عندما يكون الإنسان منا في بيت أهله قبل الزواج فإنه يأخذ أكثر مما يعطي مادياً و وجدانياً ، وعندما نأسس عش الزوجية ونتحمل المسئولية تبدأ مرحلةُ العطاء ، فالأب الذي يكد طوال النهار ليوفر حياةً كريمةً لأولاده وزوجته ، والأم التي تسهر وتتعب في إدارة شئون بيتها والرعاية لزوجها وأبنائها ، الأب يفعل ذلك والأم أيضاً وهما لا ينتظران جزاءً حتى وإن كان كلمة ثناءٍ من شريك حياته أو عبارة شكر من أبنائه .
ولعلك تلحظ – عزيزي القارئ الكريم – أننا نذكر الواجبات قبل الحقوق لأن البدءَ بالحقوق يعني أن يُفكر كلُ شريكٍ أولاً في نفسه وفيم سيأخذ ، ولو ساد منطق التفكير في الأخذ قبل التفكير في العطاء داخل أي شركة فإنها ستفشل ، فما بالنا بالزواج هذه الشركة الفريدة والعلاقة الإنسانية المتميزة ؛ لذا فإن علينا كزوجين أن يبحث كل منا عن واجباته فيؤديها ويلتزم بها قبل أن يُفتش عن حقوقه ليطالب بها ويتهم الشريك الآخر بالتقصير فيها .
مع خالص أمنياتي بعش سعيد وعمر مديد
ساحة النقاش