حلقة الخطوبة هي حلقة عملية، سنناقش فيها سبع نقاط مهمة لهذه المرحلة وهي كالتالي:

 

1_ الانفتاح والانغلاق بين الخطيب وخطيبته

2ـ مدة الخطوبة

3ـ تقييم كل من الطرفين للآخر..

4ـ أهمية المصارحة وخطورة إخفاء المعلومات الأساسية..

5ـ أخطاء وعيوب الماضي كيف التعامل معها

6ـ إذا حدث وتم اكتشاف عيب قاتل هل يجب مصارحة الأهل؟

7ـ هل من حقه أن يأمرها فتطيعه؟

 

ولكن قبل ذلك، سنأخذ نتيجة الاستقصاء الذي كنا قد ذكرناه في الحلقة السابقة وهو ماهي الأسباب التي تعود إلى فشل الخطوبة، فجاءت النتائج كتالي:

ـ سوء الاختيارمن البداية 44%

ـ التعقيدات المالية 15%

ـ طول فترة الخطوبة 14%

ـ اتجاه العلاقة إلى الغرائزوالشهوات 13%

ـ تدخل خاطئ من الأهالي 14%

 

وهكذا رأينا أن النسبة العالية في فشل الخطوبة تعود لسؤ الاختيار من البداية، وتؤكد ما ذكرناه في الحلقتين السابقتين أن الخطوة الأولى والأساسية هي أن نحسن اختيار شريك الحياة والحرص على أن تتوفر فيه المواصفات الثلاثة وهي الدين، والتكافؤ الاجتماعي، والقبول الشكلي. وكذلك أهمية الاستخارة والاستشارة وموافقة ورضا الأهل ..

 

العلاقة بين الانفتاح والانغلاق

 

هناك نموذجان : علاقة مفتوحة دون أي ردع أو حدود، وشكل آخر منغلق بطريقة لاتسمح لكل منهما التحاور والتفاهم والتعرف على طباع وتفكير كل منهما.

 

فرأيت أنه لا بد أن نبدأ أولاً بنقطة أساسية : ما هو تعريف الخطوبة في الإسلام:

الخطوبة وعد بالزواج، وهذا الوعد لا يقيد صاحبه إن أراد أن يتراجع عن هذه الخطوبة ولا يترتب عليه أي التزامات من أي نوع، فيجب أن نفهم هذا الأمر جيداً ويستوعبه الآباء والأمهات.

 

وسنبدأ بفترة الخطوبة والانفتاح الذي يحدث فيها، ونطرح هنا سؤال

ما هو الهدف من الخطوبة ؟

 

نستطيع أن نرد على هذا السؤال من خلال ديننا والعلماء يؤكدون أن هدف الخطوبة في الإسلام التفاهم العقلي والارتياح النفسي.. وهاتان الكلمتان هما المفتاح الذي نستطيع أن نحل به أمور كثيرة..

فكلمتي أوجهها إلى شبابنا وبناتنا، ومسؤولية الأهل أيضاً في هذا الأمر، يا من تجعلون من الخطوبة سبباً لأخطاءً وعلاقة منفتحة ليس فيها ضوابط، فالإسلام مراده من هذه الفترة حدوث التفاهم العقلي والارتياح النفسي، فإن حدث وسيطرت الشهوة والغرائز في هذه المرحلة فلن يعود هناك لا تفاهم ولا إدراك عقلي ولا حتى ارتياح نفسي..

فالإسلام يرى أن الخطيبة بمثابة أجنبية للخاطب، والخطوبة هدفها أن يحدث التفاهم بين الطرفين وهذا يحتاج للتركيز والعقل حتى يفهم كلم من الطرفين الآخر ويتعرف على طبائعه وعاداته، ولكن إذا دخلت الشهوات فسيضيع الهدف الأساسي من هذه الخطوبة.

 

ثم إن الإسلام وضع إطار للزواج يدخل في عدة مراحل، المرحلة الأولى يتقدم بها الخاطب، والثانية الخطوبة، ثم عقد القران وآخرها الزواج. وهذا التدرج يهدف إلى التروي وإتمام مرحلة مرحلة وليحدث التفاهم الشديد بين الطرفين، وكأن الإسلام وضع هذا الإطار للزواج بديلاً لما يندرج تحت اسم الـصاحبة أو الصاحب هذا النموذج السيء الذي تنفتح فيه العلاقات دون ضوابط وحدود.

فالله شرّع هذه الفترة ليحدث التفاهم، ولا بد من الصبر والتغلب على الشهوات، وضبط النفس حتى يأتي الوقت المناسب ويتم الزواج.

وأوجه كلمتي إلى البنات وخصوصاً في فترة الخطوبة أن تحافظ على نفسها وأن لا تتجاوز حدود الله، فالخطيب يعتبر أجنبياً إلى أن يتم الزواج. وإنه يصلني كثيراً من الاتصالات ممن حدث لهن أن انتهت الخطوبة دون إتمام الزواج، نظراً للعلاقات المفتوحة التي حدثت خلال هذه الفترة.

 

والمصائب التي تحدث أثناء فترة الخطوبة أكثر بكثير من التي تحدث قبل الخطوبة، وهناك للأسف فتيات يعتقدن أن الخطوبة مثل الزواج..

 كما يجب على الفتاة أن لا تثق بهذا الخطيب إن طلب منها أن تتجاوب معه والأجدر به أن يحافظ عليها ويعرف حدوده وأن الخطوبة ليست زواج وإنما هي فترة تعارف وليفهم كلا منهما الآخر .

فالذي يحدث لكثير من الفتيات خلال فترة الخطوبة إذا تطورت العلاقة، فتكون خسارتها كبيرة أولاً تخسر نفسها وثانياً تخسر عريسها.

وهناك أمر آخر خطير وهو إن حدثت معصية في هذه المرحلة فالنتيجة هي ضياع البركة، فكيف تحدث هذه المعصية والله يهيء للخطيبين الحلال

وهناك قاعدتين جميلتين :

 من استعجل شيئاً قبل آوانه عوقب بحرمانه.

من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه..

فالصبر واتقاء الله في فترة الخطوبة لا بد أن يعوضه الله حباً وبركة عندما يتم الزواج..

فنقول لا للانفتاح المستهتر، ونعم للتعارف الوثيق الذي يؤدي إلى التفاهم وللارتياح النفسي.

 

والعكس مرفوض: الانغلاق الشديد.

 وسأضرب لكم مثلاً، شاب يخطب فتاة وفي اعتقاده وخوفاً على نفسه فكان حتى لا يقوم بزيارتها في بيت أهلها خوفاً على نفسه من الحرام ولا يعطي نفسه مجالاً للتحدث إليها أو التفاهم فنقول أنه لا بد أن يكون هناك مجالاً للتحدث معها للتعرف على شخصها وتفكيره،ا وتستطيع أن تقوم بذلك وفي مجال الأدب وضمن الحدود.

وهكذا نرى أنه لا بد من التوازن بين الانفتاح والانغلاق في وسط هدف الخطوبة التفاهم العقلي والارتياح النفسي.

فكلمتي إلى الشباب المتدين لا بد أن يحدث تفاهم وتحقيق الهدف من الخطوبة التقارب وفهم كلا من الطرفين الآخر ودون أن نقع في الخطأ.

 

وهكذا نرى بأن الانفتاح مرفوض وكذلك الانغلاق. وأن فترة الخطوبة للتفاهم العقلي والارتياح النفسي ولا مجال للغرائز وخصوصاً أن العلاقة البشرية بين الرجل والمرأة لا بد أنها ستتطور، ولا يعني هذا أن نكبتها ولكن نؤجلها للمرحلة التالية وهي عقد القران أو ما نسميه اليوم بكتب الكتاب.

 

مدة الخطوبة

 

هناك رأيان، رأي يرجح أن لا تكون الفترة طويلة، ورأي آخر أن تكون لمدة سنة أو أكثر..

الهدف من هذه الخطوبة هو أن يحدث التفاهم العقلي والارتياح النفسي ، فإن تحقق هذان الأمران فالأفضل الإسراع بالزواج، وهنا إن طالت المدة ستزداد المشاكل، والإسلام جعل من فترة الخطوبة حالة مؤقتة، والأفضل أن لا تطول هذه الفترة وتكون هي الأصل.

 

فكلمتي إلى الآباء والأمهات إذا نجحت الخطوبة وتم التفاهم العالي بين الاثنين، وليس هناك أي معوقات غير أن يكون السبب في تأخير الزواج أنه ما يزال أمام الفتاة سنة أو سنتين لتكمل دراستها الجامعية. فيجب مراعاة احتياجات ابنتك أو ابنك قبل اتخاذ القرار النهائي بالتأجيل، والخوف الشديد من أن تسيطر الغرائز التي تؤدي إلى الحرام، فنكون نحن المسؤولين عن ذلك.

وإذا كان الشاب قد توفر فيه كل ما يجعله جديراً بابنتك وتكون المادة فقط العائق الوحيد فلا بد من مساعدته..

وهذه كلمة للآباء ضعوا أنفسكم مكان أبناء يحتاجون المساعدة وعندهم غرائز ومشاكل مادية واحتياجات نفسية لا بد أن يشبعوها..

فطول فترة الخطوبة أو قصرها تتقيد بتحقيق الهدف المطلوب منها.

 

بحث وتقييم

 

هناك خمسة أمور أساسية يجب التركيز عليها في هذه الفترة وتقييمها وهي كالتالي:

الدين

الأخلاق

أسلوب التفكير

النظرة للمستقبل  

مدى اتفاق العادات.

 

كيف يتم البحث عنها؟ الحل هناك أسئلة مهمة لا بد من طرحها وبناءً عليها إذا توافقت هذه الأمور الخمسة لمن تريد أو تريدين الارتباط به،

والهدف من ذلك مساعدة الشباب والتأكد منها قبل الانتقال إلى المرحلة الأخرى وهي عقد القران، حتى لا تكون النتيجة أن الخطوبة لم تحقق الهدف الأساسي فيها ويحدث الفشل.

وهذه الاسئلة لا بد أن تكون عن طريق حوار هادئ مستمر بين الخطيب والخطيبة ولذلك قلنا في البداية إياكم والتفكير في الغرائز لأن هذه المرحلة تحتاج إلى العقول أن تلتقي فإذا حدث فلا بد أن النفوس أيضًا ستلتقي ويتطور هذا إلى الحب بينهما.

وهذا التطور الذي يؤكده ديننا أن الحب نتيجة طبيعية للتفاهم والارتياح النفسي، ولا يجب أن نصدق ما نراه في الأفلام من قصص الحب التي لا تمت بصلة إلى الواقع أحياناً، وتصوير الشاب الشقي الذي يجري وراء البنت الشقية فهذا كلام أفلام وغير صحيح.

ولكن كما رأينا أن الإسلام جعل من مسألة الزواج  تمر بمراحل يتم التدرج فيها ويتعرف كل من الطرفين على الآخر، ثم إن حدث الارتياح النفسي والتفاهم العقلي وتطابقت أفكاره المستبقبلية، وأخلاقه، وعاداته وكل هذا يدخل ضمن إطارالتقييم. فإن توفر كل هذا يبدأ يتحول التقارب إلى حب بين الطرفين.

 

فإن سألنا أنفسنا كيف تحدث الصداقة بين شخصين، أليس هذا نتيجة للتفاهم والارتياح بين هؤلاء.

فالحب يولد ويعمق ويجد جذوره عن طريق هذا التفاهم العقلي والارتياح النفسي. ثم تأتي العشرة فيزيد الحب ثم الأولاد وتقوى هذه العلاقة أيضاً، وهذه النظرية الإسلامية.

فنؤكد مرة ثانية أن هذه الأسئلة التي لا بد من طرحها يجب أن تكون عن طريق حوار وجلسات هادئة ونقاش.

فلنرى الاسئلة التي نقترحها عليكم وهذه اقتراحات وهناك بعض علماء النفس، أو صاحب برنامج تلفزيوني مثل الاستاذ جاسم المطوع، وموقع   إسلام أون لاين على الانترنت لهم سبق في هذا الموضوع وسترى كيف يعرضون هذه الأسئلة، وهذه اجتهادات كلها الهدف منها الخير لشبابنا ومساعدتهم في هذا الأمر.

 

السؤال الأول: ما هو هدفك في الحياة، ويكون طرح السؤال بطريقة مناسبة كأن تسأل مثلاً ما هي أمنياتك في الحياة وأحلامك.

 

فكل منا لا بد أن يعرف هدفه في الحياة وهذه نقطة أساسية، ولا بد أن يكون من سترتبط بها أو ترتبطي به أن يكون موقفه محدد في هذا الأمر.

 

 السؤال الثاني : كيف تخطط لمستقبلك؟

يدخل فيها المستقبل العملي، والأولاد وتربيتهم.

فنحن ما نريده هنا هو الحفاظ على الأسر والاستقرار وخاصة أن نسبة الطلاق في الوطن العربي وصلت إلى 40%. وذلك يعود إلى الفشل في هذه الزواجات التي تمت عشوائياً

وكل هذا ما نقوله اليوم يجمع دين وعلم اجتماع وتخطيط للزواج، وأن لا ينحصر الزواج على الشكل وهذا لا يبنى عليه أساس الأسرة .

 

السؤال الثالث : ما هي مواصفاتك في شريكة حياتك؟

وهذا السؤال يفيد في التقييم وستعرف كيف تكون نظرة المرأة للرجل ونظرة الرجل للمرأة . 

فتسأل الطرف الثاني عن ماذا يبحث.

السؤال الرابع: ماذا تحب وماذا تكره وهذا سؤال متنوع يشمل أمور كثيرة ومستمرة وستلاحظها أو تلاحظيها.

 

 السؤال الخامس والأخير: نظرته للتدين.

هذا سؤال مهم جداً ، وأحب أن أذكر أنه كان بإمكاني أن أضعه في أول هذه الأسئلة وهو بالطبع أهميته كبيرة، ولكني لم أرد أن يطغى على الأسئلة الأخرى والمهمة.

ويتخلل هذا السؤال البحث عن العمق الديني وليس عن الشكل الخارجي فقط.

 

إلى جانب هذه الأسئلة الخمسة، لا بد من أمر آخر مهم أيضاً وهو ملاحظة تعاملاته أولاً مع أسرته ثم مع سائر أفراد المجتمع، والضعفاء والمساكين وكل هذا ينعكس على الشخصية..

 

ومن ضمن الملاحظات أيضاً ملاحظة كيف يتعامل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، وكل ذلك ينعكس على التصرفات في المستقبل.

وكل هذا من أجل ضمان تأسيس أسرة لن تتعرض للانهيار أو للفشل بعد الزواج.

فهل نرى إسلامنا ولذلك لا مجال هنا للغرائز ثم يأتي الحب بعد التفاهم العقلي والارتياح النفسي.

 

جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب تخبره بأن رجلاً يريد الزواج منها ولكنها لا تحبه. فسألها عن دينه وخلقه فأجابت بأنه حسن الخلق وصاحب دين ثم سألها عن نسبها ونسبه فأثنت عليه.

فقال لها:يابنيتي إنما يتعايش الناس بالإسلام والأنساب والأخلاق.

فهو أراد أن يبين لها أن الحب سيأتي ولكن ليس بالضرورة أن يكون في البداية.

فالقلب لا بد بعد كل هذا أن لا يتأثر بالمعاملة الحسنة والخلق الحسن، ولذلك كلمة سيدنا عمر رضي الله عنه كلمة خبير.

وكل الزيجات التي توفرت فيها هذه الأمور الثلاثة : الدين ، والأخلاق ، والنسب الكريم نجحت والحب نضج وازادد أضعافاً أضعافاً.

فالزواج الذي بني على هذا الأساس سيعمر وترى أن هناك أزواج بعد أربعين وخمسين سنة زواج لا يزال حبهم كبير لبعضهم البعض، لأن الأساس من الأول كان صحيحاً.

 

هناك قاعدة شرعية وهي أن تزن الحسنات والسيئات علمتن إياها السيدة عائشة، وقاعدة أخرى ومهمة إياك أن تحاول أن تغيرها لتكون مثلك. فالخطوبة يجب أن يكون فيها القبول، أن نجد أرضاً مشتركة بين الاثنين فلا يجب أن يكون مثلك مائة في المائة ولكن تقبلين بشيء من عادته وأن تتنازل عن بعض من عاداتك حتى تجري المركب.

 

 

 

 

 

 

المصارحة

 

إياك من الغش أو الكذب أو الخداع الاجتماعي، أو إخفاء المعلومات، فلو كنت قد خطبت قبل هذه المرة فلا بد من المصارحة، كذلك البعد عن التجمل في الماديات والكذب في المعلومات، أو إخفاء أي عيب أو أي أمر سيكشف بعد الزواج.

يقول الله تبارك وتعالى: "

فيجب أن تكون بمنتهى الصراحة والوضوح وهذه أمانة، فكل الناس عند المرور على الصراط يجتازونه إلاّ من خان الأمانة فأمانته ستوقفه. ويرفع لواء يوم القيامة يكتب عليه خائن، كذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب مثلما غضب ورفض التسامح في الكذب في المعلومات الأساسية.

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من امرأة كذب أهلها عليه بمعلومات أساسية وعيب في هذا المرأة، وبعد أن تزوجها وعرف الحقيقة ردها إلى أهلها.

ولا نعرف اسم هذه المرأة وهذا يعود لأدب الصحابة حتى لا تجرح عائلة هذه المرأة.

فالمصارحة أساسية ومهما كانت النتائج. ومن باب الأمانة أمام الله  

لو كان هناك أخطاء وذنوب في الماضي؟

 

إن كانت تابت توبة نصوحة وعائدة إلى الله، فالستر أولى، وللشباب أيضاً لو تبت فالستر أولى .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:كل أمتي معافى إلاّ المجاهرون

فالأصل حتى لو كان الذنب شديد وحدثت التوبة فلا يجب التصريح بهذه الأخطاء. ولكن إن لم تتوبي فيجب الانتباه إلى أمر مهم وهو أن عذابك عند الله شديد عذابين خيانة وعدم توبة.

ولذلك أقول للشباب إذا كنت رأيت في من أردت الزواج منها أنها مناسبة وصاحبة أخلاق كريمة فلا تسألها عن علاقات الماضي، وللبنات حتى لو سئلت فلا داعي أن تبوحي بالماضي، فالستر أولى، ثم إن المفتي علي جمعة مفتهي الجمهورية يؤكد هذا الكلام.

ويأتي سؤال إن أنت علمت أنه حدث خطأ شديد في الماضي فسأطرح عليك سؤالين:

إن كنت متأكداً أنها تابت وتأكد من صدقها، فالتوبة تمحو الذنب.

وإن كنت غير متأكداً فلك الحق أن تتركها.

سؤال ثاني: هل غيرتك شديدة وستحملها ذنب الماضي فأقول لك اتركها، ولكن إن كنت ستكرمها وتقبل توبتها مثلما قبل الله توبتها وتبدأ معها حياة جديدة فأكمل مشوارك معها.

وأثبتت التجارب أن هناك من كانت لديهم هذه المشكلة ولكنهم استطاعوا التغلب على هذا الأمر وبارك الله لهما ورزقوا بالأولاد.

لكن تبقى النصيحة الأساسية أن تكون التوبة قد حصلت وإلاّ ستتلخبط الموازين فلا بد أن نزن هذا الكلام. وهي أعلم بنيتها، فتستر نفسها ونستر عليها.

 

سيدنا عمر بن الخطاب فوجئ ذات يوم أن جاءته امرأة تشكو له أنها حدثت منها معصية في الماضي وتابت توبة نصوحة، ثم بعد أن تقدم لها رجل ليتزوجها فما كان من أخيها إلاّ أن ذهب إلى عائلة هذا الرجل وأخبرهم أن أخته قد حصل منها ما حصل في الماضي. فرفضوا إتمام هذا الزواج.

فسيدناعمر غضب غضباً شديداً وأحضر أخاها وأنبه تأنيباً شديداً وقال له: ألم تتب

قال:بلى يا أمير المؤمنين.

قال: لم فضحتها.. أفلا سترتها.

فهذا ديننا، ومن يقول أن الإسلام دين عنف وشدة، ونرى كل هذه الرحمة والستر والعفو، ولكن الأمر متوقف عليك أيها الرجل وفي الأصل أن لا تسأل عن الماضي لو أنت تأكدت من حسن أخلاقها وتوبتها، وأنت يا بنيتي إن حدث منك خطأ في الماضي ولم تتوبي فعذابك عند الله عذابين، خيانة ومعصية الماضي.

ولكن بالله عليك اصدقي في توبتك إن كنت أخطأت في الماضي، وستقبل توبتك وسيرزقك بمن يحافط عليك ويرضيك في دنيتك وآخرتك.

هذا الكلام موجه أيضاً إلى الشباب ومن حق الفتاة أن تتزوج من شاب نقي أيضاً، فعجلوا بالتوبة من أخطاء الماضي حتى تبدأ الحياة على أساس من التقوى..

آخر نقطة :

 

هل له حق الطاعة في مرحلة الخطوبة

 

الجواب لا فهي لا تزال أجنبية عنك وأهلها أولى بطاعتها لهم، كل ما تستطيع أن تقوله اقتراحات مهذبة، وهي المطلوب منها أن تراعيك ولكن أن تراعي أهلها أولاً وهذا الذي يقرب التقارب الفهمي. فهو يعرض اقتراحاته المهذبة وتبدأ الفتاة تقبلها، بشكل لا يتعارض مع الأهل، وتبدأ الحياة تسير في سلام.

أتمنى أن يكون كل ماذكرناه بداية سعادة للبيوت، ويسعد الشباب والبنات ويكون لهذا الكلام أثر في بيوت سعيدة ومستقرة..

كانت هذه أسئلة ومعاني ومفاهيم حول الخطوبة، وأتمنى أن أكون قد أفدت الشباب المخطوبين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 203 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2011 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,742,312