ثالثا: الحرب العالمية الثانية:
رغم الجهود التى بذلت من أجل صيانة السلام فى العشرينات مثل إنشاء عصبة الأمم التى دعا إليها الرئيس الأمريكى ويلسون فى عام 1919 لكى تكون مؤسسة تحل الدول من خلالها خلافاتها بالطرق السلمية، إلا إن هذه الجهود لم تحل دون اندلاع الحرب العالمية الثانية فى عام 1939 . إذ كانت فترة الثلاثينات هى فترة انتشار الأفكار القومية والشمولية المتطرفة مثل الفاشية التى ظهرت فى أعقاب وصول موسولينى إلى السلطة فى إيطاليا عام 1922 .
وتبنى هتلر ـ زعيم الحزب القومى الاشتراكى الألمانى (النازي) ـ صيغة عنصرية من الفاشية تقول بتفوق الجنس الآرى على بقية الأجناس، وتعهد بالقضاء على الظلم الذى تعرضت له ألمانيا فى فرساي . وساهم الكساد العظيم فى أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات فى وصول هتلر إلى السلطة فى ألمانيا عبر الانتخابات عام 1933 .
وبدا هتلر فى بناء قوة جوية، وفرض التجنيد من جديد، وحارب إلى جانب اليمين فى الحرب الأهلية الأسبانية (1936ـ1939)، مما قربه من موسولينى الذى كان يحارب إلى جانب اليمين هو الآخر .
ووقعت فى الفترة من 1936 إلى 1940 عدد من المعاهدات بين ألمانيا وإيطاليا (التى كانت تسعى إلى بناء إمبراطورية) واليابان (التى كانت تقودها حكومة عسكرية شمولية تسعى إلى التوسع الإقليمي)، ومهدت هذه المعاهدات لقيام محور (برلين ـ روما ـ طوكيو) .
وبدأ هتلر فى القيام ببعض التحركات التوسعية فى أوروبا، فضم النمسا عام 1938، وسكتت بريطانيا وفرنسا التى أرعبتها قوة ألمانية المتزايدة .
وفى سبتمبر عام 1938 هدد هتلر بالحرب لضم إقليم السوديت، وهى منطقة حدودية غربية تقع فى تشيكوسلوفاكيا ويقطنها 3 . 5 مليون ألماني . وسارع رئيس الوزراء البريطانى تشمبرلين إلى عقد محادثات مع هتلر تمخضت فى النهاية عما صار يعرف بـ معاهدة ميونخ ، والتى وافقت تشيكوسلوفاكيا بمقتضاها على التخلى عن السوديت مقابل ألا يطالب هتلر بالمزيد من أراضيها .
واعتقد تشمبرلين انه حقق السلام، ولكن بعد ستة اشهر قام هتلر بالاستيلاء على بقية الأراضى التشيكية . وانزعجت بريطانيا من هذا التصرف ومن تهديد هتلر بالاستيلاء على بولندا، وبالتالى تعهدت بالدفاع عنها .
وقبل أن يخوض هتلر الحرب قام بتوقيع اتفاقية عدم اعتداء مع ستالين زعيم الاتحاد السوفيتي، لكى لا يضطر إلى الحرب على جبهتين كما حدث فى الحرب الأولي .
وعندما قام هتلر بمهاجمة بولندا اندلعت الحرب العالمية الثانية، فقامت ألمانيا بالهجوم على بلجيكا والنرويج . وقام الجيش الألمانى فى ربيع 1940 بالالتفاف حول الدفاعات الفرنسية التى تمركزت حول خط ماجينو فى خطة بارعة تضمنت الهجوم عبر غابات الاردين التى لم يكن الفرنسيون يتوقعون الهجوم عن طريقها .
وفى يونيو عام 1940 سعى الجنرال الفرنسى فيليب بيتان، وهو من أبطال الحرب العالمية الأولى وقد صار رئيسا للوزراء، إلى عقد هدنة مع هتلر، ووقعت الهدنة فى 25 يونيو عام 1940 بناء على شروط أعطت ألمانيا السيطرة على شمال شرق فرنسا وعلى الساحل الأطلنطي. وكون بيتان مجلسا للوزراء كان مركزه فيشى فى الجنوب الشرقى غير المحتل . وقد صار يشار إلى حكومة فيشى باعتبارها حكومة عميلة أثرت الاستسلام والخنوع على مقاومة الغازي .
واتسعت رقعة الحرب العالمية الثانية، فشملت العالم كله تقريبا. فكانت هناك المعارك فى شمال أفريقيا وأهمها معركة العلمين التى شهدت هزيمة قوات المحور على يد الحلفاء .
وقام هتلر بارتكاب خطأ قاتل بالهجوم على الاتحاد السوفيتى فى عام 1941، بعد إن فقد الأمل فى القضاء على بريطانيا وخسر المعركة الجوية معها . ولم يستطع هتلر هزيمة السوفييت بسهولة كما توقع، وإنما كان هذا الهجوم بداية لنهاية السيطرة الألمانية .
وأعلنت اليابان، التى كانت تسعى إلى التوسع فى آسيا، الحرب على الولايات المتحدة فى المحيط الهادى بهجوم مفاجئ على الأسطول الأمريكى فى بيرل هاربور فى ديسمبر عام 1941 . وهكذا دخلت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب معسكر الحلفاء الذين بدأت الكفة تميل لصالحهم بالتدريج بسبب تفوقهم الحاسم فى جانب الموارد الذى أتاح لهم الاستمرار فى الحرب لفترة طويلة .
وانتهت الحرب فى عام 1945 بهزيمة ألمانيا وإيطاليا، واستسلام اليابان (بعد إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناجازكي) . وعقدت معاهدات الصلح فى يالتا ، حيث أصر الحلفاء على تقسيم ألمانيا إلى قسمين شرقى وغربى للحيلولة دون قيامها باعتداءات جديدة . وأنشئت الأمم المتحدة فى عام 1945 بمقتضى ميثاق سان فرانسيسكو لتحل محل عصبة الأمم كمنظمة لتكريس السلام العالمي . وأصبحت الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية وهي: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى وبريطانيا وفرنسا والصين دولا دائمة العضوية فى مجلس الأمن داخل الأمم المتحدة، وأعطيت لها وحدها ميزة حق الاعتراض الفيتو على قرارات المجلس .
المصدر: جمال رشدي - موسوعة الشباب السياسية
http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/Y1UN11.HTM
نشرت فى 13 أكتوبر 2011
بواسطة mowaten
يأتى الربيع العربى للثورات بمتطلبات ضرورية لعل من اهمها هو نشر التوعية السياسية بين المواطنين بوطننا العربى لارساء وتهيأة البيئة للعيش فى جو ديمقراطى طالما حلمنا به »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
286,892
ساحة النقاش