
أي زعيم دولة أو رئيس حزب سياسي يفترض تكون لديه خلفية جيدة عن العمل السياسي وعكس ذلك يكون " بائع – فجل " وأما نسبة إلى المواطنين فليس مطلوب منهم يكونوا سياسيين ؛ ولكن معظمهم وجدوا أنفسهم لديهم إلمام بالسياسة نتيجة متابعاتهم وقراءاتهم للأحداث واطلاعهم على ألأخبار التي تداولها الفضائيات ومواقع التواصل الاليكترونية وبنسب متفاوتة ؛ فهناك أذكياء وأصحاب عقول نضيفه ومثقفين ومتعلمين صارت لديهم خلفيات سياسية واقتصادية إلا أنهم لا يمارسون تلك الأعمال بصورة رسمية ؛ وأمثال هؤلاء لا يجب تجاهلهم من قبل سلطات بلدانهم وأنظمة حكمهم وأحزابهم ومجالسهم النيابية وغيرها لعدة عوامل أهمها التحول المفاجئ وأمثال هؤلاء هم غالبا ما يحدثون التحولات المفاجئة التي تؤدي إلى – خراب البيوت ؛ التحول المفاجئ من أخطر الظواهر في عالم السياسة ومشكلتنا أن العديدين من سياسيينا لا يدركون ؛ والتحول يعني الخروج عن الطريق السليم أو خروج القطار عن السكة والأعراف والتقاليد وله تبعاته التي غالبا ما تكون كارثية بامتياز ؛ فهو الانقلاب المفاجئ من حالة لأخرى حين تكون النسبة بين الحالتين " التضاد " كيف - معظم الذين كانوا يهربدون ويدعدون على معاندي كتلهم وخصومهم انقلبوا عليهم كيف وهناك منافع شخصية ومكاسب سياسية ولغة مصالح – شعوب انقلبت على حكامها وأحزاب كانت تقف وقوف المنظر انقلبت على صناع الثورات وإرادات المجتمعات ....... إن التذبذب والتوجهين وشدة لاضطراب في مواقف إنسان معين ؛ لا يعتبر من الصفات الحميدة الإيجابية التي يمتدح عليها عند عامة الشعب خصوصا العقلاء منهم ؛ إنه المزاج الزئبقي الخطير الوخيم الأثر لمعظم الحالات كمزاجات بعض رؤساء الدول العربية والتنظيمات الحزبية والجماعات الإسلامية في الوطن العربي وكانت المحصلة التي أوصلوا شعوب الدول الحاضنة لهم كالذي في ليبيا ومصر وسوريا أكبر من مدمرة وكارثية ويريدون تطبيقها على الشعب الأردني الذي ثبت تماسك جبهته الداخلية ووقف خلف قيادته وباقي أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية ...... إن خير الأمور الوسط وفي كل شيء والحمد لله الذي حبانا بنظام وسطي مشهود له بالاعتدال في كل المحافل الدولية فضلا عن أنه يحضى بحب واحترام الأردنيين بكافة شرائحهم لتلك النظام والذين لن يقبلوا بأي بديل آخر ويرفضون مبدأ طرح البديل من الأصل ..... لقد أشعلت " عربية – البوعزيزي " فتيل ثورات الربيع العربي – النتيجة ؛ تحول مفاجئ خطير جدا لم يتعامل معه الرئيس التونسي بأسلوب السياسي المحنك وكانت المحصلة طرد الرئيس من بلده لتتولاها التنظيمات الإسلامية التي انقلبت هي الأخرى على التونسيين ثم بعد ذلك غير الليبيين والمصريين من سلوكياتهم وانقلبوا انقلابا مفاجئا على أنظمة حكمهم لتنقلب التنظيمات الإسلامية على شعوب تلك الدول لتستولي على السلطات في تلك الدول والتي كانت حصيلتها فقدان عنصر الأمن وتفشي الإرهاب فيها ؛ ولازال الصراع دائرا في سوريا بين أكثر من فصيل وكلها انقلبت على بعضها لتحقيق مصالح لجهات خارجية ومنافع شخصية لها من أموال الشعب السوري وبات المحللون والمراقبون عاجزون عن تحليل وتفسيرما يدور في سوريا ...... لقد كان الشعب الأردني في غاية الذكاء باستخلاصه العبر مما جرى في دول الربيع العربي وبالتالي لم ولن يقبل تصرفات تلك الحكام والشعوب والتنظيمات تطبق في بلده فهو شعب ليست لديه أية سياسات انقلابية على نظامه على المديين القريب والبعيد ؛ ولكنه قد يتحول عن قواعد سلوكه يوما وينقلب إذا ما بقيت الدولة تحاصره بالضرائب وغلاء الأسعار وانعدام العدالة الاجتماعية وتخبط الدولة بشأن الوافدين وهذا ما يجب أن يتنبه له صناع القرار ومهندسي السياسة في الأردن ........




ساحة النقاش