فتحت عينيها لتجد نفسها وسط ظلام كاحل لا ترى شيئاً.. لا تعي أين هي و لم كل هذا الظلام حولها .. قامت من مرقدها و ظلت تتحرك ببطءٍ شديد ليس حرصا منها بل إعياءً و تعباً يصيبها .. يجتاحها ألماً لا تعلم سببه .. تجاهلت ألمها و قامت تسير بهذا المكان المجهول .. أخذت تتحسس جدرانه بحثا منها عن فتحة يتسلل منها الضوء أو باب للخروج و لكن دون جدوي .. لا يوجد باب أو فتحات .. لا يوجد خروج من هذا الظلام .. أحست بكونها حبيسة بصندوق لا تعلم كيف دخلته و لا تعلم سبيل الخروج منه .. و فجأة بدأ أحدهم بالطرق علي جدران هذا الصندوق .. تسلل الرعب لقلب الفتاة و صرخت : - من هناك .. من أنت أجبني .. لم حبستني هنا .. ماذا فعلت لك ؟! ..
توقف الطرق و أجابها صاحب تلك الطرقات أخيراً : * لقد أستسلمتِ لي .. سمحتِ لي بأن أتلاعب بكِ .. تركتِ نفسك كدمية في يدي أفعل بها ما أشاء
- أي دمية تتحدث عنها .. من أنت يا هذا .. انا لم أجعل ذاتي يوماً بيد احد
*لا بل فعلتي يا صغيرتي سبق و استسلمتِ لي .. استسلمتِ حين بكيتي ليلاً و توسدت الدموع فراشك .. و حين قبلت بوجود ما يزعجك و يثير شجنك بحياتك .. استسلمتِ حين سمحت لي بان أملك مزاجك و أتلاعب به كيف أشاء ..
قاطعت كلامه بصوت يعتريه الخوف و الدهشة ..
- م.. من انت ؟!
*إنه أنا حزنك يا صغيرتي .. أنا من سمحتِ له باقتحام حياتك و تخريبها .. إنه أنا المدمر الصامت لأيامك .. أنا الظلام الذي يخفي جمال عالمك .. أنا الألم الواجب التخلص منه ..
- و كيف أتخلص منك .. كيف اهرب من ظلامك هذا ؟! ..
*أهربي بضحكه .. بابتسامه تعيد الأمل لأيامك ..تخلصي مني بالسعادة بنيتي .. تخلصي مني و سيحل النور إلى عالمك مره أخري و تشرق شمس أيامك .. فقط دعيني أنا حزنك جانباً .. و انطلقي مبتسمة للحياة ..
نشرت فى 5 ديسمبر 2015
بواسطة qwertyuioasdfgh
أخبار الشعراء والادباء العرب
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
93,917