ماحدث ولازال يحدث وماسوف يحدث , مابين أناس اكتسبوا حرياتهم بعد سنين عجاف رهن الاعتقال الظالم وأموال نهبت وسرقت وأختلست وثروات جمعت بغير حق مابين قرارات جائرة , والتفاف على مكتسبات الأمة ناهيك عن علاقات مشئومة مع الكيان الصهيوني ومواقف غابت عنها المروءة والدين مع أهلنا في غزة الى بيع اسم مصر الغالي رخيصا في أسواق العالم تحت دعوى العيش في أمن وسلام وبعد عن العراك والمشاحنات وشراء استثمارات لم تجدي ولم تثري طولا ولا ونفعا بل أغرقت البلاد والعبـاد في التضخم والبطالة كل ذلك وغيره كثير , مماخلفه عهد مبارك المشئوم والذي ولى بغير رجعة حيث أشارت الأخبار, نقلا عن المصري اليوم بأن :
" أكدت مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك، يطلقون على انفسهم «أبناء مبارك»، أنهم الآن بصدد التجهيز لـ«ثورة غضب أبناء مبارك الثانية»، في 8 يوليو بميدان مصطفي محمود، بالتزامن مع «اعتصام التحرير»، الذي يدعو لاستكمال مطالب الثورة. وتطالب مجموعة «أبناء مبارك» بعدم محاكمة الرئيس نهائياً، بالإضافة إلى تكريمه عسكرياً . " انتهى فحوى الخبر
إذن كيف ينس ذلك من اختاروا الرمز الفاسد مبارك !!, ليعلنوا دعما لعودته وعدم محاكمته , وكأنهم لم يقرأو ولم يفهموا ولم يعايشوا هذه الجموع الحاشدة الزاحفة الشاكية الى الله , وكأنهم لم يعيشوا هذه الحقبة وولدوا خارج مصر , أو كأنهم لتوهم عائدون من أقصى الدنيا الى مصر من جديد حيث غابوا دهرا عنها !
جاءوا مع مكتسبات الحرية الرائعة التي أفرزتها 25 يناير وقد أتاحت لهؤلاء دون عنت أو بطش بعض مساحة من أرض القاهرة العظيمة وتحديدا أمام مسجد الراحل الأديب مصطفى محمود ليعبروا بها عن حبهم لمبارك وتمسكهم به حبـا لاأجد تصنيفا معينا له سوى أنه مصنف تحت شيئين لاثالث لهما :
ـ عاطفةة جياشة محمومة , لاقبل لهم عن دفعها أو
ـ أنهم مدفوعون بمال وافر من قبل من هم مسجونون بطره على
ذمة قضايا الغساد والبطش والاعتقال والقتل أو
ـ أنهم هالهم تتابع حوادث البلطجة والانفلات والتظاهرات فلا يشعروا
أمانا أو استقــرارا , فانتفض يأسهم فأصبحوا حالمين بعودة مبارك
المنقذ للاستقرار
والاحتمال الثالث من السذاجة بمكان فلا يمكن للساعة أن تعود بعد آلان الى الوراء أو كمن يعود من مات الى الحياة تارة أخرى , الى هنا فان العواطف لاتقبل منطقا ولاتقنع لبيبا , بل هي درب من دروب الضحك على العقول , للتستر على ماهو أدهـى وأمر في سعي حثيث للسماح والعفو عم سلف وكان الله يحب المحسنين
وهذا من أصعب وأخبث الطرق للالتفاف على إرادة شعب قتل ابناؤه وخسر الكثير لأجل هذه اللحظات : لحظات الاحساس بالحرية بكل معنى الكلمة
إذن فأمام هذه الأصوات المنادية بحب مبارك وتكريمه و لانملك حيالها إلا ردا واحدا أنكم أحرار فيما تقولوه لأنكم معنا اكتسبتم أيضا الحرية أن تقولو لنا وللشعب لانريدكم فنسمعها منكم على الرحب والسعة ولا نطاولكم البذاءة بالبذاءة لأنكم ونحن جميعا نعيش احلى ايام الحرية
قولو ماتريدوه وأرفعوا أصواتكم لكن لاتطلبوا منا أبدا أن ننفذ ماتقولونه وتطالبوا به سمعا وطاعة , كلا فاسعوا ماشئتم وادعوا ما شئتم فأصواتكم في فلاة لاأفق لها ولا جبال ولا شجر يظلكم , مرحبا بحريتكم بيننا بين أخوان لكم يكادوا يرفقون بكم وهذه الحمية والعاطفة اليائسة لكن رفقا بأصواتكم و سمعكم وأبصاركم وعقـولكم أن تضيع
" ربنا هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "
.
ساحة النقاش