مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

 

الطموح هو الطاقة الروحية والخطة العقلية التي تنظم حياة الإنسان  والتي تدفعنا نحو المستقبل، ولا نجاح للإنسان إن لم يكن طموحاً،

 

وترى  خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا، أن الطموح هو الوقود الذى يشعل القوة الكامنة بداخلنا كي نصل إلى ما نصبوا إليه من أهداف وآمال، ويكون هو الحافز الذى يدفعنا دائما إلى الأمام كي نستكمل مسيرة الحياه بقوة تأهلنا كي نكون فى حالة من الإضافة المستمرة، فكلما بلغنا مرحلة من مراحل الحياه تطلعنا إلى مرحلة جديدة بآفاق أوسع، كما أنه حالة متجددة وقوة لا تنضب، ولا تقتصر على مجال محدد ولكن تشمل كل أركان ومجالات الحياة.

 

جانبا الطموح:

 

وقد يتعامل الشخص مع الطموح من شقه الإيجابي ، والذييجعل من الطموح :

 

وقوداً داخليا يُعطي صاحبه طاقة لإنجاز أهدافه، ويمكن أن يكون أيضاً استياءا من الوضع الذي يكون فيه الشخص ويدفعه لإنجاز شيء أكبر،

 

أما الجانب السلبي الذي يمكن أن يكون له فهو أن يأخذه الشخص على أنه  يحث على التصرف العدواني والأناني الذي يؤدي لتضخيم الذات، كما يُعتبره في الوقت نفسه حافزا ليتقدم الشخص على الآخرين أو ليحصل على المال والمناصب، بحيث يكون الطموح تأكيداً لتقدم الشخص على حساب غيره، وهذا شيء سلبي، لذلك يجب أن لا يكون الطموح هكذا،

 

فالنقطة التي يرتكز عليها الطموح بمعناه الإيجابي هي النجاح في العمل الذي يُفيد المجتمع والفرد؛ (هديل البكري ، 2018).

 

 

 

من فوائد الطموح بالمعنى الإيجابي:

 

  • يكسب النشاط والحيوية في تحقيق الأهداف

  • ينزه النفس عن سفاسف الأمور

  • يكسب معالي الأمور وعظائمها

  • دليل شرف النفس ونبلها

  • يرفع الصغير ويسمو بالحقير

  • النظرة للمستقبل نظرة مشرقة

  • باعث للسعادة ومحقق للنجاح

  • الطموح يصنع المستحيل ويلين الصعوبات

  • يساعد على تقبل النقد البناء، إذ هو وسيلة إصلاحية لتحقيق الطموح

  • ويقضي على الخجل فإنك لن تستطيع أن تحقق نجاحا وأنت خجول

 

 

 

مكونات مستوى الطموح :

 

  1. المكون المعرفي: ويتضمن ما يدركه الشخص وما يعتقد في صحته وما يراه صواباً وما يراه خطأ كما يتضمن مفهوم الذات أو فكرة الفرد عن ذاته

  2.   المكون الوجداني: ويتضمن مشاعر الشخص وارتياحه وسروره من اداء عمل معين وما يصيبه من مضايقة أو عدم تحقيق مستوى يحدده لنفسه

  3. المكون السلوكي: ويتضمن المجهود الذاتي الذي يبذله الفرد لتحقيق أهدافه

 

الفرق بين الطموح والأمل:

 

يتضمن الطموح العناصر الثلاثة المشار إليها آنفا؛

 

  • فالجانب المعرفي يجعله يضع خطة لتحقيق هدفه

  • والجانب الوجداني يعطيه الوقود والطاقة لذلك

  • والجانب السلوكي يكمن في بذل الجهد لتحقيق هدفه والسعي إليه.

  • أما الأمل فهو ما يزال رغبة معرفية وجدانية لكنها لم تقترن بخطة لتحقيقها أو بسلوك فعلي لتنفيذها

 

 

 

من أشكال الطموح:

 

وأشارت رانيا المريا، إلى أن الطموح يمكن أن يكون طموحا روحيا مع الله، وشخصيا مع النفس، وعاطفيا مع الأحباب والمقربين، واجتماعيا مع الأصدقاء والمعارف، و مهنيا فى مجال الأعمال، ومادي فى مجال تكوين الثروة،

 

وأضافت المريا، أن من أراد خير الدنيا و ثواب الآخره نجد أن لديه الحافز فى بذل الجهد في الركن الروحي والسعي في إرضاء الله، و من أراد النجاح الشخصى نجد أن لديه الحافز الذى يدفعه إلى تطوير ذاته وتنمية نفسه دائما والحفاظ على سلامتها، ومن أراد النجاح على المستوى العائلي نجده يسعى بهذا الحافز ليحقق السعادة والآمان العائلي، ومن أراد النجاح على المستوى الاجتماعي نجده دائم العطاء والبذل لإنجاح علاقاته بمن حوله والوصول معهم لحالة تناغم، ومن أراد النجاح على المستوى المهني نجده يعمل بجد وحب لأن لديه الحافز الذى يدفعه لذلك وهو الوصول إلى النجاح المهني، ومن أراد النجاح المادي نجده لا يتوانى عن العمل وخلق الأفكار التي تساعده على تحقيق هدفه في تكوين ثروة فمن لديه حافز لديه القدرة على النجاح.

 

سمات الشخص الطموح :
يتسم الشخص الطموح بأنه :

 

  • لا يرضى بالعمل أو بمستواه الراهن بل يعمل دائماً على النهوض به

  • لا يخشى المغامرة أو الفشل

  • لا يجزع إن لم تظهر النتائج المرجوه سريعاً

  • يتحمل الصعاب للوصول لأهدافه


    الطموح والهدف :

 

الفرق بين الأغبياء والأذكياء : أن الأغبياء يملكون حلماً ، والأذكياء يملكون هدفاّ  (واشنطن إرفنج)

 

فأكتب أهدافك لتحول الأماني إلى احتياجات ، والمستحيل إلى ممكن ، والأحلام إلى واقع
أكتبها ماذا تنتظر ؟؟
وتُأكد المريا أن من المهم جدا أن نضع لأنفسنا أهدافا في كل مجالات الحياة، ونربطها بحافز داخلى حتى لا يطغى جانب على الجوانب الأخرى ونخسر أو نحصر أنفسنا فى جانب محدد ونركز عليه ونغفل باقى الجوانب، ونحيا دون أن نكتشف روعة الحياة.

 

وإذن فالطموح قوة داخلية تنمو داخلنا لتكسبنا القدرة على العطاء وتحقيق الأهداف، فلا يوجد هدف بدون حافز ولا يوجد حافز بدون طموح. والإنسان المتوازن هو الذى تجده يمتلك ويحدد أهداف لكل ركن من أركان حياته و يسعى إلى تحقيقها وبذل الجهد كى يصل إليها وما يدفعه هو الحافز وراء هذا الهدف.

الطموح والطمع:

 

ولأن الحياة ممتلئة بالنعم الوفيرة فبالتالي رغبات الإنسان وأهدافه وآماله تتعدد وبالتالي تكتسب صفه عدم المحدودية، فكلما وصل الإنسان إلى حال أو هدف أو أمنية تمنى ما هو أفضل منها، وهذا حال الطامحين ولكن بشرط ألا يتعدى طموحك ما هو مسموح لك أو إلى ما هو محرم عليك أو إلى ما هو يضر غيرك أو يسلبه منفعته، فطالما الطموح لم يتعد حيز المسموح فهو طموح مشروع ومحمود أما عندما يخرج عن هذا الحيز ينقلب إلى طمع.
وأضافت رانيا : أن بعض القادة السياسيين أضاعهم الطموح الزائد فى الاتساع ومواصلة الانتصار، حتى انتهوا إلى الفشل والضياع، مثلما حدث لـ هتلر ولـ نابليون، ولذلك كانت شهوة الاتساع والامتداد كثيراً ما أفنت الطامحين، وأوصلتهم إلى نهايتهم بالطمع وعدم الاكتفاء. فكما يقول سليمان الحكيم "كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن". فمن المفيد أن نطمع فى الطموح ولكن أن نطمح بطمع هو ما يجعلنا ندمر أنفسنا وندمر من حولنا.

الطموح والكسل أن على النقيض من ذلك يمكن أن نقابل فى حياتنا من الشخصيات من نجدهم لا يسعون للنجاح وذلك لأن من لا يملك طموحا لا يملك القوة على البذل والعطاء والقدرة على النجاح، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذى لا يفنى.

 

كان عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين يقول معبرا عن طموحه: "إن لى نفسا تواقة، تمنت الإمارة فنالتها، وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها ". فهكذا يجب أن نسعى فى الحياة الدنيا طامحين لبلوغ الأهداف فيها نحو الهدف الأسمى فى الحياه الآخرة طامحين لبلوغ الجنة ... فكن طموحا وانظر إلى المعالى.

 

الطموح والتفكير:

 

"كل فكرة عبارة عن " بذرة " ، فلا تزرع شوكاً لتجني عنباً "
(بيل ميير)
"المال لا يصنع أفكاراً ، الأفكار هي التي تصنع المال "
(و . ج . كاميرون)
"لا تفكر بالأحلام التي تناسب قدراتك ، فكر بالمقلوب : فكر بالقدرات التي تناسب أحلامك "
(مايكل نولان)
"يمكنك أن تحلم وتبتكر وتبدع أعظم الأفكار في العالم ، لكنك بحاجة إلى فريق لتحويل الأفكار إلى نتائج ؛ فيمكننا الوصول إلى القمر إذا ما وقفنا بعضنا على أكتاف بعض" ( والت ديزني)
"إذا لم تغير ما تفعله دائماً ، فلن تغير النتائج التي تحصل عليها دائماً "
(بيترايس فالون)
"يستحيل الربح بدون مخاطرة ، والخبرة بدون مجازفة ، والمكافأة بدون عمل ، كما تستحيل الحياة بدون ولادة " (أ . ب . جوثيسي )

الطموح والخيال:
"قد يحوم خيالك حول الفشل والإحباط والضعف ، وقد يصور لك الجمال والطموح والنجاح والمثابرة أنت الذي تختار طريق خيالك "
( فيليب كويلي)

 

الطموح والقناعة:
ولا بد للطموح من قناعة: فكم سيطرت علينا عبارات عجزت،لا أقدر، مستحيل،لا يمكن، غير معقول، فمتى تحررنا من قيودنا انطلقنا إلى الفضاء الرحب
المسألة فقط قناعة داخلية وستكسر جميع الحواجـز والمستحيــلات مع أصدق الأمنيات
لتحقيق أصعب المستحيــلات
والقناعة والطموح لايتضادان بل هما مكملان لبعضهما
فالطموح يبدأ من الإيمان بالذات و القناعة بامكانياتها

الطموح والرضا:

 

الطموح لا ينافي الرضا : فالرضا هو أن أرصد أمكاناتي وظروفي الحاضرة وأرضى بها، والطموح أن أنظر لها نظرة مستقبلية وأضع خطة لتطويرها والإفادة منها.

 

 

 

الطموح في تشبيه
هو مخلوق صغير جداً قد يستحقره البعض .. ولكنه يسلك منهجاً رائعاً في شق طريقه في مُعترك الحياة ...

 

هل عرفتم ذلك المخلوق ؟
إنه النمل ... نعم هو ... فالنملة الواحدة مثلاً حين تُحاول صعود القمة لغرض ما فإنها قد تسقط عشرات المرات ... ولو أننا كنا مكانها لأحبطنا ويئسنا ... ولكنها لا تيأس أبداً ... فهي تحاول مراراً وتكراراً حتى تحقق ما تريده ..
فلو تأملنا حياتهم ولو لدقيقة واحدة ، لاستفدنا منهم الكثير ، ولتعلمنا منهم أهم دروس الحياة وأجملها .. فلنتعلم منهم ، ولنكن طموحين مثلهم ، بل وأكثر منهم

 

عوائق الطموح
اليأس ... والإحباط ... الإصابة بخيبة أمل ... مشاعر كاسرة ... تحطم مجاديف الأمل والتفأول... وتهدم سسفينة الأحلام والطموحات ... وتغرقها في بحر الحزن بظلامه الدامس ...
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ... فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
وهنا تظهر شجاعة المرء ، وقوة صبره وتحمله ، وتسمو رايات طموحه الشامخة ، لتُعلن عن قدوم غد مشرق .. ومستقبل زاهر .. لطالما حلم وتمنى ان يعيش بأجمل أعوامه ، وأروع أيامه ، وأسعد لحظاته وأمتعها ..
وهمسة في أذن كل من طمح ثم حاول ثم فشل ثم يئس :
" لا تيأس .. وكن طموحاً "
فالناجحون يطمحون أولاً ، ثم بعد ذلك ينجحون

 

 

 

حقيبة الطموح وأدواته :

 

خذ هذه الأدوات في حقيبتك لتبلغ بها طريق النجاح
.الإيمان بالله والتوكل عليه سبحانه وتعالى:

 

  • الرغبة الصادقة

  • ضع طموحك أمام عينيك ،  وكن حريصا على النجاح

  • حدد أهدافك بدقة، وأن يبق الهدف نصب عينيك دائما

  • أن يكون الحافز وراء الطموح للخير لا لغيره، فإذا كان وراء سعيك الخير والفضيلة فإنك ستفوز بأمانيك

  • يجب أن تتوقف عن اختلاق المعاذير مهما كانت قوية، فالمعاذير تقتل الطموح، وتحبط معنوياتك، وتغلق أبواب النجاح

  • عليك أن تتناسى الماضي، وما اقترفته من أخطاء فيه، وتذكر فقط الدروس والعبر

  • عليك أن تحلل أسباب فشلك، وأن تتوصل إلى معرفة الصواب لتعتمده في تخطيط المستقبل

  • عليك أن توطد العزم على الفوز بالنجاح ، وأن تثير في أعماقك الطموح الصادق لذلك

  • اختر الأصدقاء الطموحين الذين يعملون على تشجيعك وزيادة طموحك

 

وإذن فالطموح في حروف:
ا: استعد
ل:للنجاح
ط:طور
م:مهاراتك
و:ووجه
ح:حياتك

 

و...الطموح في كلمات:   

 

قد يكون الحلم الجميل منذ الصغر...أو "الطموح" مجرد تسلية وأحلام يقظة يتغنى بهـا الناس ... لكن الطريـق الصحيح يحتـاج إلى خريطة والخريطة تأتي بالطموح والتخطيط لها وهو بذرة تنمو بماء الاجتهاد و سمـاد التضحية والإخلاص لتصير شجرة عظيمة الأغصان عميقة الجذور تعمر مئات الأعوام
الطموح هو أن تنظر لغدٍ... وان تأمل لأن تبني اليوم لغدٍ وهو شـيء إذا لم يملكه الإنسان فهو ميت وإن كانت تدب في جسده الحياة.

 

 

 

وهذا أنموذج لأحد الطامحين:

 

كفيف خلف الميكروفون

 

ناجى غريب، فقد بصره فى عامه الثانى بعد إصابته بالحمى، لكنه واصل مشوار حياته، فحصل على ليسانس الآداب قسم الإعلام من جامعة حلوان، وتم اعتماده مقدم برامج بالإذاعة المصرية، قال لنا: ولدت طفلا طبيعياً، لكن بعد سنتين من مولدى فقدت بصرى بسبب اصابتى بالحمى الشديدة، ونتيجة قلة الوعى، وتخطيت فترة الدراسة وحصلت على الثانوية العامة بمجموع 80%، ومنذ أول يوم التحقت فيه بالجامعة كان حلم حياتى أن أصبح مذيعاً، وبدأت التدريب فى الصحف المختلفة، حتى حصلت على ليسانس الآداب بتقدير جيد، وتقدمت لاختبارات الإذاعة عام 2006، لكن رئيسة الإذاعة وقتها رفضت انضمامى وقالت لى «مش هخدك لأنك كفيف» وقررت أن ادخل فى تحد مع نفسى وان أحقق حلمى، وبالفعل عرضت مشكلتى على وزير الإعلام وقتها أنس الفقى ووافق على دخولى الإذاعة فى وظيفة اخصائى متابعة برامج فى شبكة الإذاعات الموجهة، وهذه الوظيفة لم تحقق طموحى، لكن اعتبرتها بداية، وفى عام 2012 دخلت اختبارات المذيعين وأشادوا بى وبقدراتى، وبعد اعتمادى مذيعا فى الإذاعة قدمت أكثر من برنامج مثل ارض الفيروز والسياحة فى مصر وقدمت هذه البرامج على شبكة الإذاعات الموجهة، وفى عام 2013 انتقلت إلى إذاعة «صوت العرب» وقدمت عددا من البرامج المتنوعة، كما قدمت برنامج «العزيمة» لذوى الإعاقة، وبرنامج «أسرتى» بالتعاون مع الزميلين منال ماجد وسامح نجم الدين.

 

 

 

المصدر: (هيثم ماهر ــ إجلال راضي، صناع التحدي- الأهرام اليومي 18-12- 2018). http://www.youm7.com/670734
mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 313 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2019 بواسطة mostsharkalnafsi

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,683