مطالبهن المزعـومـة !
لترويض النفس على القيام بمهام قد تبدو سهلة وبسيطة ,( إلا أنها اصبحت تشكل عبئا الآن نظرا لتراكمها وتزايدها وتزاحمها وهي تبحث عن مخرج من قمقم الأفكارالمكتظ بكل شئ ),, لذلك أسلمت نفسي لماء الدُش الفاتر والمتدفق و المائل للبرودة لمدة نصف الساعة ,, حتى أخرج من تحته ,, وقد اغتسلت تماما ظاهريا وباطنيا , وحتى أبدأ عهدا جديدا, أوشيئا جديدا,, أو فكرا جديدا , أو أقول شيئا جديدا أو أكتب شيئا جديدا ,, في خضم ما يكتب وما يقال في شتى الموضوعات وما ينشر في وسائل النشر العديدة والتي ملأت الكون.
وجلست إلى مكتبي وشمرت عن ساعديّ ورتبت أوراقي ,, وأحضرت قلمي الحبر وقد شحذته بالحبرالأخضر( اللون المفضل لدي ),, وهممت باستحضار الفكرة والتي لم تغب عني طويلا , فهي سرعان ماحضرت والحّت عليّ ان اتناولها ,, فعندما قمت إلى النافذة أفتحها لتجديد الهواء فإذ يترامى إلى أذني ضجيج وجلبة وهتافات , وأصوات مختلطة مابين نساء ورجال , ونظرت أستطلع الأمر فإذا بي أمام مظاهرة عامرة بالنساء دون الرجال ومرفوع فيها لافتات مكتوب عليها لا مساس بحقوق المرأة ولابد من المساواة ...
فقلت في نفسي إذن فلابد من المداخلة , أي في الكتابة في موضوع صدعني كثيرا ,, كنت أسمعه ولا أهتم به ,, ولا أحب الخوض في الحديث عنه,, ولكنني الآن مستفز من تكرراه , والحاحهن الدائم على إثارة الراي العام , ولفت الأنظار حولهن وحول مطالبهن المزعومة ,,!,, فأي حقوق تلك التي ضاعت عليهن ؟ وقد استملكن زمام الأمور في كل شيء,,.! إنك أيها المنصف لتجدهن في كل مجالات الحياه ... , تعليم , تصنيع , زراعة , صحافة , كتابة , مناصب قيادية , مناصب وزارية ’ تجارة , محاماه , طب, هندسة ,,,, وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى ’’ فماذا أبقيتن ؟ هل منصب القاضي هو هدفكن الأسمى ؟ وهل منصب القاضي في حاجة اليكن بعد أن نفد الرجال ولم يعد فيهم من يصلح ؟ أم انكن قد ورثتن الا رض ومن عليها ولم يعد غيركن حتى يقام العدل بين الناس .؟ كفاكن أيتها المتزعمات لحركة فاشلة وقد ظهرتن على شاشة التلفاز صابغات شعوركن ووجوهكن بالمساحيق الفاقعة كاشفات عن صدوركن متحدثات بأصوات خشنة ,, خارجات عن طبيعتكن التي فطركن الله عليها متجاوزات لحدود الأدب ملتزمات بالتبجح والسفور ...!! وأنتم أيها الرجال المهللون وراءهن والهاتفون بعبارات جوفاء ليس لها اي معنى في صدوركم سوى انكم تريدون أن تلبسوا الحق بالباطل , وتبغونها عوجا .. ,, كفـاكم ,, هدانا الله وإياكم
مؤمن البرديسي
ساحة النقاش