الأدب الإسلامى بين النظرية والتطبيق) عنوان دال على مضمونه وهدفه ومنهجه فى الدراسة. فالمضمون دائر حول مفهوم الأدب الإسلامى وخصائصه، والهدف من الكتاب التعريف بهذا الأدب والإعلان عن قيمته، ومنهج الدراسة قائم على التنظير أولا، ثم التطبيق ثانيا0

وقد توارد الدكتور صابر، واتفق صدفة، فى هذا العنوان مع كتاب للدكتور على صبح؛ بهذا العنوان ذاته . والموازن بين الكتابين يتضح له أن المؤلفين اختلفا فى طريقة دراسة الأدب الإسلامى، فالدكتور على صبح كلاسيكى محافظ، والدكتور صابر كلاسيكى مجدد متطور، منفتح على النص الأدبى والنقدى الحديث، وكلا الطريقتين مطلوبتان0

بلاغة الإهداء :

عادة ما يكون الإهداء لدى كثير من المؤلفين منفصلا عن مضمون الكتاب، موجها إلى الأهل والأحباب ، لكن الدكتور صابر ـ وهو المسلم المتحضر الإنسان ـ يجعل نص إهدائه: "إلى أصحاب الرؤى الإبداعية الدائرة فى فلك التصور الإسلامى ، وإلى الوطن الإسلامى الكبير، وهو على أبواب مدائن الفجر"(<!--) أرأيت ـ قارئى ـ مدى الحب الكبير الممتد، والإخلاص الطاهر ، والتفاؤل الثابت، والإقدام الطموح، تجاه العقيدة والإنسان والمكان 0

إنه كلم طيب لا يصدر إلا من نفس مؤمنة طيبة حية فاعلة . نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكى على الله أحدا 0

المقدمة :

جاءت فى تسع صفحات، تناولت هدف المؤلف من كتابه والدافع الذى دفعه إلى تأليفه هذا الكتاب، وهو الرغبة فى التنقيب عن القيم الإسلامية فى أدبنا العربى قديما وحديثا، ومحاولة البحث عن نبض الإسلام فى النص الأدبى: شعرا كان أم نثرا . وهذه الرغبة وتلك المحاولة تعد علامة مضيئة على طريق طويل، يصلنا بمنابع مقومات الشخصية الإسلامية، ويرد إلينا ما ضاع من هذه المقومات التى قامت عليها حضارة الإسلام الراقية المؤثرة فى كل الحضارات … ويأتى هذا الكتاب إشارة خضراء على هذا الطريق العسير(<!--)0

وهذا الهدف فى نظرى ـ وقد عاشرت المؤلف فى شخصه ومؤلفاته ـ يكاد يكون المشروع الكبير الذى يسخر كل إمكانياته من أجل الإسهام به فى سبيل التعريف بالدور الحضارى العظيم للإسلام قديما وحديثا 0

فشخصيته تتسم بالإخلاص والدقة والإتقان، والعشق الفريد لإيصال الإبداع الأدبى والنقدى إلى قطاع عريض من جمهور المتذوقين، عن طريق المؤلفات الأكاديمية، والمقالات الصحفية، والمؤتمرات الثقافية، والمحاورات الإذاعية والتلفازية حول النصوص الأدبية البارزة والقضايا النقدية المثارة0

كما أن مؤلفاته تتغيا تحقيق لبنات من هذا المشروع الحضارى، وراجع ـ قارئى ـ فى ذلك : "الأدب الصوفى : اتجاهاته وخصائصه، من القيم الإسلامية فى الأدب العربى، محمود حسن إسماعيل بين الاصالة والمعاصرة، الحديث النبوى: رؤية فنية جمالية، تاج المدائح النبوية: قصيدة البردة لكعب بن زهير، رؤية نقدية معاصرة، وهاشم الرفاعى: الكوكب الآفل، وديوان الشعراوى: جمع وتحقيق ودراسة، وشعراء وتجارب، نحو منهج تطبيقى فى النقد …(<!--)0

والكتاب ـ كما يقرر المؤلف فى مقدمته ـ يتكون من قسمين ، يبرزان معالم التأصيل فى الأدب الإسلامى، ويوضحان مناهج التطبيق على النصوص الأدبية المتنوعة على النحو التالى:

القسم الأول :

جاء فى حوالى ثلاثين ومائتى صفحة، تحت عنوان "من معالم التأصيل"، وتضمن دراسات تنظيرية تطمح إلى تأصيل معالم الأدب الإسلامى، اتكاء على القيم الإسلامية وموقف الإسلام من الكون والإنسان والحياة، وداعيا إلى أهمية جمع المبدع بين جودة الشكل والمضمون0

وقد تضمن خمس دراسات تنظيرية، على النحو التالى:

أولا: معالم التجربة الأدبية فى ظل خصائص التصور الإسلامى:

أصل الدكتور/ صابر لمعالم التجربة الأدبية وفلسفتها فى ظل خصائص التصور الإسلامى، التى قررها بشمولية الأستاذ سيد قطب فى كتابه "خصائص التصور الإسلامى" وهذه الخصائص هى: الربانية، الثبات، الشمولية، التوازن، الإيجابية، الواقعية، التوحيد" وقد وفق الدكتور/ صابر فى نقله هذه الخصائص إلى ساحة الأدب أيما توفيق، كاشفا عن زيف بعض القيم الفنية والموضوعية التى خلفتها المذاهب الغازية الوافدة. وهذه المحاولة الرائدة من سيادته تحتاج إلى نقلها إلى النقد الأدبى الإسلامى التطبيقى، باعتبارها بديلا إسلاميا ثابتا، لتلك "الأكليشهات" التى ابتذلت من كثرة استخدامها فى تحليل النصوص، أو ندر استعمالها لغموضها وإبهامها. وذلك دور منوط بناشئة باحثى الأزهر الشريف وغيرهم من المخلصين0

ثانيا : أبعاد الرؤية الإسلامية فى الشعر المعاصر :

المصدر: البحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالزقازيق، وفي المؤتمر الدولي الخاص بالأزهر الشريف بالكلية.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

336,251