مقدمة
تقوم أدلة دوريات الوصول الحر بدوراً هاماً فى مساعدة الباحثين فى مختلف مجالات المعرفة البشرية للوصول إلى المعلومات المتاحة مجاناً على شبكة الانترنت، وقد اثبتت مجموعة من الدراسات السابقة – نتناولها فى هذه الدراسة لاحقاً- أن معدلات الاستشهاد بمصادر المعلومات الرقمية المتاحة للوصول الحر فى تزايد مستمر، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا التزايد لم يؤدى إلى حجب أو اختفاء الشكوى والإتهام بعدم أو قلة القيمة العلمية لمصادر المعلومات المتاحة للوصول الحر بشكل عام، ولعل دوريات الوصول الحر من أهم تلك المصادر التى يلجأ إليها الباحثين فى مجال المكتبات والمعلومات فى أنحاء العالم، وبشكلٍ خاص بعد ظهور تلك الأدلة وإتاحتها على شبكة الانترنت، والتى تُسهل الوصول إلى دوريات الوصول الحر، فبالإضافة إلى أنها تقدم معلومات وبيانات ببليوجرافية عن كل دورية تتيحها، فهى تتيح روابط linksللوصول إلى الصفحة الرئيسية للدوريات، وبالتالى للنصوص الكاملة لمقالات الدوريات. ولكن ثمة ملاحظة على أدلة دوريات الوصول الحر، تتمثل فى التكرار والتداخل الواضح فى عناوين الدوريات المتاحة من خلال تلك الأدلة، ولعل الأهم هو إتاحة الدوريات ذات القيمة، مع تلك ذات القيمة الأقل، أو القيمة العلمية المحدودة فى سياق واحد.
الإطار المنهجى للدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد أهم دوريات الوصول الحر فى مجال المكتبات والمعلومات، والمتاحة من خلال أدلة دوريات الوصول الحر المتاحة على شبكة الإنترنت، لكى تتاح من خلال المكتبات التى تُعانى من قلة الموارد المالية، وعدم القدرة على الاشتراك فى دوريات ذات تكلفة عالية، كما تهدف إلى مساعدة الباحثين فى مجال المكتبات والمعلومات على تحديد الدوريات ذات القيمة العلمية المتاحة للوصول الحر، وعلى أن يتوفر لها :
1- تحكيم القرناء peer-review.
2-التكشيف فى واحدة من أهم قواعد البيانات المتاحة أيضا للوصول الحر، وهى قاعدة بيانات LISTA: Library, Information Science and Technology Abstracts، حيث تقدم بيانات ببليوجرافية كاملة عن محتويات الدوريات مصحوبة بمستخلص للمساعدة على اختيار أو استبعاد المقال.
3- تكرار الإتاحة من خلال أدلة دوريات الوصول الحر، التى تضع معايير لتغطية الدوريات.
4- الحصول على ترخيص المنفعة العامة للإبداع الفكرى "CC licenses".
انطلقت الدراسة من تساؤل رئيس هو، ما أهم دوريات الوصول الحر فى مجال المكتبات والمعلومات ذات القيمة، والتى يُمكن الاعتماد عليها والمتاحة من خلال أدلة دوريات الوصول الحر. كما تفرع من ذلك التساؤل الرئيس مجموعة من التساؤلات تمثلت فى :
1- ما أبرز أدلة دوريات الوصول الحر المتاحة على شبكة الانترنت.
2- ما دوريات المكتبات والمعلومات المتاحة للوصول الحر من خلال تلك الأدلة.
3- ما مدى تكرار الدوريات بأدلة دوريات الوصول الحر.
4-ما مدى توفر التحكيم والتكشيف لتلك الدوريات، وحصولها على تراخيص المنفعة العامة للإبداع الفكرى، وتلك من أهم معايير تقدير قيمة دوريات الوصول الحر.
أما فيما يتعلق بمجال ومجتمع الدراسة فقد تم البحث بالمصطلحات التالية من أجل الوصول إلى الإنتاج الفكرى الذى تتناوله الدراسة، ومن أجل الوصول إلى أدلة دوريات الوصول الحر، وهى :
· Open Access.
· Open Access Journals.
· Directories of Open Access Journals.
من خلال محركات البحث : MSN Arabia, Google, Yahoo... وغيرها، وقد تم التوصل لمجموعة من أدلة دوريات الوصول الحر، ومنها :
1- Bio Med Central.
2- Directory of Open Access Journals (DOAJ)
3- J- STAGE.
4- JURN Directory.
5- LivRe.
6- Open J-Gate.
هذا بالإضافة إلى غيرها من أدلة دوريات الوصول الحر المتاحة من خلال مجموعات مكتبات الجامعات أو مراكز البحوث والدراسات المختلفة مثل :
1- University of Nevada Collection of Free Electronic Journals.
2- Revisitas CSIC, Scientific Journals.
وقد تم استبعادها لارتباطها بالمجموعات التى تقتنيها تلك المؤسسات، والتى لا يسمح بالوصول إليها إلا لمنتسبى تلك المكتبات، ومن خلال اسم المستفيد User Name، وكلمة مرور Password.
كما تم استبعاد أدلة دوريات الوصول الحر المتاحة على شبكة الانترنت، والتى لا تضم دوريات فى مجال المكتبات والمعلومات، ومن ثم فقد استقر مجتمع الدراسة على الأدلة التالية :
1- Directory of Open Access Journals (DOAJ). www.doaj.org/
2- Live Re. www.livre.cnen.gov/
3- Open J-Gate. www.openJ-gate.com/
وقد اعتمدت الدراسة على عدة مناهج لتحقيق أهدافها، والإجابة على تساؤلاتها، وهذه المناهج هى :
1-تم استخدام المنهج المسحى للوصول إلى أدلة دوريات الوصول الحر المتاحة على شبكة الإنترنت، والإنتاج الفكرى الذى يتناول الموضوع.
2-كما تم استخدام المنهج التقييمى من أجل التوصل إلى أهم الدوريات المتاحة للوصول الحر فى مجال المكتبات والمعلومات، وأكثرها قيمة من خلال توفر مجموعة من المعايير للدورية مثل تحكيم القرناء، والتكشيف فى قاعدة بيانات LISTA، وتغطيتها بالأدلة الأخرى، وتوفر ترخيص المنفعة العامة للإبداع الفكرىلها CC licence.
3-تم الاعتماد أيضاً على المنهج المقارن من أجل الوقوف على أوجه الاتفاق والاختلاف لكل من أدلة دوريات الوصول الحر فى تغطية دوريات المكتبات والمعلومات.
مصطلحات الدراسة :
1- Open Access Journals: دوريات الوصول الحر :
هى دوريات علمية تتيح النصوص الكاملة من خلال شبكة الانترنت فى شكل سهل القراءة، عن طريق إيداع المقالات فور نشرها دون أى نوع من أنواع المنع أو الحظر فى واحد على الأقل من مستودعات الوصول الحر، ويُعد ذلك شكل جديد للاتصال العلمى. ويُمكن الحصول على تكلفة النشر، ليس عن طريق دفع الاشتراكات، بل من خلال رسوم يدفعها المؤلفين من قيمة المنح البحثية، أو من خلال أى مصدر آخر. وتُعد دورية PLOS Biologyأول مثال لتلك الدوريات، وهى دورية شهرية، ويتم تحكيم مقالاتها، ويتم إتاحتها على الخط المباشر منذ أكتوبر 2003، وتتيحها "المكتبة العامة للعلوم : Public Library of Scienceللعلماء والأطباء وهى مؤسسة لا تهدف إلى الربح.(1)
2- Open Access: الوصول الحر :
إتاحة محتويات المعلومات عالمياً مجاناً عبر شبكة الانترنت، وبشكل يُقرأ بسهولة، يتم ذلك عادة بقيام الناشر بإعداد أرشيفات على الخط المباشر، يُمكن بواسطتها الوصول للمعلومات مجاناً. إن الوصول الحر هو شكل أكاديمى جديد من أشكال النشر المتاح مجاناً للباحثين والمكتبات بعيداً عن تكاليف الاشتراكات المتزايدة للدوريات المحكمة (المقيدة) خاصة فى العلوم والطب، وعن طريق تحطيم احتكار الناشرين لتوزيع البحوث العلمية، والوصول الحر يجعل الحصول على المعلومات العلمية أكثر سهولة، كما يسمح للمؤلفين بالاحتفاظ بحقوق التأليف.(2)
الإطار النظرى :
1-المفاهيم :
لم تتجاوز مسيرة الوصول الحر : Open Access : OAللمعلومات العقدين حتى الآن، إلا أن الأحداث والمشروعات، وتعارض الآراء، وكم العقبات، بل وحجم الإنتاج الفكرى المنشور الذى يتناول الوصول الحر قد تجاوز التوقعات، كما أن حجم المعرفة البشرية المتاحة للوصول الحر على شبكة الانترنت قد تجاوز كل التطلعات.
يُعد تعريف ومفهوم الوصول الحر، هو أحد الجوانب القليلة، التى استقرت فى هذا الموضوع، كما يُعد تعريف مبادرة بودابست بالمجر – وهى من أول وأهم الأحداث فى موضوع الوصول الحر- وتعريف معهد المجتمع الحر : Open Society Instituteعام 2004م والذى ينص على أن الوصول الحر هو "الإتاحة الحرة على شبكة الانترنت العامة، والسماح للمستفيد أن يقرأ، ويُحمل Download، أو ينسخ، أو يوزع، أو يطبع، أو يبحث، أو أن يصل إلى النص الكامل للمقالات أو الأبحاث، أو أن يخضعها للتكشيف، أو إدخالها كبيانات إلى أى برنامج خاص، وأن يستخدم هذه النصوص بشكل قانونى دون عوائق مالية، أو قانونية، أو فنية، أو تكنولوجية غير تلك المتعلقة بشبكة الإنترنت ذاتها، وأيضاً ما يتعلق بإعادة التوزيع أو حقوق التأليف، لحماية حقوق المؤلفين الفكرية بذكرهم فى الأعمال كاستشهادات أو مصادر.(3) ولم تختلف وجهات نظر المؤلفين العرب الذين تناولوا موضوع الوصول الحر عن هذا التعريف – انظر على سبيل المثال محمد فتحى عبدالهادى.(4) وإن كان الشوابكة قد أضاف جملة إلى التعريف "بأن الوصول الحر أيضاً لابد أن يكون دون الحصول على إذن أو ترخيص مسبق".
هناك اتفاق تام على إنها نصوص ذات ملكية عامة، يُمكن التعامل معها مجاناً، ويُمكن الوصول إليها عن طريق محركات البحث بشبكة الإنترنت، وإنه لابد من الحفاظ على الحقوق الأدبية للمؤلفين والحقوق القانونية للناشرين.
2-الدوافع :
جاءت مسيرة وانتشار الوصول الحر للمعلومات كرد فعل مباشر للزيادة الحادة فى أسعار الدوريات العلمية الورقية بشكل خاص. وقد رصد "الزهرى" الزيادة فى أسعار الدوريات الورقية فى الولايات المتحدة الأمريكية بـ 227% منذ 1986 إلى 2002(6). وهى الفترة التى بدأت تشهد ظهور وانتشار، بل ورسوخ فيما بعد لمسيرة الوصول الحر. وقد ذكر "الزهرى" أن تلك الزيادة قد أدت إلى انخفاض حاد فى الاشتراك وتنمية مجموعات الدوريات بالمكتبات الأكاديمية والبحثية فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة البريطانية بنسبة تكاد تصل إلى 19%، وذلك رغم زيادة الميزانيات المخصصة للاشتراك بالدوريات بنسبة 68%، إلا أن هذه الزيادة كانت تذهب سدى بفعل متوسط نسبة الزيادة السنوية فى اشتراكات الدوريات، والتى بلغت 12% سنويا فى المتوسط بين عامى 1986 و2001.(7) يضاف أيضاً إلى التكاليف، تكلفة التجليد، والحفظ، والصيانة. ولا شك أن انتشار وتحسن الاتصالات بشبكة الانترنت، وتحسن وسائل وأساليب البحث عن طريق محركات البحث، قد ساعد بطبيعة الحال على الإتاحة على هذه الشبكة، وخاصة إتاحة النصوص الكاملة للبحوث العلمية وغيرها، كما سهلت البحث عنها والوصول إليها فى سرعة ودقة.(8) وقد ساعد على ذلك تطوير أساليب تكنولوجيا المعلومات، واللجوء إلى النشر الإلكترونى على نطاق واسع، أضف إلى ذلك أن الفجوة الزمنية ما بين التأليف، ووصول مصدر المعلومات إلى القارئ أو المستفيد بالطرق التقليدية قد اتسعت، بل وتجاوزت فى بعض الأحيان السنوات الثلاث. لذلك نجد أن هناك مجموعة من العوامل أدت إلى الشعور بالحاجة إلى نظام اتصال علمى جديد مختلف عن نظام الاتصال الحالى التقليدى، والذى يعانى من الاعتماد على الدوريات ذات الاشتراكات، وزيادة تكلفة تلك الدوريات بصفة مستمرة، وقلة ونقص ميزانيات المكتبات وخاصة فى الدول النامية، والفجوة الزمنية بين إعداد المقالات وظهورها منشورة، كل ذلك قد أدى إلى نشأة وتطور وانتشار الوصول الحر للمعلومات.
3-الانتشار والمزايا :
هناك اتفاق تام على أن ظهور الوصول الحر للمعلومات يرجع إلى منتصف العقد الأخير من القرن العشرين، ورغم أن الوصول الحر لم يتجاوز العقدين من عمره، إلا أن حجم المعلومات المتاح للوصول الحر يُعد حجماً هائلاً، ويرصد "سابر: Suber" فى تقريره السنوى الشامل للوصول الحر، التطورات المتلاحقة منذ عام 2004م للآن، وقد ذكر فى تقريره أن "DOAJ"قد أتاح وأضاف 486 دورية جديدة إلى رصيده من الدوريات، وبذلك تعدت حدود التغطية ثلاث آلاف دورية وصول حر، كما رصد أيضاً زيادة فى مستودعات الوصول الحر، حيث بلغت 199 مستودعاً، وقد بلغ متوسط الزيادة بها 1.4 مليون تسجيلة يومياً خلال العام 2007م.(9)
ذكر "سابر" فى تقريره للعام التالى 2008م، أن هناك 812 دورية وصول حر جديدة أضيفت إلى رصيد "DOAJ"، ليصل حدود التغطية به إلى 3812 دورية وصول حر. كما ذكر أن هناك 72 مستودعاً للوصول الحر جديدة، ليصل عددها إلى 281 مستودع وصول حر، منها 89 مستودعاً للوصول الحر بالدول النامية، وأن تلك المستودعات تتيح نحو 4.886 مليون تسجيلة، وتبلغ الزيادة اليومية نحو 2.2 مليون تسجيلة.(10) وقد تناول التقرير السنوى أيضاً مصادر المخصصات المالية التى تقدمها حكومات الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة البريطانية، وكندا، والدول الإسكندنافية، وألمانيا، واليابان، وكذلك المخصصات المالية التى تقدمها هيئات إقليمية مثل الإتحاد الأوربى، أو جامعات ومؤسسات أكاديمية مثل "جامعة لوند : Lund Univ." بالسويد من أجل دعم الوصول الحر للمعلومات.
تلعب الهند – كمثال للدول النامية من قارة آسيا – دوراً رائداً فى دعم حركة الوصول الحر، ففى عام 2007م كانت تتيح 105 دورية وصول حر، جاء تركيز معظمها على العلوم الطبية، والزراعية، والحاسبات، كما تتيح 34 مستودعاً للوصول الحر يضم 850 ألف تسجيلة، لمقالات وبحوث مؤتمرات، وتقارير معملية، ورسائل جامعية، وكتب، وبراءات اختراع، كما تم تشكيل اتحاد يضم ست من أكبر مراكز البحوث الهندية، للعمل على إتاحة بحوثهم للوصول الحر، وقد تم تخصيص ميزانية لهذا الاتحاد من أجل النشر العلمى، بلغت 10% من ميزانية البحث العلمى فى الهند، والتى تزيد عن 170 بليون روبية هندية سنوياً.(11)
إن انتشار الوصول الحر للمعلومات، لم يأت مصادفة، بل اعتمد على المزايا المتعددة للوصول الحر للمعرفة، وقد لخص "فتحى عبد الهادى" تلك المميزات فيما يلى :(12)
1- كسر احتكار الناشرين فيما يتعلق بتوزيع البحث العلمى، والوصول للمعلومات العلمية والتقنية.
2- يتيح للمؤلفين الاحتفاظ بحق النشر، والبث المتزايد لأعمالهم.
3- تسريع وتيرة البحث العلمى والتقنى.
4- تقوية الإنتاجية العلمية.
4- شروط ومعايير النشر للوصول الحر :
يبدو للكثيرين أن نشر المعلومات من أجل الوصول الحر يشمل كل ما يُقدم من إنتاج فكرى، ولكل مصادر المعلومات باختلاف أنواعها، ولأى كتابات، حتى لو كانت لا ترقى للنشر، وأن المعلومات المتاحة للوصول الحر لا تخضع للتحكيم. لكن الواقع يختلف إلى حدٍ كبير، حيث أن مفهوم الوصول الحر يتضمن التعامل Accessمع الإنتاج الفكرى دون عوائق ومجاناً، على أن تخضع مثلها مثل المعلومات التى يُدفع من أجل التعامل معها لنفس الشروط والمعايير . وقد قامت "تالر Taler" بحصر شروط ضم أو إضافة أى دورية إلى أدلة، أو مستودعات، أو أرشيفات الوصول الحر، وقد وجدت إنها تشترط ما يلى :(13)
1- أن تكون الدورية جارية.
2- قبول من يملك حقوق الملكية الفكرية اتاحتها مجاناً.
3- أن يكون لها هيئة تحرير معروفة.
كما ذهبت بعض الدراسات إلى أن أهم أسباب إضافة إحدى الدوريات إلى أدلة، أو مستودعات، أو أرشيفات الوصول الحر، ترجع إلى :(14)
1- قيمة وشهرة واستخدام الدورية.
2- الهيئة الصادرة عنها .
3- هيئة تحرير معروفة.
4- التحكيم.
5- التكشيف.
اتضح أن بعض الجامعات، ومراكز البحوث العلمية تتجه إلى إتاحة البحوث والدراسات، وغيرها من الإنتاج الفكرى الذى تقوم بتمويله، ويقوم بإعداده أحد المنتسبين إليها للوصول الحر، بعد تنازله عن حقوقه المادية للمؤسسة، وأن هذا الاتجاه سائد الآن، وهو يضمن معايير علمية مرتفعة للمعلومات ذات الوصول الحر.(15) وبالمثل فإن صدور دوريات من قبل جامعات ومراكز بحوث يضمن جودة وقيمة المعلومات لإنها أُعدت من قبل هيئات أكاديمية، ولها هيئة تحرير معروفة ومرموقة، وتم تحكيمها، ومراجعتها، وهذا يتم فى نحو 800 جامعة فى السويد، وهولندا، واستراليا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة البريطانية.(16)
وعلى الجانب الآخر، ومع الزيادة المطردة لقناعة الباحثين والمؤلفين والعلماء، والرغبة فى إتاحة إنتاجهم الفكرى للوصول الحر، وجد "بوعزة" أن هناك تزايداً فى رغبة المؤلفين العرب لإتاحة إنتاجهم الفكرى للوصول الحر، وأنهم يروا أن أفضل السبل لذلك أن تكون الإتاحة من خلال المؤسسات الأكاديمية التى يعمل بها كل منهم(17)، ولكن اتجاه آخر كان يلازم علماء الطب بصفة خاصة، وهو أن تبقى حقوق الملكية الفكرية للمؤلف إذا رغب فى استغلال ناتج بحوثه تجارياً بعد إتاحتها للوصول الحر.(18)
نستخلص مما سبق أن معايير الإتاحة للوصول الحر تقترب، إن لم تتطابق مع معايير النشر التقليدى، فهناك تنازل عن حقوق الملكية الفكرية، وهناك أيضاً ضرورة أن يكون العمل علمياً منهجياً محكماً يصدر عن مؤسسة أكاديمية، أو بحثية، أو مؤسسة معروفة، وأن تكون الرسائل الأكاديمية، وبحوث المؤتمرات حديثة. كما تجدر الإشارة إلى أن معظم الهيئات والمؤسسات التى تتيح وترعى مستودعات أو أرشيفات الوصول الحر، لا تتيح سوى الإنتاج الفكرى الصادر عنها فقط.
إن وضع أى معايير للمعلومات المتاحة للوصول الحر، قد تعود بنا إلى معايير خاصة بنظام الاتصال العلمى فى شكله التقليدى، الذى يعتمد على التحكيم، ثم قياس المردود، والتغطية فى الكشافات والمستخلصات المتخصصة، وكان الهجوم على حركة الوصول الحر للمعلومات عند نشأتها تستغل تلك العناصر الثلاث، وذلك من أجل أسباب تجارية معروفة لصالح قطاع النشر التجارى، حيث قدرت بعض المصادر أرباحه من مبيعات مقالات العلوم البحتة والتطبيقية بنحو 400 دولار للمقالة الواحدة المنشورة فى الدوريات العلمية المطبوعة.(19) كما أدى أيضاً التناقص الحاد فى اشتراكات الدوريات المطبوعة خلال الفترة من عام 2006 إلى 2008م إلى تزايد المخاوف لدى الناشرين التجاريين من استمرار ونجاح حركة الوصول الحر.(20)
ينبغى الاعتراف أيضاً أن حجم الإنتاج الفكرى المتاح للوصول الحر حتى سنوات قليلة مضت، كان ينقصه تلك المعايير الثلاث بدرجة كبيرة، حيث قدرت إحدى الإحصائيات أن حجم المعلومات المتاحة للوصول الحر والتى خضعت للتحكيم عام 2000م بلغ نحو 5% فقط مما هو متاح فعلا.(21)
كما أشارت دراسة أخرى لدوريات المكتبات والمعلومات ذات الوصول الحر، أن نسبة تغطية تلك الدوريات فى الكشافات ونشرات المستخلصات الرئيسية المتخصصة، كانت منخفضة إلى حدٍ كبير، وقد بلغ تكشيفها فى قاعدة البيانات LISTA23%، وفى الـ Library Literature10%، وقد بلغت فى نشرة مستخلصات LISAنحو 6% فقط.(22) كما أشارت معظم الدراسات فى المجال إلى أنه حتى عام 2005م، كان قياس المردود Impact Factorلمقالات دوريات الوصول الحر، أقل من تلك المطبوعة، ولم يبدأ معهد المعلومات العلمية، وهو الجهة الرائدة فى إعداد قياس المردود بالاهتمام بمقالات دوريات الوصول الحر إلا مع نهايات عام 2004م(23).
شهدت حركة الوصول الحر تغييراً جذرياً من عام 2006م، حيث بلغت نسبة المقالات، والبحوث التى خضعت للتحكيم فى مستودعات الوصول الحر نحو 47% من إجمالى المقالات المنشورة خلال هذا العام فى دول شمال وغرب أوربا.(24) كما بدأ معهد المعلومات العلمية فى الاهتمام بحصر مردود مقالات دوريات الوصول الحر، حيث قام فى هذا العام بحساب مردود مقالات 239 دورية وصول حر كاملة. تبين أيضاً أن حجم الاستشهادات بدوريات الوصول الحر بلغ فى المتوسط 7.03 استشهاد للمقالة الواحدة، بينما كان 2.74 استشهاداً فقط بالدوريات المطبوعة، ويرجع ذلك إلى انتشار، وكثافة استخدام دوريات الوصول الحر.(25)
بناءً على ذلك يُمكن القول بأن المخاوف من افتقاد المعلومات المتاحة للوصول الحر لمعايير الجودة، قد قلت حدتها، إن لم تكن قد انتهت فى السنوات الأخيرة وخاصة بعد عام 2006م. وقد أدى ذلك إلى استجابة سريعة من قطاع النشر التجارى، تبلور فى سماح "السفير Elsevier" ، وهو أكبر ناشر تجارى للدوريات العلمية للمؤلفين بوضع مقالاتهم التى تُنشر فى دوريات يُصدرها، على صفحاتهم الشخصية على شبكة الانترنت.(26) كما قررت شركات النشر "ويلى – بلاكويل" بعد اندماجهما إصدار 300 دورية للوصول الحر بشكل كامل.(27)
كما كان لظهور أول جمعية للناشرين الأكاديميين العاملين فى مجال الوصول الحر "Open Access Scholarly Publishers Association"دوراً حيوياً وهاماً فى الولايات المتحدة الأمريكية، وغرب أوربا، من أجل دعم حركة الوصول الحر، والتنسيق بين الهيئات التجارية وغير التجارية فى هذا المجال، وفى جلب التبرعات، والمنح، والمخصصات المالية من أجل دعم حركة الوصول الحر .(28)
5- المسارات المستقبلية :
أن عقدين من الزمن غير الكافية للحكم على مسيرة اتجاه، أو موضوع جديد، أو حتى محاولة القضاء على العقبات التى تصادفه، ومع ذلك يوجد شبه إجماع فى الإنتاج الفكرى المتخصص – الذى استطاعت الباحثة الوصول إليه – على أن هناك قضايا مطروحة، سوف تحدد مسارات حركة الوصول الحر المستقبلية، ومن أبرز تلك القضايا، مايلى :
أولاً: رغم الجدل حول قيمة، وحداثة، ونقص التمويل لمشروعات الوصول الحر، إلا أن حجم المعلومات المتاحة للوصول الحر، سوف يتزايد ويتنوع، ولعل الإحصائيات التى وردت فى السطور السابقة توضح ذلك. كما أن الزيادة السنوية لحجم المعلومات المتاحة للوصول الحر هائلة – انظر التقارير السنوية التى يعدها "بيتر سابر" (29). وترجع تلك الزيادة إلى مجموعة من الأسباب هى:
أ- إن إقتناع الباحثين الأكاديميين بأهمية النشر من خلال حركة الوصول الحر، قد أدى إلى تزايد أعدادهم من 13% عام 2000م إلى 66% عام 2004(30)، وبالتالى فإن هناك زيادة فى أعمالهم المنشورة، وبشكل خاص بعد إعتراف الجامعات بالمواد المنشورة إلكترونياً، وذات الوصول الحر كانتاج علمى مقبول فى ترقيات أعضاء هيئة التدريس، وقد لاحظ ذلك كل من "بوعزة"(31)، و"الشوابكة"(32) من خلال دراسة كل منهم لاتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو الوصول الحر فى كل من جامعتى السلطان قابوس، والإمارات.
ب- المعرفة المتاحة للوصول الحر، لن تقتصر – كما بدأت – على الدوريات، ومحتوياتها من المقالات، بل إن الإتاحة للوصول الحر سوف تصبح أيضاً للأفلام، والتسجيلات الصوتية، والرسائل الجامعية، والمصادر المرجعية، والكتب التى أصبحت تنافس مقالات الدوريات من حيث أعدادها المتاحة للوصول الحر(33).
ج- أدت المشكلات الاقتصادية، وتأثيرها على المكتبات ومراكز المعلومات، وعلى المستفيدين من مرافق المعلومات المختلفة، إلى ضرورة ظهور نظام جديد يعتمد على تقديم خدمات المعلومات دون مقابل مادى.
د- سوف يؤدى التحسن المطرد فى وسائل وأساليب التكشيف الآلى، ومحركات البحث، وأدلة البحث على شبكة الانترنت، إلى إتاحة المزيد من مستودعات الوصول الحر، وسهولة وسرعة التعامل معها.
هـ - سوف يكون هناك حرص دائم من جانب الدول النامية والفقيرة على الحصول على المعرفة دون أن تقف قلة مواردها، أو عجزها المالى فى سبيل ذلك، حيث أن الوصول الحر للمعلومات يُعد دعم قوى لها.
و- ظهور مؤسسات بحثية، وباحثين، ووسائل نشر علمى متعددة فى كثير من الدول النامية، وقد أصبحت المعرفة التى تنتجها ذات قيمة علمية عالية. كما اتجهت تلك المؤسسات إلى إتاحة هذه المعرفة من خلال وسائل الوصول الحر فى كل من اليابان، وماليزيا، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا... وغيرها – ولعل أبرز مثال على ذلك أدلة دوريات الوصول الحر LivRe، وOpen J-Gateونتناولهما بالدراسة بالجزء التالى.
ثانياً: تُعد قضية حقوق الملكية الفكرية، من أشد معوقات الوصول الحر، وبشكل خاص بعد حكم المحكمة العليا بإحدى الولايات الأمريكية، بأن الوصول الحر للمعلومات يتعارض مع حقوق التأليف والملكية الفكرية، وقد تم تصعيد الموضوع للمحكمة الفيدرالية العليا بالولايات المتحدة الأمريكية.(34) كما يوجد جدل واسع الآن حول مشروع شركة "جوجل" وهو "كتب الوصول الحر"، حيث رفض بعض المؤلفين هذا المشروع، بل واقاموا دعاوى قضائية ضد الشركة. وقد اتخذ التعامل مع قضية حقوق الملكية الفكرية عدة اتجاهات، أولها حرص الجامعات والجمعيات العلمية على مرور فترة زمنية كافية تُسقط حق التأليف للمواد المراد إتاحتها للوصول الحر(35). وكذلك الحرص على إتاحة المواد التى تملك كافة حقوق الملكية الفكرية لها، كما كان هناك اتجاه لإعداد تراخيص شاملة تمنح حق الوصول الحر للمعلومات، ولعل أهمها "ترخيص المنفعة العامة للابتكارات أو للإبداع الفكرى(36): Creative Common legal Code : CC licence" وهو ترخيص يسمح بإتاحة العمل الفكرى للوصول الحر، على أن يُذكر المصدر فى حالة النقل، أو الاقتباس، أو النسخ، ولمدة محددة، ويقوم بالتوقيع عليه كل من المؤلف والناشر عند إتاحة العمل للوصول الحر. هناك أيضاً مبادرة قام بها بعض العلماء الحاصلين على جوائز نوبل فى العلوم والطب لإتاحة أعمالهم الفكرية للوصول الحر، بعد اقتراح وثيقة قانونية تتيح المنفعة العامة والمعروفة بـ "Public Domains Licence 1.0"(37). وجدير بالذكر أن دليل دوريات الوصول الحر DOAJيُعد نوعاً من التراخيص منذ عام 2007م تُوقع من جانب إدارة الدليل، والناشرين، والمؤلفين من أجل السماح بالاستخدام الحر والعادل لمحتويات الدوريات والنصوص الكاملة لمقالاتها.(38)
ثالثاً: اعتمد تمويل حركة الوصول الحر للمعلومات، منذ نشأتها على المنح، والتبرعات، والهبات، ولكن سرعان ما تبين أن هذا المصدر غير كاف، سواء للإنفاق على التحويل من الشكل الورقى إلى الإلكترونى، أو لصيانة وإتاحة مستودعات الوصول الحر، أو لدفع رسوم حقوق التأليف والملكية الفكرية فى بعض الأحيان. اتبعت المؤسسات والجامعات التى تتيح مستودعات وصول حر، من أجل استمرارها وصيانتها عدة وسائل أهمها :
أ- أن يدفع المؤلف مبلغ زهيد نظير كل بحث يريد إتاحته للوصول الحر، لأنه يضمن بذلك انتشاره.(39)
ب- أن تُشارك المكتبات ومراكز المعلومات بجزء من تكلفة التزويد التى توفرها بالاعتماد على الوصول الحر، كدعم للمؤسسات الراعية لحركة الوصول الحر، خاصة وإن تكلفة الدورية المتاحة على شبكة الانترنت لا تزيد عن 25% من تكلفة الدوريات المطبوعة وهى تتمثل فى تكلفة الاتصالات وتقديم الخدمة(40).
ج- تخصيص جزء من ميزانيات المؤسسات – جامعات ومراكز بحوث وغيرها – المخصصة للنشر العلمى من أجل دعم حركة الوصول الحر، وهذا ما تحققه التجربة الهندية كما سبق ذكره(41). كما توجد تجربة بريطانية، حيث قامت شركات الأدوية بدعم إتاحة البحوث للوصول الحر.(42)
د- الدعم المالى من جانب المنظمات الدولية والإقليمية، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو اعتماد 7.5 مليون يورو من مجلس البحوث الأوربى التابع للاتحاد الأوربى من أجل دعم إتاحة البحوث التى تنشرها الجامعات، ومراكز البحوث، والمؤسسات الأكاديمية العلمية فى 15 دولة أوربية للوصول الحر.(43)
هـ - إتخاذ قرارات وإجراءات تُلزم المؤسسات الأكاديمية ومنتسبيها باتاحة بحوثهم للوصول الحر، ولعل من أبرز أمثلة ذلك، قرار اتحاد الجامعات الأوربية – والذى يضم أكثر من 700 جامعة أوربية – بإلزام أعضاؤه بنشر وإتاحة بحوثهم للوصول الحر. كما كان هناك قرار اتخذه المعهد القومى للصحة : U.S. National Institutes of Healthبإتاحة كل البحوث التى تصدر عنه – نحو 80 ألف بحث سنوياً – للوصول الحر لمساعدة الباحثين وبشكل خاص الباحثين فى الدول النامية.(44)
رابعاً: سبق أن ذكرنا أن من أشد السلبيات التى توجه إلى دوريات الوصول الحر، هو عدم تحكيم معظمها، وعدم حصر المردود Impactالخاص بها، وعدم تغطيتها فى الكشافات ونشرات المستخلصات، وقد أدى ذلك إلى إحجام كثير من المؤلفين والباحثين عن إتاحة إنتاجهم الفكرى من خلال الوصول الحر، وإنه اعتباراً من 2006م بدأت زيادة اهتمام معهد المعلومات العلمية تتبع مردود دوريات الوصول الحر، كما بدأ تحسن ملموس فى إتجاهات الباحثين لإتاحة إنتاجهم للوصول الحر، وأيضا تتبع خدمات التكشيف والاستخلاص المتخصصة لهذا الإنتاج المتاح للوصول الحر.
أما فيما يتعلق بالتحكيم، فهناك إجماع على أن تحكيم كل المواد المتاحة للوصول الحر، أمر من الصعب جدا تحقيقه ، ويرجع ذلك إلى عنصر التكاليف، وهى نفس المشكلة التى تواجه الدوريات المطبوعة والإلكترونية ذات الاشتراكات. والآن هناك كثير من الآراء ترى أن المعلومات المتاحة للوصول الحر، قد أوجدت معها وسيلة وأساليب جديدة أدت إلى سهولة التحكيم، كما أدت إلى دقته وسرعته، وذلك لأنها تضمن إرسال النصوص مباشرة على الخط المباشر onlineإلى أكبر عدد من المحكمين فى وقت واحد، وبأسرع شكل، كما يُمكن تلقى الآراء بنفس الوسيلة، بل فى بعض الحالات تكون هناك فرصة لتعليق بعض القراء، وبذلك يُصبح هناك ما يُمكن أن نطلق عليه التحكيم المفتوح.(45) ومن جانب آخر، فإذا كانت مشكلة تكلفة التحكيم مشتركة بين الدوريات التى يُدفع نظير الاشتراك فيها ودوريات الوصول الحر، فإن الإحصائيات تثبت إنه خلال عام 2006م قد نُشرت نحو1.350 مليون مقالة فى العالم، وأمراً طبيعياً أن تحكيم كل هذا العدد من المقالات يُعد أمراً غير عملياً.(46)
وجدير بالذكر أن بعض كبار العلماء ممن يسند إليهم تحكيم البحوث العلمية يتجه حاليا لرفض تحكيم البحوث إلا إذا كانت تتاح للوصول الحر تشجيعاً منهم ودعم لحركة الوصول الحر للمعلومات.(47)
الدراسة التقييمية المقارنة :
أولاً : DOAJ:
تقع مسئولية إعداد، واستضافة، وصيانة DOAJعلى عاتق مكتب مدير مكتبات جامعة لوند Lund Universityبالسويد، وهى واحدة من أقدم وأكبر مكتبات البحث فى السويد مهمتها الأساسية هى دعم البحث والتعليم بالجامعة بواسطة تمهيد طرق الوصول للمعلومات، كما تقوم بدوراً مركزياً فى توزيع وحفظ، وتداول مصادر المعلومات. وقد أوصى مجلس جامعة لوند فى نوفمبر 2005م، بضرورة قيام الباحثين فى "جامعة لوند" بنشر أعمالهم فى دوريات تتاح مجاناً للقراء كلما كان ذلك ممكناً.(48)
وعلى المستويين القومى والدولى، كانت "جامعة لوند" فى مقدمة النشر العلمى لمصادر معلومات الوصول الحر، حيث قامت بإعداد وإتاحة دليل دوريات الوصول الحر : Directory of Open Access Journal : DOAJعلى الانترنت عام 2002م بهدف زيادة الوصول إلى، واستخدام دوريات الوصول الحر العلمية والأكاديمية، من أجل زيادة استخدام وتأثير تلك الدوريات، وقد تلقت فى سبيل ذلك تمويلا من هيئات متعددة هى : (49)
Open Society Institute : www.osi-hu/infoprogram.
SPARC : www.orl.org/sparc/
SPARC Eruope : www.sparceurope.org/
BIBSAM: www. Kb.se/bibsam/
Axiell: www.axiell.se/
يُغطى "DOAJ"دوريات الوصول الحر المتخصصة فى مجالات المعرفة البشرية – الإنسانيات، والعلوم الاجتماعية، والعلوم والتكنولوجيا- بلغات متعددة، والصادرة فى أنحاء العالم من خلال جهات أكاديمية، أو حكومية، أو تجارية لا تهدف إلى الربح، طالما كانت الدورية تحمل "الترقيم الدولى الموحد للدوريات :International Standard Serial Number : ISSN" كما يراعى الدليل أن يكون محتوى الدوريات متاح كاملاً للوصول الحر دون تأخير، أو وجود فترة حظر، وأن تكون دوريات محكمة، أولها هيئة تحرير قوية. وعلى الرغم من إتاحة "DOAJ"منذ عام 2002م، إلا أن مجال التغطية للدليل يتسع ليشمل عناوين دوريات الوصول الحر منذ إتاحتها على شبكة الانترنت. الدليل يغطى 4459 دورية من دوريات الوصول الحر، منها 93 دورية فى مجال المكتبات والمعلومات، إلا أنه تم استبعاد 3 دوريات لتغير عناوينها، وهى :
Bulletin of the Medical Library Association والتى تغير عنوانها إلى Journal of the Medical Library Associationوأيضا Journal of Southern Academic and Special Librarianshipوالتى تغير عنوانها إلى E-JASL : The Electronic Journal of Academic and Special librarianshipوأيضاً دورية : GMS Medizin-Bibliotek information، لتصبح تغطية دليل دوريات الوصول الحر "DOAJ"90 دورية فقط(*).
ثانيا : Liv Re:
يُتيح مركز معلومات الطاقة Nuclear Information centerالتابع لوكالة الطاقة النووية القومية للبرازيل : Brazilian National Nuclear Energy Commissionدليل دوريات الوصول الحر، والمعروف بعنوان LivReعلى شبكة الانترنت، من أجل تحديد وتيسير الوصول للدوريات، والمجلات والنشرات العلمية... وغيرها، سواء أكان الوصول الحر لكل عناوين الدوريات بكافة أعدادها، أو من خلال اشتراك يتطلب تسجيل اسم المستفيد، أو سواء كان الوصول الحر للدوريات كاملة، أو لبعض أعدادها، أو لبعض المقالات عقب فترة حظر، أو مباشرة فور النشر. وكالة الطاقة القومية البرازيلية، هى المسئولة عن توجيه البرنامج النووى البرازيلى، والتخطيط له، والرقابة والإشراف على البرنامج، ودعم البحث العلمى، وقد أُنشئت الوكالة فى أكتوبر 1959م تحت الإشراف والدعم المباشر لوزارة العلوم والتكنولوجيا البرازيلية.(50)
يتيح "LivRe"دوريات الوصول الحر المتخصصة فى مجالات المعرفة البشرية المختلفة، والصادرة فى أنحاء العالم، بلغات متعددة، بلغت 3572 دورية، منها 88 دورية فى مجال المكتبات والمعلومات، منذ اتاحتها على شبكة الانترنت، وقد كان التركيز على دوريات علم المعلومات. تم استبعاد Bulletin of the Medical Library Associationلتغير عنوانها، ليصبح دليل دوريات الوصول الحر "LivRe"يتيح 87 دورية فى مجال المكتبات والمعلومات.(*)
ثالثاً : Open J-Gate:
دليل بدوريات الوصول الحر، وقد تمت إتاحته على شبكة الانترنت فى فبراير 2006 بواسطة شركة "انفورماتكس : Informatics" ذات المسئولية المحدودة بالهند، وقد تأسست تلك الشركة منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، برؤية خاصة هى ضرورة تمهيد الطريق للمعلومات الإلكترونية فى الهند، ووضع المحتوى البحثى الأكاديمى فى بؤرة الاهتمام، ولعل من أهم أعمالها فى هذا المجال:(51)
- J-Gate: وهو دليل بالدوريات الإلكترونية الأكاديمية والمهنية، ويُغطى أكثر من 15.500 دورية إلكترونية أكاديمية، ويُكشف أكثر من 1.5 مليون مقالة سنوياً، مع توفير روابط من أجل الوصول للنص الكامل للمقالات.
- Open j-Gate: وهو الدليل الذى نحن بصدد دراسته، ويُغطى الدوريات الإلكترونية مع روابط للوصول للدوريات من أجل تيسير ودفع حركة الوصول الحر.
- IBID: وهى قاعدة بيانات Indian Business Insight Data Baseوهى تُقدم معلومات تطور الصناعة وقطاع الأعمال والتجارة وتغيراتها السريعة والمتلاحقة بالهند.
يتفق أيضا "Open J-Gate"مع الدليلين السابقين فى تغطية دوريات الوصول الحر الصادرة فى أنحاء العالم، بلغات متعددة، فى مختلف فروع المعرفة البشرية، وهو يُغطى 5331 دورية وصول حر، منها 67 دورية فى مجال المكتبات والمعلومات(*)، منذ إتاحتها على شبكة الانترنت.
وبذلك نجد أن أدلة دوريات الوصول الحر الثلاث "DOAJ"و "LviRe"، و "Open J-Gate"، قد اشتركت فى المجال الموضوعى بتغطية موضوعات مجالات المعرفة البشرية كافة، وفى المجال اللغوى بتغطية دوريات الوصول الحر بلغات متعددة، وفى المجال الجغرافى حيث قامت بتغطية دوريات الوصول الحر المتاحة على شبكة الإنترنت من كل دول العالم، والجدول التالى رقم (1) يوضح عدد دوريات الوصول الحر التى يغطيها كل دليل، وعدد دوريات المكتبات والمعلومات التى يضمها كل دليل ونسبتها إلى مجموع ما يضم من دوريات وصول حر.
جدول رقم (1) دوريات الوصول الحر بالأدلة
DOAJو LivReو Open J-Gate
الرقم المسلسل |
عنوان الدليل |
الدوريات المتاحة |
دوريات المكتبات والمعلومات |
|
العدد |
% |
|||
1 2 3 |
DOAJ LivRe Open J-Gate |
4459 3572 5331 |
90 87 67 |
2.0 2.4 1.2 |
يتضح من الجدول السابق رقم (1) دوريات الوصول الحر بالأدلة الثلاث أن "LivRe"هو أقلها تغطية لدوريات الوصول الحر بوجه عام إلا أنه أكثرها تغطية لدوريات المكتبات والمعلومات ذات الوصول الحر بالنسبة لعدد ما يضم من دوريات، حيث يغطى 87 دورية بنسبة 2.4% من مجموع مايضم من دوريات وصول حر، بينما يُغطى "DOAJ"90 دورية بنسبة 2.0% من مجموع ما يضم من دوريات وصول حر، يليهما "Open J-Gate"حيث يُغطى 67 دورية فى مجال المكتبات والمعلومات، بلغت نسبتها إلى مجموع ما يضم من دوريات الوصول الحر نحو 1.2%.
يوضح الجدول رقم (2) دوريات المكتبات والمعلومات المتاحة بأدلة دوريات الوصول الحر الثلاث "DOAJ"، و "LivRe"، و "Open J-Gate"كما يوضح مدى تكرار إتاحتها بالأدلة الثلاث، ومدى توفر تحكيم القرناء لكل دورية، ومدى تحليل محتوياتها فى قاعدة بيانات : “Library, Information Science and Technology Abstracts : LISTAوهى قاعدة بيانات تقدم مستخلصات لمحتويات اكثر من 600 دورية فى مجال المكتبات، والتصنيف، والفهرسة، واسترجاع المعلومات على الخط المباشر، وإدارة المعلومات،... وغيرها. وترجع تغطية قاعدة البيانات LISTAإلى منتصف الستينيات، وهى تتاح من خلال EBSCOمع النص الكامل لنحو 160 دورية للمشتركين فى خدماته الببليوجرافية، حيث يقدم LISTAمجانا للمشتركين، ويتيحها مجانا للجميع دون النص الكامل على : http://www.libraryresearch.com(52)كما يتضح أيضا من جدول رقم (2) مدى حصول تلك الدوريات على ترخيص المنفعة العامة للإبداع الفكرى Creative Commons legal code : CC licences.
هذا وقد تم تتبع وفحص دوريات المكتبات والمعلومات ذات الوصول الحر المتاحة بالأدلة الثلاث، والتى ضمها الجدول مع مراعاة ما يلى :
1- أن يكون الحصر لدوريات الوصول الحر فى مجال المكتبات والمعلومات المتاحة بالأدلة الثلاث كاملا، دون الإقتصار على اللغة الإنجليزية، ويرجع ذلك لتوفر خدمة ترجمة الصفحات المتاحة على شبكة الانترنت من خلال برامج الترجمة المتعددة لكل اللغات، بمعنى أن اللغات غير المقرؤة للباحث لم تعد مشكلة، ولم تعدُ هناك عوائق لغوية تفرض استبعاد تلك التى بغير الإنجليزية حين تكون هامة للباحث.
2- تم فحص الدوريات ذاتها المتاحة على الانترنت للوقوف على مدى توفر سياسات تحكيم القرناء، وأيضا الحصول على تراخيص المنفعة العامة للإبداع الفكرى.
3- تمت مضاهاة قائمة الدوريات المتاحة من خلال الأدلة الثلاث، بقائمة الدوريات المكشفة فى قاعدة البيانات LISTAللوقوف على تلك المكشفة بها.
4- تم الاعتماد أيضاً على المعلومات التى تقدمها قاعدة البيانات "LISTA"، ودليل دوريات الوصول الحر "DOAJ"و "LivRe"و "Open J-Gate"حين تتوفر عن الدوريات، بالإضافة إلى فحص الدوريات ذاتها كما سبق أن ذكرنا.
جدول رقم (2) دوريات المكتبات والمعلومات بأدلة دوريات الوصول الحر الثلاث ومدى تكرارها، وتحكيمها، وتكشيفها، وتراخيص المنفعة العامة للإبداع الفكرى
ساحة النقاش