المركز السادس عشر جميل أبو داود ... فلسطين عن قصته سامر والحرية
سامر والحرية
=========
============
كم هو صعب ان تفقد ارضا وبيتا وولدا ... بعد هذا هل يبقى شيء لتهتم به او تنميه غير دينك وثقتك بالله وهذا ما حدث مع (سامر) فهو شاب حديث العهد مع الصراع والحفاظ على الارض والاسرة فقد جاهد كثيرا وجد وعمل ليجمع تكاليف زواجه من ابنة الجيران وبفرحة الجميع يتباهى سامر بعروسه ويسكنان بيتهما المتواضع يملؤانه فرحة وبهجة ويضيء البيت برضا الرحمن فيرزقهم ب( علي) ولد ملأ القلوب فرحة وبهجة وخاصة قلب عمه (ثائر ) الذي يصغر ابيه بسنتين والذي لايترك لعبة او لباس الا ويشتريه له ولا يضيع وقتا الا ويسارع ليحمله ويضمه ويلاعبه لقد ملأ حياته فرحا وبهجة . ولكنه كان يغيب عنه أحيانا ويطيل الغياب فقد كان (ثائر) مقاوما وعضوا بعناصر الغضب ورفض الذل وكان من المقاومين الاحرار فيغيب طويلا ويعود ليعبق حنان ابن اخيه ويملأ القلب بمحبة أخيه ورعاية زوجة أخيه . ويوما من أيام اشتد به القصف واجنمع الابطال للمقاومة والقتال يقع (ثائر ) جريحا بغدر رصاصات غائرات بالصدر لم يمهلنه أياما حتى يرقى بقافلة الشهداء وهنا يأتي الظلم بأبشع صوره حيث يؤمر بهدم منزل كل مقاتل معروف لدى الغاشم المحتل وثبت عليه تهم القتال والقتل وثائر لامنزل له معلوم الا منزل أخيه (سامر) فيهدم البيت ويفترش (سامر) وعائلنه أرض الدمار مهموما محزونا .اليوم لاأخ ولابيت وبعهدته طفل صغير وزوجة . ويأتي جزء من علاج داء المرارة خيمة للمأوى وبضع أكياس تحوي أطعمة لسد جزء من الجوع و(سامر) وزوجته لايعلمون بان فلذة كبدهم أيامه معدوده فقد كان مريضا من البرد وصياحه يعلل عند والديه من الجوع وماهي الا أياما معدودات يقضي الصغير ويترك الحسرات لتزداد تراكما بصدر والديه ويحتضن (سامر) زوجته يواسيها وهو لايملك عبارات وقوة المواساة وهي تجامله بيقينها انه هو من يحتاج للمواساة فتصبر نفسها وتجفف دمعها وتلملم جرحها المتناثر بصدرها وتستمر حياة (سامر) الى ان يأتي يوم القرار ومامنه فرار.
ذات ليلة قمرية يفترش ثائر عتبة خيمته عاليا ببصره الى نجوم متجمعات ومتفرقات قريبات وبعيدات يتيمات بلاقمر ويناجي خالقه وخالقهن بفرج مماهوفيه وينتابه نعاس وينام مكانه متلحفا سماؤه مفترشا همومه مختلطة بأحلامه ينام ليفيق على صوت زوجته تغريه بالدخول للخيمة اتقاء للبرد فينظر لوجهها مبتسما ويمد كفه شابكا كفها وينهض متكأ بحنان على كتفها ليأويا الى خيمتهما . وتمضى بهم شهورا والحال لايزيد الا من هم ولاينقص الامن عمر ويسعى سامر لعمل يوما ويصاحب البطالة اياما والرزق يخنق كل واسع ويضيق بالفضاء الرحب والزوجة تتصنع القناعة فلافم يشكي وقلب يكتم وعين على الزوج المدمر وعين على السماء تبكي وتدعو الله بالفرج . وفي يوم عمل يلتقي سامر باحد رفقاء اخيه ليدور بينهم حديث ذو هموم واحزان وذكريات جارحات كحد السكين فيمتلأ صدر المسكين بحزن جديد يزيد القديم وينهي يومه بهم وضيق فشريط الذكريات دائم المرور أمامه كلما قابل أحد معارف أو أصدقاء أخيه وكذلك كلما مر بأطلال بيته المدمر ظلما وحين يزور قبر صغيره ... يالها من أحمال غير
هينة ..ثقيلة متعبة مضينه تلك التي تسكن صدره .. ويأوي من جديد الى خيمته قرب زوجته .. وقرر بعد ان فكر وأضناه الهم واغتزل من جسمه حتى نحل ان ::
يكلم زوجته بحل لما هم فيه وه وان يلتحق بصفوف المقاومة ويلحقها بالمجاهدات وهناك يتم التآخي بينها وبين أخت مجاهدة أخرى تعيش معها وهو يعيش مرابطا على الثغور يجاهد في سبيل الله ... فتململت الزوجة وتنهدت وتضايقت : كيف نفترق ولم يتبق لي الا انت فلا أهل ولامتاع ولاولد ..انت من أمني به النفس لأستمر بالعيش أنفترق
ونتشتت ونحن بالوطن ويحضنني برد وظلم وأفقد حضنك وحضن ترابي الدفيء ... هل أقول نعم أم لا؟؟ نعم تعني الشتات داخل الوطن والغربة داخل العائلة والموت البطيء
لا تعني النوم والعيش بحضن الخيمة والخوف والمرض هل توجد اجابة ثالثة؟؟ نعم توجد وهي :: ان نتواجد سوية باي مكان وزمان ارجوك ارجوك . فيجيبها بدموع حارقات
أرجوك ان زمن العاطفة ولى ومابقي منه الا اطلال موجعات ذكراهن .. يجب ان نتخذ قرارنا عاجلا فركب المقاومة ينتظر قراري وموافقتي تمت وانت تم قيدك بالمجاهدات وانتهى النقاش . وكل هذا نطق به وغصة بحلقه تقتله ....أجابته مرغمة مقهورة وبمنطق الاباء والعزة : هل من حال يائسة وشدة بالدار بدأت للموت تختار أم هو النداء ملبيا
ولله بسبيله فاديا ... أجبني بصدق ولك مني السمع والطاعة والوفاء.
استشهد سامر ونال ما اراد ..... ونالت زوجته شرف زوجة شهيد وشرف مقاومة في سبيل الله
نشرت فى 27 ديسمبر 2015
بواسطة qwertyuioasdfgh
أخبار الشعراء والادباء العرب
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
93,917