حول هذا الموضوع صدر حديثاً للدكتور أحمد مصطفى شلبي كتاباً يحمل هذا العنوان ( تربية الأبناء في فترة الحضانة و الروضة ) و ذلك ضمن سلسلة مرشد المعلمات و الأمهات في تربية الأطفال و يقع الكتاب في مجلدين كبيرين و يضم معظم القضايا التي تهم المعلمات و الأمهات و الباحثين و الدارسين و الأخصائيين في مجال تربية الأطفال و تعليمهم و تربيتهم في هذه السن و هو صادر عن دار الصحابة للأطفال و الوسائل التعليمية ، و هذه صورة لغلاف هذا الكتاب .
إهداء :
إلى أمي و معلمتي الأولى
أطال الله في عمرها و جزاها عنا خير الجزاء
فقد رأيت فيها التربية سلوكاً قبل أن أدرسها فلسفات و نظريات ، كنت إذا أشكل على شئ في التربية أو الإرشاد بسطت الأمر بين يديها فإذا هي بخبرة السنين و برجاجة العقل الرزين تعطيني الإجابة المريحة في بيت من الشعر أو حكمة جامعة أو مثل سائر أو كلمات معدودات .
علمت نفسها بنفسها لتعلمنا و ترتفع بنا أعلى الدرجات ، ثقفت نفسها بنفسها لتضئ لنا الحياة ، بحنانها و عطفها بصلابتها و قوة إرادتها و بغناها عن الناس .
و مع علاقتها المتميزة بربها علمتنا التوازن في العلاقات . نظمت بيتها فانتظمت لنا الحياة . و كانت الشمعة التي تضئ و تسعى بالخير بين الناس و الشجرة التي نفئ إلى ظلها كلما لفحتنا صراعات الحياة .
كذلك أهدي هذا الجهد المتواضع إلى :
كل أسرة جعلت من الأبوبة و الأمومة محضناً للأمان و الحنان ، و إلى كل مربي و معلم ، و أخصائي و مشرف و موجه ، جعل من التربية رسالة لأسمى المعاني التي يمتلكها الإنسان ، فمع كل ومضة فكر نرسل إليكم بأنبل آيات العرفان لما تقومون به من جهد كىبير ، و مع كل نبضة قلب نتقدم بأرق التحية و الشكران لما تبذلونه من جهد نبيل ؛ فأنتم لنا شموع تنير لغيرها الظلام و إن لم يره احياناً بعض المتعامين ، و تضئ الطريق و لا يضيرها تأبى قلة من السالكين ، فلكم من الله أوفى الجزاء .
و كيف لا نفي و أنتم الذين علمتمونا الوفاء .
المؤلف
المقدمة :
و بعد الاهداء تأتي المقدمة حيث يستعرض فيها المؤلف خطة سيره داخل الكتاب و نبذة عن أبواب و فصول الكتاب بجزئيه الأول و الثاني .
الجزء الأول :
و يتكون من أربعة أبواب :
1- الباب الأول : و يتناول القضايا المتعلقة بنمو شخصية طفل ما قبل المدرسة حيث تشهد هذه الفترة تكويناً لشخصيته و تغيرات نمائية هائلة في هذا المجال بحيث يصبح نمو الطفل كتاباً مفتوحاً أمام المعلمة و الأم و الأخصائي و المشرف و المتعامل مع الطفل بصفة عامة و نحن حين نشير إلى أحد منهم فذلك على سبيل الاختصار و إنما نقصد الحدي إليهم جميعاً .
و قد قسمنا هذا الباب إلى فصلين رصدنا في الفصل الأول أهم التغيرات النمائية و الحاجات النفسية التي تحتاج إلى الرعاية و الإشباع في هذه الفترة .
و في الفصل الثاني تحدثنا عن المشكلات التي تعوق صحة الطفل و تعلمه و تعترض المعلمة و الأم و هي تتعامل مع نمو الطفل حيث قسمناها إلى :
* أهم الأمراض الجسمية الشائعة لدى أطفال ما قبل المدرسة و طرق الوقاية و العلاج منها .
* نماذج لبعض الإشكالات السلوكية اليومية الطارئة في فترة الحضانة و الروضة .
* المشكلات النفسية المتكررة لدى أطفال الحضانة و الروضة مثل صدمة الانفصال عن الأم ، مخاوف الأطفال و الحاجة إلى الأمن النفسي ، العدوانية عند بعض الأطفال ، الغضب و العصبية و الشجار و غيرها .
* عقبات تعترض المعلمة أثناء تعاملها مع إدارة الروضة و أولياء الأمور .
2- الباب الثاني :
تعرضنا لقضايا تربوية هامة تحتاجها المعلمة و الأم و الأخصائي و هم يتعاملون مع الطفل : ففي الفصل الاول منه تناولنا مجموعة من القواعد و الواجبات التي علينا أن نراعيها و نحن نتعامل مع الأبناء فليس هناك من هو أهم على وجه هذه الارض منهم .
و في الفصل الثاني تحدثنا عن الثواب و العقاب لطفل الروضة ، و عرضنا ل34 طريقة تربوية لإثابة الطفل و عقابه قبل استخدام الضرب ، و أشرنا غلى الضوابط التي نراعيها عند استعمال عقوبة الضرب ، و ما أظننا سنحتاج إليها لو استخدمنا بعضاً من الطرق التربوية السابق الإشارة إليها .
3- الباب الثالث :
جعلناه خلوة مع الأطفال أصحاب القدرات الخاصة ، فأنت كمعلمة تجدين في فصلك و كأم تجدين بين أبنائك من هو متفوق عبقري في بعض القدرات و من هو متوسط و من هو ضعيف في بعض القدرات الأخرى فعلى أي منهم تركزين ؟ و كيف تتعاملين مع كل نوع منهم ؟ لذا خصصنا الفصل الأول للحديث عن العباقرة و المتفوقين و الموهوبين من الأطفال و كيفية اكتشافهم ورعايتهم .
و خصصنا الفصل الثاني للأنواع المختلفة الأخرى من أصحاب القدرات الخاصة :
- أصحاب الإعاقة ( المعوضون بأشكالهم المختلفة ) .
- الأطفال المرضى و أساليب رعايتهم .
- المكفولون كاليتامى و الفقراء و أساليب التعامل معهم .
4- الباب الرابع :
فقد ركزنا فيه على مناهج و برامج الحضانة و الروضة الحديثة ، حيث أجبنا في فصله الأول عن سؤال هام نرى أننا في حاجة إليه و هو كيف نعد لحضانتنا و روضتنا ، أو لتلميذنا و ابننا داخل المنزل برنامجاً تربوياً ؟ وعرضنا لأنواع البرامج التربوية و أشكالها و الفرق بينها و بين المنهج الدراسي التقليدي ، و نماذج لهذه البرامج كي نختار لحضارتنا و روضتنا ولأبنائنا ما يناسبهم منها .
ثم عرضنا في الفصل الثاني لقضية هامة تشغل ذهن أولياء الأمور و هي : كيف نهيئ أبناءنا لتعلم القراءة و الكتابة في هذه السن ؟ فأشرنا إلى الخطوات المطلوبة لذلك بل و إلى كيف نسير على الطريق الصحيح لتنمية المهارات اللغوية لطفلنا في هذه الفترة بصفة عامة .
و في الفصل الثالث من هذا الباب ركزنا على تهيئة الطفل لتعلم الأعداد و الحساب بل على تنمية مهاراته الرياضية و الهندسية و المنطقية عموماً . و في الفصل الأخير من هذا الباب كان لابد أن نتعرض لإشباع الجانب الروحي لطفل ما قبل المدرسة و هو جانب هام من شخصيته يحتاج إلى الرعاية و الصقل فأشرنا لبرامج مقترحة للتربية الدينية و الأخلاقية و الجمالية بفروعها المختلفة ، و أعطينا نماذج لكيفية التجهيز و التحضي لبعض الحلقات الدراسية في الأفرع المختلفة لهذا المجال .
الجزء الثاني :
و يتناول أيضاً أربعة أبواب :
5- الباب الخامس :
- و الذي يبدأ به الجزء الثاني من هذا الكتاب – عرضنا لأنشطة الطفل في فترة الحضانة و الروضة إذ أن هذه المرحلة هي سن اللعب و النشاط : فتناولنا في الفصل الأول منه الأنشطة الوجدانية و الانفعالية و السلوكية بأشكالها المختلفة كالرسم و الأناشيد و القص و اللصق و الطين الصلصال و غيرها .و كيف تفيد في اكتشاف ميول الطفل و توجيهها .
و في الفصل الثاني أشرنا للعديد من الأنشطة النفسحركية لطفل هذه الفترة و كيف تفيد في تفجير طاقات الطفل و التنفيس عن المكبوت منها .
أما الفصل الثالث من هذا الباب فقد ركزنا فيه على الأنشطة العقلية و المعرفية و العلمية و كيفية الارتفاع بمستوى تفكير الطفل و ذكائه .
و أما الفصل الرابع من هذا الباب فقد خصصناه للأنشطة الاجتماعية و الأخلاقية التي لا تهتم بها الروضات و الأسر في هذه السن .
6- الباب السادس :
و الذي جعلناه تحت عنوان ( فن توصيل المعلومة للطفل ) فقد أجبنا في فصليه عن سؤالين هامين و هما :
- كيف يتعلم طفل الحضانة و الروضة ؟
- و ما هي أنسب الطرق التي نستخدمها في التدريس له و إدخال المعلومة إلى ذهنه و تدريبه على المهارات المختلفة و السلوك القويم ؟
7- الباب السابع :
استعرضنا فيه الوسائل التعليمية و التكنولوجية الحديثة التي لا يمكن أن تنعزل عنها الروضة و الأسرة ، ففي الفصل الأول منه تناولنا هذه الوسائل التكنولوجية و الأجهزة الحديثة كالكمبيوتر و غيره ( عيوبها و مميزاتها ) والأسلوب الأمثل للإفادة منها .
و خصصنا الفصل الثاني لنظام العمل بالأركان الذي هو من إبداعات الحضانة و الروضة الحديثة ، و كيف نستطيع من خلاله أن نعلم الطفل و أن نكتشف ميوله و أن نوجهها و أن نتخلص من الكثير من مشاكله دون ضرب أو انفعال أو عنف و إنما عن طريق هذا النظام المبتكر .
8- الباب الثامن :
و الذي وضعناه تحت عنوان ( حق الطفل في تعليم و تربية جيدة ) فقد وضعنا فيه مجموعة من المواصفات القياسية لعناصر العملية التعليمية الناجحة :
- البيئة التربوية و تشمل : الروضة ( أو المدرسة ) و البرنامج التربوي .
- جناحا العملية التعليمية : و هما المعلم و التلميذ .
- البيئة الطبيعية و تضم : الأسرة – المناخ المحيط بالطفل و هل هو يشجع على التعلم أم لا ؟ و قد ضمنا هذه المواصفات مجموعة من النماذج أو المقاييس تمكنا عند تطبيقها من تعرف مدى وجود هذه المواصفات من عدمه ، حتى تضمن لأبنائنا و تلاميذنا حقهم في تعليم و تربية جيدة و لأننا نؤمن أن التقييم و التقويم هما أساسا الاستمرار و النجاح و التميز ، و بذلك نحقق لأبنائنا :
- روضة أكثر حرفية و إمتاعاً .
- برنامج تربوي مناسب و مرن .
- معلمة على أعلى مستوى من الكفاءة المهنية و الشخصية و الاجتماعية .
- طفل كثير الإبداعات و قليل المشكلات .
- أسرة جديرة بتحمل المسئولية .
- بيئة طبيعية مشجعة للتعلم .
الخاتمة : و ينهي المؤلف كتابه بقوله :
" و بعد ...
فإني لأرجو أن أكون قد وفقت عبر هذه الرحلة الشائقة في أن أضع بين يديك – عزيزي القارئ الكريم – معظم المعلومات الأساسية اللازمة لتربية الأبناء في سن الحضانة و الروضة و هي من أهم فترات التربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق ، و إن كانت الرحلة طويلة بعض الشئ إلا أنها ضرورية و ممتعة و تحتاج إلى الصبر و المثابرة :
- فهي ضرورية لأنها لازمة لكل من يريد تربية أبنائه تربية صحيحة .
- و هي ممتعة لأن أحداً لم يجبرنا على قراءتها و دراستها ، و إنما كان دافعنا هو الحب المخلص لأبنائنا و الرغبة الصادقة في الارتقاء به .
- و هي تحتاج إلى الصبر لأنه زاد التربية و بغيره لا تكون تربية .
- و تحتاج إلى المثابرة لأن هذه المعلومات ليست للقراءة فقط و إنما للمذاكرة و التطبيق ، و قد استغرقت في تمحيص هذه المادة و تلخيصها مايزيد على الخمس سنوات ؛ لأن المعلومات في هذا الميدان قديمة في تراثنا حديثة في اهتمامات أسرنا ، و هي كثيرة و متشبعة و متنوعة ، و غذا كنا نزرع النخلة أو الشجرة و ننتظر سنوات حتى تثمر فلا أقل من أن نصبر ونثابر في تربية أبنائنا ؛ لأن الزهرة ناضرة و تحتاج غلى الرعاية و الثمرة نادرة غالية تحتاج إلى الصبر و التضحية .
- و إني إذ أقدم هذا الجهد المتواضع فإن كان فيه من توفيق فمن الله ، و إن كان فيه من تقصير فمن نفسي ، و يمكن أن نجبره بتواصلكم معنا ، و إرسال ملاحظاتكم و تعليقاتكم عبر عنوان أو هاتف دار النشر المدون على الغلاف ، أو عبر البريد الإلكتروني لمن يرغب في الحصول عليه ، مع خالص دعائنا لأبنائنا أن ينبتهم الله نباتاً حسناً ، و أن يجعلهم قرة عين لنا نافعين لمجتمعهم مسهمين في ارتقاء أمتهم و عالمهم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
رؤية دار الصحابة للكتاب :
تسجل دار الصحابة انطباعها و بعض دواعيها لاختيار هذا الكتاب لنشره فتقول : - المؤلف صاحب أسلوب رقيق ، يسبق أدبه كلامه .
- يرجع الفضل بعد الله لأمه المربية الكبيرة و يكتب عنها سطوراً ما يكتبها الأدباء في شهور .
- يعتمد في مادته على المستندات الشرعية و ينزل الدليل الشرعي أعلى منزلة .
- ينقل خبرة أهل الفن فيأخذ عصارة المنتج من أفضل بضاعة ، و يضفي بأسلوبه العذب الجميل على السطور فكأنه إطار جميل لصورة رائعة .
- صاحب نفس طويل و هادئ يعرف متى يلبس لباس البحر و متى ينزل .
- حضاري ، متطور و يستفيد من كل الخبرات السابقة .
- الكتاب بالفعل موسوعة ( طب – نفسي – تربوي – تعليمي ) .
- يعد حلقة مهمة جداً لكل مربٍ و لكل أب و أم مقدمين على تربية جيل واعد صالح .
- و أخيراً أكاديمي بحت ، فالكتاب كإشارة المرور لقائد المركبة .
و لذا فعليك – عزيزي القارئ الكريم – أن تبادر باقتناء نسختك من معرض القاهرة الدولي للكتاب أو من مقر دار الصحابة أو من أحد فروع توزيعها فقد أوشكت طبعته الأولى على النفاد و ننتظر ملاحظاتك و تعليقاتك هنا على موقعنا و موقعك فإنه يسعدنا مشاركاتك و إضافاتك مع أطيب أمنياتنا لك بكل التوفيق .
e- mail : [email protected]
ساحة النقاش