رِحْلَةُ الحَجِّ
__________
مَرَّ الحَجِيجُ فَقَلْبِي كَادَ يَنْفَطِرُ
شَوقاً إِلَى المُصْطَفَى ، مَنْ ذِكْرُهُ عَطِرُ
وَاسْتَعْبَرتْ مُقْلَتِي وَاسْتُنْفِرتْ مُهَجٌ
حَتَّى كَأنِّي بِبَيتِ الله ِ أَعْتَمِرُ
فَخِلتَنِي بِ" الصَّفَا " أَسْعَى كَمُبْتَهِلٍ
رُحْمَاكَ رَبّي فَإنِّي مَسَّني ضَرَرُ
والنَّاسُ شُعْثٌ وَغُبرٌ زَادَ وِحْدَتَهُمْ
لَبْيَكَ لَبْيَكَ ، مِنْ روعاتِها سَكَرُوا
فَأيْقظتني يَدٌ مِنْ جَارِنَا ربتتْ
بِكُلِّ رِفْقٍ يَقُولُ : فَاتنَا السَّفَرُ
وَزَادَني حَسْرَةً " هَلًّا لَحِقْتَ بِهِمْ "
يَقُولُهَا هَازِيءٌ مَاهَزَّهُ الخَبَرُ
تُجِيْبُهُ شَهْقَةٌ مِنِّي فتَخْنُقَنِي
وَهلْ يُجَازُ لَنَا يُسْتَتْبَعُ الأَثَرُ ؟!
وَكِدْتُ أُصْرَعُ بَيْنَ اليَأسِ وَالنَدَمِ
فَنَامَ جِسْمِي ؛ وَعَقْلِي هَدَّهُ الخَوَرُ
وَكَانَ نَبْضِي بِذكْرِ الَّلهِ مُتَّصِلاً
فَزَارَنِي قَمَرٌ مَامثْلُهُ قَمَرُ
فآسى مِنِّي آلَاماً كُنْتُ أَكْتُمَها
واجتث مِنِّي هُمُوماً فَانْتَهَى الخَطَرُ
وَقَالَ تُبْ واسْتَقِمْ واعْمَلْ لِآخِرَتَكْ
تَلْق الذُّنُوبَ مُحَتْ ، تُسْتَبْدَلُ الصُّوَرُ
يَارِحْلَةَ الحَجِّ بِتِّ أَغْلَى أُمْنِيَةٍ
أعزُّ شَيءٍ بِهِ قَدْ يُخْتَمُ العُمُرُ
______________
شعر: عبدالله بغدادي