مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

 

كمدخل لموضوعنا اضرب لك هذا المثل:

عندما يأتي إليك ضيف فإن أسلوب استعدادك للقائه والتعامل معه يتحدد وفقا لمجموعة أمور ربما لا نفكر فيها وتحدث منا لا شعوريا ، ومنها:

<!--منزلة هذا الضيف في نفسي

<!--- أتى من قبل من؟-

<!--ولماذا أتى؟ أو بمعنى آخر ما هي الفوائد التي ستعود علي من هذه الزيارة ؟

<!--وكيف سأستقبله وأتعامل معه؟

فلو طبقنا هذا المثال على رمضانى، وأردنا الإجابة على التساؤل الأول  

 

ما هي منزلة رمضان في نفوسنا؟

إن معظم المسلمين يحبون ويتشوقون لشهر رمضان لأسباب عديدة :

<!--مظاهر البهجة والزينة التي توجد به.

<!--- التغيير وكسر الروتين الذي يدور فيه الكثير من الناس.

<!--فرصة لصلة الرحم وإصلاح بعض القصور في العلاقات الاجتماعية الإخرى . 

<!--- جبر التقصير ، والتوبة ، والاستمتاع بالعبادة ، وزيادة الحسنات والقرب من الله عز وجل أكثر.

<!--- حتى بالنسبة لغير المسلمين الذين يحتكون بأيام رمضان فإن بعضهم يسعد بما يرى فيه من مظاهر للبهجة، وبما يشتهر به رمضان من أنواع من الحلوى (كالكنافة والقطايف وكعك العيد) ، وبعضهم يقوم بتهنئة جيرانه وأصدقائه من المسلمين  وحين يعيش المسلمون وغير المسلمين في وطن واحد تربط بينهم حسن الجيرة والصداقة وطول العشرة والتعامل الإنساني الراقي المتحضر يصبحون جسدا واحدا تجمعهم أعراف وعادات وتقاليد ومناسبات اجتماعية وأساليب تعامل واحدة، وهذه رسالة على الواتساب من أحد غير المسلمين من ذوي الإعاقة يهنؤ أصدقاءه وزملاءه من ذوي الإعاقة أيضا ، بحلول شهر رمضان المبارك، فيقول: ( مع صوت ضربة أول مدفع تنطلق الصلوات من كل مكان ويليها رائحة المأكولات من كل مكان فصوما هنيئا وإفطارا شهيا لحضاراتكم ولا تنسونا في الصلوات والمأكولات وكل عام حضراتكم بألف صحة وخير وسعادة مع تحياتي :

<!--المدير المالي باسم فايق).

 

الإجابة على التساؤل الثاني؛

( رمضان أتى من قبل من؟ أو ما هي الجهة الراعيى بالتعبير المعاصر؟)

رمضان شهر كبقية الشهور يحتل الرقم 9 على قائمة الأشهر الهجرية ، وأيامه كبقية الأيام ، لكن الله شرفه بالعديد من الميزات والمزايا التي جعلته مفضلا ومميزا ، ومنها:

صيامه كاملا وجعل ذلك أحد الفرائض الخمسة التي بُني عليها الإسلام كما ورد في الحديث الشريف: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (رواه البخاري ومسلم). [

<!--- بدء نزول القرآن فيه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدا للناس وبينات من الهدى والفرقان ...) البقرة ، 185)

<!--فيا أخي الكريم ليكن لك نصيبٌ من القرآن في هذا الشهر المبارك، الذي أنزل فيه، وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم  أسوة حسنة ,  (

 

- نزول بعض الكتب السماوية الأخرى فيه كما ورد في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم )، فعن واثله بن الأسقع رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال:  أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان  أخرجه أحمد والطبراني في "الكبير" وحسن إسناده الألباني في "صحيح الجامع" (1509).

<!--- احتواؤه على ليلة خير من ألف شهر ( وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ) (سورة القدر ؛ 2-3).

والله قد اختص هذا الشهر بهذه الميزات وغيرها كثير ليس لرمضان وإنما من أجلنا ؛ رحمة وإكراما وحبا وتوددا لنا

إذن فهو شهر حبيب إلى نفوسنا ، قد أتى من قبل رب غفور ودود رحيم بنا محب لنا.

 

الإجابة على السؤال الثالث؛

ما هي الميزات والهدايا التي يحملها إلي وإليك هذا الشهر الكريم؟

وما هو المردود الذي سيعود علي وعليك من حسن استقباله؟

هذه الهدايا وهذا المردود يأتي أو يحدث في مجالات وجوانب كثيرة ، منها:

<!--1- في مجال التجاوز عن الأخطاء ، ومغفرة الذنوب ، وفتح صفحة جديدة مع الله الخالق العظيم.

<!--2- إنشاء علاقة خاصة بالله عز وجل.

<!--3- إنشاء علاقة خاصة مع الملائكة.

<!--4- إزالة بعض المعوقات من طريق الإنسان المؤمن.

<!--5- أوكازيون خاص لزيادة الحسنات ومحو السيئات ومضاعفة الأجر ورفع الدرجات.

<!--6- زيادة الرزق والبركة فيه.

<!--7- العديد من الفوائد الصحية.

<!--8- تزكية النفس .

<!--9- ضبط السلوك.

<!--10- اكتساب مجموعة من الأخلاقيات النبيلة.

<!--11- إنشاء شبكة من العادات والعلاقات الاجتماعية الجديدة ودعمها.

<!--12- دعم وحدة الأمة وتماسكها.

<!--13- النظرة المشرقة للمستقبل القريب والبعيد.

<!--14- العتق من النار.

<!--15- الفوز بالجنة.

<!--وسوف نشير تفصي  لا إلى هذه الهدايا والمزايا وغيرها كثير وكيف نفيد منها في أحاديث تالية بإذن الله ...

 

أما الإجابة على السؤال الرابع وهو كيف نستقبل هذا الضيف والرسول الكريم الذي أتى من قبل ربنا عز وجل ؟

فإني أقترح عليك وأنصح نفسي بأن نقوم بعمل كشف حساب بما أنجزناه خلال العام ورمضان الماضي ، وما نريد أن نحققه خلال هذا العام ورمضان الحالي ،وذلك في أول ليلة من رمضان أو قبله بأيام ،

ثم نقوم بوضع هذه الأهداف في برنامج أو خطة عمل خلال هذا الشهر الكريم تتكون من مجموعة خطوات أو اجراءات عملية واضحة المعالم بحيث يمكن تقييم أدائنا لها في نهاية الشهر أو العام ومدى ما تحقق منها ، بما يتناسب مع وقتك وظروف معيشتك ولا تشق على نفسك ، مع مراعاة الكيف والاستمتاع بالعبادة ، نسأل الله أن يجعلنا من الفائزين ،

وكل عام وأنتم بخير .

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 493 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2024 بواسطة mostsharkalnafsi

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,261