نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

 

كانت لي عادة تدوين الحوارات و التساؤلات التي أشعر أن بها ما يستحق التوثيق لأتذكرها لاحقا  ؛ و من أيام كنت أقلب أوراقي فوجدت بعضها و الذي يمثل عددا من الاسئلة و الحوارات

ما سارسرده هو موقف حدث بالفعل مع إبني الذي كان عمره حينها إحدى عشر عاما ؛ كنا حينها في زيارة لأحد أقاربنا و همت إحدى البنات بدخول الحمام ؛ فكان من هذا المضيف أن بادرها : " لا تدخلي الحمام بهذه السلسلة " فهي مكتوب عليها آيه من القرآن" .

 فسأل إبني : لماذا لا ندخل القرآن الحمام ؟

هم أحد الحاضرين بالإجابة : "  علشان فيه جن يا حبيبي " .

و بالطبع كانت السؤال المباشر للصغير : " كويس قوي فيه جن مسلم و جن كافر ؛ الجن المسلم لو سمع القرآن هينبسط ؛ و الجن الكافر يمكن يهتدي " .

بالطبع لم تجد مثل هذه الكلمات استحسانا فهو متطاول على ما حفظناه سلفا عن " عم دخول القرآن الخلاء " ؛ و لكنها عقلية الصغير البكر ؛ تلك العقلية التي " ليست بها حفظ " و ليست بها " مسلمات " .

و كثيرة هي الامور و النقاط و القضايا الكبيرة التي يسأل عنها أطفال و تسهم بشكل كبير جدا في تكوين لبنات واحدة تلو الأخرى في تكوينهم .

فإن لم يقتنع و يفهم أمرا ما أحسب ستكون هناك هشاشة في التكوين الإيماني و الديني له .. بل أحيانا كثيرة للاسف تكون الهشاشة أيضافي التكوين العقلي و المعرفي له ؛ فلم يصل على معرفة سليمة لا على طريقة سليمة للتفكير في الامور التي تعرض علي عقله .

ناهيك عن ان كثيرا ما نتحدث عن الأمور الدينية بانفعال لا يسمح بالتقبل الوجداني لما نطرح ؛ فيكون الأمر أنا غالبا صفر اليدين من تأثير عقلي أوتأثير وجداني و تبقى المعلومات الدينية محفوظة دون فهم / قناعة أو تقبل و تأثر وجداني ؛ فهل هذا ما نريد ؟؟ !

و إن تراكمت هذه النقاط التي لم يجد عنها إجابة مقنعة أو حتى مؤثرة فتكون هناك نقاط ضعف أساسية ينفلت منها بركان " عدم اليقين " و كم هو متعب و مجهد أن يتم هذا في مراحل متأخرة من العمر ! و لا ينفي أحدنا أنه تعرض لمثل هذه النقاط فالبعض يقف أمامها و يفكر فيها و يسأل عنها ؛ و البعض يتجاهلها لكثير أسباب منها : خوفه من الاتهام ؛ و منها عدم وجود الشخص الذي يمكنه الوصول لعقلك أو قلبك أو كلاهما معا .

فمرة أخرى أسأل : هل هذا ما نريد ؟؟

nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 107/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
38 تصويتات / 789 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2010 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

hoda-alrafie

موضوع جميل وشائك بالنسبة للكثيرين يا أ. نيفين خاصة لما بنيجي للأمور الدينية.. فعلا مهم جدا إن الواحد يفهم العلل من الأمور لأن ده بيخلي الواحد فاهم مش حافظ، وزي ما حضرتك ذكرتِ بيعلم ولادنا التفكير، وكمان لو بنتكلم ع الدين هيخلي ولادنا يحسوا أد إيه ديننا عظيم.

في نفس الوقت، أظن محتاجين نفهم ولادنا إن فيه حاجات إحنا بنعملها كده بس عشان ربنا أمرنا بكده، واحنا ممكن نكون مش عارفين بالظبط ليه ربنا أمرنا بكده بس هو أكيد بيأمرنا باللي في مصلحتنا. وربنا لو كان عاوز يعرفنا السبب الحقيقي ورا الأمر ده كان فهمه لنا بس فيه حاجات ربنا مش بيعرفها لنا يمكن عشان يختبر درجة ثقتنا فيه. ممكن مثلا نضرب مثال بعدد ركعات كل صلاة، منعرفش ليه الصبح 2 ، والظهر 4 وهكذا.

وممكن لو كبير شوية، أقول له إن العلماء بيحاولوا يجتهدوا عشان يعرفوا إيه الأسباب بس مش دايما بنقدر نوصل لحاجة ويمكن علماء ييجوا بعدينا يقدروا يوصلوا. الله أعلم. زي مثلا: إيه السبب في وجود عدة للمتوفي عنها زوجها. ممكن مثلا يكون عشان تكون خرجت من حالة حزنها علي زوجها (ممكن يكون الرد: طب ما هي ممكن تخرج من الحالة دي في وقت أقل، أو ممكن أصلا تكون مش حزينة، بل فرحانة!!!). طيب نقول: عشان لو حامل يبان ونستني لحد ما تولد، هتكون الإجابة (لو طفل مطلع ومثقف يعني): طب ما هي ممكن تعمل سونار، هتعرف علطول في لحظتها هي حامل ولا لأ....الخ. وده بيبين لنا إن الست بتستني الفترة دي في الآخر عشان ربنا أمرنا بكده. والأمثلة كتير.

ممكن أشجعه إنه يقرأ العلماء قالوا إيه، وبعدين أتناقش معاه.... بس لازم يفهم باردو إن فيه حاجات بنعملها بس عشان ربنا أمرنا حتي لو حاولنا نفهم السبب ومعرفناش، وإننا هنعمل اللي ربنا بيقول لنا عليه وبعدين نحاول نفهم، وممكن ربنا يساعدنا نفهم لما نعمل الحاجة دي، وإننا منربطش تنفيذ أوامر ربنا بفهمها أولا.

أما إجابة ع السؤال الأخير، فبصراحة الرد مكناش مقنع، بس أظن ممكن تكون الحكمة هو احترام كلام ربنا، واننا مندخلوش في مكان لا يليق، وكمان خوفا عليه من أن يمسه شيء لا يليق بجلاله. والحكم الفقهي: لا يجوز دورة المياه بمصحف أو بما فيه اسم لله أو آيات قرآنية إلا إذا خيف عليه من الضياع أو كان محرزا (محفوظا) بما يمنع وصول أي أذي إليه.
والله أعلم.

وياريت أعرف تعليق حضرتك علي اللي كتبته.

nadiasaida

فعلا والله فأنت أم واعية ومن وعيك وجدت حيرة في الإسئلة المحرجة للأطفال ...ولكن السؤال المطروح هو : إذا كان هذا حال أم واعية من صفوة المجتمع فما هو حال الأغلبية الساحقة من الأمهات الجاهلات...؟
هنا تظهر أهمية ضرورة تطوير النفس والتعلم والإطلاع في كل شيئ مجهول حولنا لأن واجب الأم والأب هو تكوين المجتمع بأكمله......تحياتي

نادية فى 28 نوفمبر 2010 شارك بالرد 1 ردود
nevenabdalla

السلام عليكم
شاكرة لك مرورك ؛ كثيرة هي الأشياء التي يسأل عنها الأطفال أو لا يسألون .. كثير منا يجد أن غاية المراد أن يكون الولد " مؤدب " أي لا يفعل شيئا .. رغم أن الفعل و تعليمه اختيار الفعل هو قضية الإنسان على الأرض ..
أتفق طبعا مع فكرة " حتمية " التعلم و التطوير " و لعل هذه المدونة أحد الوسائل التي أسأل الله أن تأتي بنفع .. شاكرة مرة أخرى تفاعلك

nevenabdalla فى 29 نوفمبر 2010

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

254,276