لكي أمتلأ حماسة لأمر ما يجب أن يسبقني حب ذلك الشيئ الى نفسي مما يجعلني , على استعداد أن أضحي بكل ثمين لأجله ..
ذلك هو تعريف الحماسة, هذا الدفق الشعوري الذي فاضت به مشاعر المسلمين حين مست قدسية النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته
بل وحين تمس قدسية الاسلام برمته , وهنا مربط الفرس والفارق بين المسلمين وغيرهم من بقية الملل والنحل ولو طالت الأمثلة من بوذيين وهندوس فلا تقاس بحماس المسلم وحبه لدينه
حماسة المسلم نبع فطري جبلي خلقه الله تعالى في دواخلنا ففاض , وقوة يمكن الله بها لدينه في الأرض ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ..الآية ) , كذلك ( إن الله بالغ أمره ) وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الإِسْلامَ ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ "
وحماسة المسلم عامل من عوامل هذا البلوغ , بل وسر نمكن الحضارة الاسلامية لعدة قرون , الى أن فترت وضعفت لحكمة لايعلمها الا الله ثم هاهي يعود منحناها الى الارتفاع والتفوق من جديد , والحماسة ضرب عظيم من النخوة والشهامة والعزة والكرامة , والاباء والشمم وكا ما ترادف من معان مؤكدة
لكننا مع كل ما تقدم لاندعو الى الافراط في هذا الحماس بحيث يضر بالأبرياء وينحى بنا عن الهدف الأسمى , وهو التمكين في الأرض باذن الله , وإننا لنؤكد على استثمار هذه الحماسة واعادة الوعي والايمان المفقود الى سائر العالمين تحقيقا لمراد الله
                 ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين )