الواقفون من اليمين الى اليسار :الشيخ حسان العثمان ثم الاستاذ محمدمسعدالبرديسي ثم حمزة العثمان
قلائل من يمكنك التعرف اليهم ثم تتعلق بهم , ويتركون داخلك مشاعر متباينة من ألفة ومودة وكرم ومحبة , إنهم أخوة سوريون وتحديدا من بلدة معرة النعمان السورية ( محافظة إدلب ) موطن الشاعر العربي الأصيل أبي العلاء المعري والذي قال فيها :
متى سآلت بغداد عني وأهلها فإني عن أهل العواصم سآل
وقد سميت معرة حمص لتابعيتها مركز الجند هناك، أما نسبة النعمان فهناك أكثر من رواية لعل من أرجحها هو نسبة إلى النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي الجليل وكان والياً على حمص حين توفي ولده عندما كان يعبر مدينة المعرة فأقام حزناً عليه لعدة أيام فنسبت له .
وقد ساقت لي الأقدار التعرف الى هؤلاء الأخوة والألفة بهم في إحدى الأسفار فلمست المروءة والرجولة والكرم في أوجه صورها , خاصة من أخي حمزة العثمان والواقف على يمني في الصورة المرفقة بالمقال , إذ جمعنا مجال عمل واحد في السعودية , وإزدادت الصورة التي عايشتها ولامستها اشراقا بالتعرف الى شقيقه الشيخ الوقور حسان العثمان والواقف الى يساري , ثم تجيئ أحداث سوريا هذه الأيام مشحونة بالغضب والثورة كما الحال في مصر متضامنة لأجل الحرية والخروج على القهر وسفك الدماء والتحرر من أسر الأسد وقفصه المنيع !
ولما نقلت الانباء أن الجيش السوري وقوى الأمن تقوم بعملية واسعة النطاق لقمع الاحتجاجات في معرة النعمان, و نقلت وكالة رويترز إن نحو 70% من سكان بلدة معرة النعمان البالغ عددهم 100 ألف فروا، ثارت على الفور حفيظتي ولم أجد غضاضة أن أعلن عن تضامني مع الأخوة هناك بكل مشاعري وراجعت دفتر صوري المتخم بالذكريات لأعرض هذه الصورة وأتأمل الذكرى في رجاء أن يجمعني الله تعالى بهم مرة أخرى في وضع أشد استقرارا وحياة وكرامة , فاللهم يا مفرج الكرب فرج كربتهم وحقق مرادهم .
ساحة النقاش