(سؤال جَوَابِهِ عِنْد درويش)
✍/جبر مَشْرِقَي ▪
_________________________
كَيْف . . .
لِي أن
أتجلى
قَارِئًا كَتْبِي ؟ ؟
أو
عازفا حرفي
عَلَى جيتار الْأَدَب ؟ ؟
أو
كيف
أَنْ أَسِير آمَنَّا ؟ ؟
وَهُنَاك طِفْل خَانَه المركب
وعاطش
أَوْهَام السَّرَاب تلوكه
وَالصَّدَى منحوت
عَلَى أَفْوَاه القربِ
وخلف
السّد وَبَاب والدي
أَلْف قَصِيدَة لَمْ تكتب
وَكَيْفَ لي
أَن أَمْدَح موطني ؟ ؟
وَفِي شوارعه تَزَنْدَق لأجنبي
كيف
وَنَحْنُ فِي حَرْبِ
حَقِيرٍ قَبِيحٍ كَوَجْه السَّبْي ؟ ؟
مظلم
موحش
سنواته عجاف
لَا دَيْنٌ بِهِ وَلَا أَخْلَاق (نبي )
به
أَلَم وثكل
وَحَزِن موجع
هَد حُشَاشَتِي وَأَبْكَى (أبي )
رماني
بِكُلّ رزية
وَكُلّ فاقة
وَمدَّ يديه
لِيَسْرِق فَرَحُة كُلِّ صبي
عيناك
ياموطني
زنبقتان ساحرتان
رِيَاح سحرهما يَلْعَب بي
فمن
ياترى
رَمَدٌ أجْفَانُهَا ؟
وأسكب فِيهِمَا السُّلّ والجربِ
شفتاك
كانت
لقلبي
خمرة
لَمْ تُوجَدْ فِي الزَّيْتُون والعنبِ
لكنك
اليوم
فِي خَمْس دامية
جرمية ، بركنت يمك اللجبي
غرست
فِي فيك
أَلْف رزية
وأشعلت فَتِيل النَّار والحطبِ
سرقت
مفردات
الأَبَجَدِيَّة ونبضها
وإستوحشت
كُلِّ قَوْلٌ قَالَه (ابن عربي)
ياموطنا
نَامَت الأعراب
عَن أمجاده
ونفاقا
لَحَنْت الْأَشْعَار والخطبِ
اغتسلوا
فِي آبَارِ النَّفْط علنا
وَنَامُوا عَلَى لُجَيْن السَّعَادَة والذهبِ
وطفلي
الْجُوع مَزَّق عمره
(والكوليرا) تَخيط نَبْضِه المتعبَ
(وأمي )
فِي دَهَالِيز الْحُزْن نائمة
خَاوِيَة السَّاقَيْن ثَكْلَى تنتحبُ
وعيناي
كنهرين
تَدَفَّق دمعها
لَا تَفَرَّق مابين صُبْح ومغربِ
والناعسات
جمالهن
صَار موجوعا
فتمقصلة أُنُوثَة كُلّ ظبي
وجذع
نخلتي
بَات مريضا
خَاوِيًا لَم يمدد لَنَا تَمْرًا ورطباً
(وشاتي )
نَفَخ الريح
تُرْبَة بعينها
فَلَمْ تَجِد ما اعتادت عَلَيْهِ مِنْ عشب
فمتى
سنعلن
ثورة
مِنْ الغضب
قَائِلُون : لِلْحَرْب الْخَسِيسَة فالتذهب
وذات
يوم
سأسأل
(درويش الْقَصِيدَة )
مَتَى سيسجلني التَّارِيخ إني( عَرَبِيٌّ ؟ ؟ )▪
_________________________
✍/ جَبْر مَشْرِقَي ▪