تعاون معنا في حملة : خليك ايجابي

حلقات يومية بعنوان : الايجابية المؤثرة

كيف تكتشف أنك ايجابى ؟

إذا اتصف الفرد بصفات الايجابى كان ايجابيًا ، وهى ممثلة فى ثلاث صفات :

1ـ يستفيد ممن سبقه من خبرات :

وهذه قناعة يتحرك دائمًا بها الايجابى ، لاعتقاده بأثر التجربة ، حيث إن هذه الاستفادة توفر له جهدًا ووقتًا , وتفتح له باب التطوير والتحسين .

ومن صورها الاستفادة من معارف من سبقه وخبراته ونصائحه وتغلبه على العقبات وطريقته فى حل المشكلات ، ولذلك تجد الايجابى دائمًا يقترح أن تتواجد : ( لجنة الخبراء ) ممن سبقوه للاستفادة بهم ولإفادة العمل .

ولأن الإنسان الإنسان لا يعيش طويلاً حتى يعيش كل شيء فهو بهذه الاستفادة كأنه يشارك عقول من سبقوه ، الذين استطاعوا بحكمتهم التعرف على أفضل الطرق للنجاح فى الحياة .

ولكى بحقق الايجابى الاستفادة ممن سبقوه بالخبرة

عليه بهذه الخطوات :

1ـ استشر أهل الخبرة والدراية .

2ـ استفد من تجارب الآخرين .

3ـ اقرأ وتعرف على التجارب العظيمة .

4ـ تعلم وتدرب باستمرار ولا تكتفى .

5ـ وبذلك تتعلم البداية الناحجة .

2ـ يتفاعل مع حاضره :

ومعنى حاضره , هو وقته الحالى , الغنى بكل مقومات الحياة العصرية ، التى تفيض مستجداتها بكثيرعن حاجة الناس فى تذوق طعم الحياة .

ومعنى أن يتفاعل الإنسان الايجابى مع حاضره ، هو تكيفه مع عالمه الجديد ، بدلاً من استذكار ماضى لا يعود ، فالحياة حلقات متصلة وسنوات متعاقبة ، وكل مرحلة لها طابعها وسماتها وعالمها الخاص .

ومن علامات التفاعل مع الحاضر أن يكون الإنسان متفاءلاً بوضعه الراهن ، حريصًا على استثمار كل عناصر التميز والقوة فى بناء مستقبله .

ومن نجاح التفاعل مع الحاضر ، الحركة الدائبة المستمرة من أجل التجديد وهى الحياة الحقيقية ، ولذلك نصح النبى صلى الله عليه وسلم بممارسة فن الحركة مع الحاضر , فى قوله : [ لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ] رواه الترمذي .

يقول الإمام البنا واصفًا هذا النموذج الايجابى :

[ لا تأخذوا بباديء الرأى , ومبهم القول ، ولا تجاروا العرف الخاطيء ، والاصطلاح الجائر ، ولكن فكروا , وحددوا ، فإن التفكير السليم , والتجديد الدقيق , يرفع بين الناس الخلاف , ويقرب - على الأقل - بين وجهات النظر ] .

3ـ متحمس لمستقبله :

البعض يسمى التعامل مع المستقبل ( إدارة المستقبل ) ، والبعض يطلق عليه : ( استشراف المستقبل ) ، ومهما أطلقنا عليه سيظل التعامل الايجابى هو الحكم ، وهو المعيار ، وأهم مظهر من مظاهر التعامل الايجابى مع المستقبل هو ( الحماس ) ، ولذلك فإن من صفات الايجابى الضرورية أن يكون متحمسًا لمستقبله .

والمستقبل لا يعنى علم الغيب ، فهذا علمه عند الله وحده ، إنما هو الموقف الايجابى المتحمس مع الدراسة الجادة للواقع ، بوضع مقدمات للخروج بنتائج تتعلق باحتمالات المستقبل .

وهو فى نفس الوقت ضد العشوائية والاستسلام للواقع أو ما سيقع ، فهو يخضع لبحوث مع الرغبة فى التطوير ، وهذا هو توازن الفرد فى التعامل مع مستقبله بايجابية , لا يستسلم ولا يخوض فى الأمانى ، بما أطلق عليه بعض الخبراء : ( التصالح مع المستقبل ) ، وأول خطوة لتحقيق هذا التصالح تكمن فى الحماس .

والحماس يحسم طرق التعامل مع المستقبل , حيث يبعد عن الإنسان السلبية بمعنى الخضوع لما يأتى به المستقبل دون إعداد ، ويبعد عن الإنسان أيضًا المواقف الانفعالية ، بحيث يكون دائمًا رد فعل لما يأتى به المستقبل ، وبذلك يقرب الحماس من المواقف الايجابية التى فيها الاستعداد والتحسين ومواجهة احتمالات التغيير المستقبلية , والتعامل الربانى مع سنن الله فى كونه لتوظيفها وانتهاز الفرص .

ومن نتائج هذا الحماس أن يكون النشاط للمستقبل نشاطًا مجتمعيًا جماعيًا ، وهذه هى الايجابية التى تخدم المجموع ، وتبنى الفرد والمجتمع معًا .

ومن قواعد الحماس عدم الرضا بالأفكار الجاهزة , بما يضمن الاستعداد للمتغيرات التي هى طبيعة الحياة ، مع حب التطوير لما هو حالى الآن ، بنظرة نقدية للواقع , فهى التى تفتح أبواب المستقبل المشرق .

وقال بعضهم : ( إن الحماس للمستقبل هو الشجاعة بعينها ، فالمستقبل لا توجد عنه معلومات ، لأنه لو وُجد لما سميناه مستقبلاً ، ولك الخيار أن تكون شجاعًا أو جبانًا ) .

وبالفعل فالشجاعة فى القلب بجسور القوى ، ولذلك فالحماس علامة الشجاعة القلبية وليست من عمليات العقل فقط ، فالإلهام من القلب ، وهو يأتى من حيث يوجد الإيمان والتحدى .

وتأمل هذه النظرة المستقبلية من النبى صلى الله عليه وسلم حينما جاءه ملك الجبال ليدمر على أعدائه الأخشبين ( الجبلين ) , فكان رده صلى الله عليه وسلم : [ بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا ] مسلم .

وعلى ذلك فالمتحمس لمستقبله هو المستشرف للمستقبل ، والطامح لتحقيق غايته ، والمتحلى بروح الأمل ، والمتحمل الصعاب من أجل جيل قادم يعيش حياة آمنة كريمة .

وقد وضع ادوارد كورنيش فى كتابه ( مناهج استشراف المستقبل ) عدة دروس من قصص العظماء ، نلخصها فى التالى :

الدرس الأول : أعد بشكل جيد لما يمكن أن تواجهه فى المستقبل .

الدرس الثانى : استبق تقدير احتياجات المستقبل .

الدرس الثالث : لا تستهن بأى معلومة حتى لو كانت غير مؤكدة تمامًا .

الدرس الرابع : توقع غير المتوقع ، وليس بالضرورة أن يكون سيئًا .

الدرس الخامس : فكر للمدى البعيد وكذلك للمدى القريب .

الدرس السادس : تخيل بشكل مثمر لما تواجهه وطورّ من الوسائل .

الدرس السابع : تعلم ممن سبقوك للإعداد وتجنب الأخطاء .

وتكفينا آية فى كتاب الله تعالى حوت كل هذا الحماس والاستشراف للمستقبل وهذه الدروس ببلاغة جامعة ، يقول تعالى :

{ وأعدوا لهم ما استطعتهم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم , وما تنفقوا من شيء فى سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون } الأنفال : 60 .

* احذر صفات السلبى

أما السلبى فهو على العكس تمامًا من الايجابى :     

1ـ  مستاء من ماضيه ومثقل بآلامه .

2ـ  متذمر من حاضره .

3ـ محبط  من مستقبله الغامض .

- وللخروج من دائرة السلبية ، علينا أن نفقه العقبات ، التى تدمر الايجابية من ( الاستغراق فى اللحظة الراهنة ) دون النظر إلى المستقبل ، الذى يجعلك تعيش فى زمن آخر ومكان آخر وإنتاج جديد فى كل لحظة ، لتحقق الهدف الأسمى الذى تراه ، وحول هذا المعنى يأتى قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها ] صححه الألبانى .

وليس معنى ذلك أننا لا نتعرض لضغوط حياتية طبيعية ، بل إن الإعداد للمستقبل يجعلنا نفعل هذه التفاصيل اليومية بهدوء وراحة وروية ، فلا تغيرنا الظروف والأحوال ، وتتحكم فينا ، وتوجههنا ، بل نحن الذين نغيرها لتحقيق مستقبلنا الواعد .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,847