يعيش العالم في بداية القرن الواحد والعشرين عصر الطفل، حيث تزايد الاهتمام بتوفير أفضل سبل الرعاية والتربية للأطفال، وأخذت دول العالـم تبحث عـن التنميـة من خلال التربية حيث أيقنت أن المستقبل مرهون بمستقبل أطفالها فأخذت تبحث عـن عالم يساند الأطفال في طفولتهم، عالم يجمع بين اللعب والتعلم تتوافر لهم فيه المحبة والرعاية والتربية، تحتل سلامتهم سلم الأولويات، عالم يتمكـن فيـه كـل طفل من بلوغ رشده في صحة وسلامة وكرامة.
وأصبحت قضايا تربية الأطفال تحتل الصدارة في أجنـدة المربيـن والمتخصصيـن وكافـة المستويـات الحـكومية وغير الحكوميـة، ويـرجع الاهتمـام الشديد تجاه مرحلة الطفولة - وخاصة المبكرة منها – إلى الإيمان بأهميتها حيث يتحدد من خلالها مسار نمو الطفل الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني، وفقاً لمـا توفـره لـه البيئـة المحيطة من عناصر تربوية وثقافية وصحيـة واجتماعية، وفـق الإطـار الـذي رسمت حدوده ومـداه ومـا منحتـه لـه الطبيعـة عــن طـــريق الـوراثة من قدرات مختلفة.
وقد بدا واضحاً أن رعاية وتربية الأطفال أفضل استثمار يمكن لأي دولة أن تقـدم عليـه، فلم يسبق لأي دولة من دول العالم أن حققت انتقالاً مفاجئاً إلي مرحلة التنمية المجدية دون قيامها باستثمار أفضل في رعاية وتربية أطفالها.
فمع ولادة كـل طفـل تتجدد آمال بني البشر وأحلامهم أملاً في مستقبل أفضل، ذلك المستقبل الذي بات يُصنع من الآن ليتم التحكم فيه بصورة جيدة، حيث أصبح العالم يملك المعرفة والإمكانيات وكذا القدرة علي توفير الحماية القانونية لحصول الأطفال جميعاً على أفضل بداية ممكنة حتى ينموا بصورة تساعدهم علي النهوض بمجتمعاتهم.
ساحة النقاش