مسرحية الثيران الثلاثة

المشهد الأول

الثيران الثلاثة: الأسود والأصفر والأبيض على خشبة المسرح:

الثور الأسود: أنتم تعرفون يا أصدقائى أن الأسد لن يتركنا ننعم فى الغابة.. ويهددنا كل يوم.. ولذلك لا بد أن نكون يدا واحدة.

الثور الأصفر : أنا أرى أن نبتعد عن طريقه..لأننا لا يمكن أن نقدر عليه.

الثور الأبيض: كيف تقول ذلك يا ثور يا أصفر.. نحن أقوى من الأسد.. بشرط أن نكون نجتمع ولا نتفرق ونكون يدا واحدة كما قال الثور الأسود.

الثور الأسود: عندك حق يا ثور يا أبيض.. ولا تنسوا إننا ثلاثة وهو واحد.. وعلى رأى المثل الكثرة تغلب الشجاعة

الثور الأبيض: وهناك أمر آخر مهم.. أننا أصحاب حق.. وصاحب الحق دائما قوى.

الثور الأصفر: يبدو أنكم لا تفهمون الواقع..إنه الأسد .. أتفهمون معنى أنه الأسد.. يعنى من الممكن يأكل لحمنا ونصبح هباء.

الثور الأبيض: والله الشىء الوحيد الذى أخاف منه هو الخيانة.. فلو حدثت بيننا خيانة سنضيع جميعا.

الثور الأسود: ماذا جرى لكما يا صديقاى.. يبدو أنكما تريان ألا نواجه الأسد.. ونريح أنفسنا.. ولكن اعلموا جيدا أن هذا الحل لن يحقق لكم ما ترجون من راحة كما تظنون.

المشهد الثانى

يظهر الثور الأصفر فقط على خشبة المسرح ثم يدخل عليه الأسد الذى تظهر عليه علامات الخوف ويرتجف بشدة

الثور الأصفر: سيدى الأسد يا مرحبا يا مرحبا.. والله منذ قليل كنت أتحدث عنك مع أصدقائى وأقول لهم إنك أسد محترم.. وتحب الحق.. ولا تحب الظلم أبدا.

الأسد (ضاحكا): أعرف..أعرف يا ثور يا أصفر مكانتى عندك.. ولكن هناك موضوع أريد أن أكلمك فيه.

الثور الأصفر: تحت أمرك يا سيد أسد.. تفضل

الأسد: لقد وصلنى كلام أن الثور الأبيض يسير فى الغابة ويقول: أنا أحسن ثور فى الغابة وخاصة أحسن من الثور الأصفر.

الثور الأصفر (غاضبا): الخبيث قال ذلك.. والله إذا لقيته لألقنه درسا لا ينساه طوال عمره.

الأسد (مبتسما): هدئ نفسك.. واتركنى أنا أؤدبه بمعرفتى .. فأنت أيها الثور الأصفر حبيبى وصاحبى .. والذى يغضبك يغضبنى.

الثور الأصفر: بارك الله فيك يا صديقى الأسد

الأسد: ولكن لا تحزن إذا أكلته.

الثور الأصفر (مرتعشا): وهل ستأكله فعلا

الأسد (يزأر زئيرا شديدا): نعم.

الثور الأصفر (مرتعدا): افعل ما تراه يا صديقى الأسد.. فهو يستحق ما يحدث له فلقد شتمنى وسبنى.

الأسد (مبتسما) : شاطر يا ثور يا أصفر.. لقد بدأت تفهمنى.. (يزأر زئيرا شديدا).

المشهد الثالث

الثور الأسود فقط على خشبة المسرح

الثور الأسود: لا حول ولا قوة إلا بالله لقد أكل الأسد الثور الأبيض ..كان عنده حق الثور الأصفر عندما قال أننا لا نقدر على الأسد.. آه لو أعرف من الذى وشى به عند الأسد

يدخل الثور الأصفر..

الثور الأصفر: كيف أحوالك يا ثور يا أسود.

الثور الأسود: حالى لا يعلم به إلا الله.. هل علمت ما حدث لصديقنا الثور الأبيض.

الثور الأصفر: صديقك أنت وليس صديقى.. هو يستحق ما حدث له.. كان يسبنى ليل نهار فى الغابة..

 فأخذ جزاءه.. وأصبح عبرة لغيره.

الثور الأسود: ماذا تقصد؟

الثور الأصفر: أقصد أن يعرف كل واحد مقامه ويحترم نفسه.. ولا بد أن تفهم أن الأسد سيدنا وكبيرنا.

الثور الأسود (متعجبا): ماذا تقول؟!!

الثور الأصفر: قلتُ ما سمعت.. ولابد أن تفهم كذلك أننى سيد الثيران فى الغابة كلها فاهم يا ثوووور.

ينصرف الثور الأصفر ويبقى الثور الأسود وحده على المسرح

الثور الأسود (يكلم نفسه) : يا سلااام يا ثور يا أصفر تقتل القتيل وتمشى فى جنازته.. وترفع صوتك على .. لا بد أن أعلمك درسا لن تنساه طوال عمرك..وإن لم أفعل ذلك فلست الثور الأسود حقا.

يدخل الأسد وهو يزأر فيرتعش الثور الأسود ويقف خائفا وهو يرجع إلى الخلف ببطء

الأسد: كيف أحوالك يا ثور يا أسود

الثور الأسود (مرتعشا): الحمد لله بخير يا سيدى الأسد نعيش بفضلك وتحت حمايتك.

الأسد مبتسما: طوال حياتى وانا أحترمك يا ثور يا أسود ودائما أقول: أنك تفهم فى الأصول.. ولأجل ذلك جئت لأنبهك وأعرفك الحقيقة.

الثور الأسود: كلك ذوق يا سيدى الأسد

الأسد: الثور الأصفر يسير فى الغابة ويشتم عليك.. ويقول إنك ضعيف الفهم.. وتخيل أننى وأنا قادم إليك رأيته خارجا من عندك ويشتم عليك ويقول: لا بد أن أقتل الثور الأسود.

الثور الأسود (غاضبا) : سوف أقتله قبل أن يقتلنى.

الأسد: لا ..لا تتعب نفسك.. سوف أكفيك هذا الأمر وأخلصك منه .. ونعيش أنا وأنت معا وتسكن معى .. ولن يستطيع أحد أن يغضبك بعد اليوم.

 

الثور الأسود: والله أنت محترم وشهم يا سيدى الأسد.. ولا ترضى الإهانة لأصدقائك.

ينصرف الأسد ويبقى الثور الأسود بمفرده

الثور الأسود: والله ستحلو لك الدنيا يا ثور يا أسود.. وتصبح صاحب الأسد ولا يقدر أحد أن يكلمك.

المشهد الرابع

الثور الأسود: أظن أن الأسد أكل الثور الأصفر.. وذهب لينام يومين أو ثلاثة.. وهى فرصة أعمل نفسى ملكا للغابة إلى أن يصحو صديقى الأسد من نومه.

يدخل الأسد وفمه ملطخ بالدم

الثور الأسود مندهشا: لقد رجعت بسرعة يا سيدى الأسد

الأسد:  لقد أكلت الثور الأصفر كله وما زلت جائعا..

الثور الأسود (يرتجف) : اذهب يا سيدى وابحث لنفسك عن غزال أو حمار لتأكله.

الأسد: ولماذا أتعب نفسى.. وأمامى ثور أسود سمين يكفينى ثلاثة أيام على الأقل.

الثور الأسود (وقد زاد رعبه): ماذا تقصد يا صديقى العظيم الأسد

الأسد : لا تكن حمارا.. يكفى أنك ثور.

الثور الأسود: وهل تريد أن تأكلنى!!

الأسد : شاطر يا ثور لقد فهمتنى.. ولا أحد الآن يستطيع أن يمنعك منى .. فقد أكلت صاحبيك.. وفى الحقيقة الغابة بدون ثيران أفضل.. وربنا يقوينى حتى آكل الحمير كلها الموجودة فى الغابة.

الثور الأسود (مرتعشا): ولكننى صاحبك

الأسد: ومتى كان لى أصحاب .. سلام يا صاحبى

الثور الأسود: عندك حق .. أنا أستحق هذه النهاية.. لقد فرطنا فى بعضنا.. بعد أن زرعت الخيانة بيننا وصدقناك.. كان لا بد أن أعرف أنك ستفعل بى مثل ما فعلت بصديقى الثور الأبيض والثور الأصفر.

الأسد (ساخرا) : هذا شىء عجيب أنت تفهم جيدا.. فلماذا يقولون عنك أنك ثور..

 

ويزأر الاسد زئيرا شديدا ويسدل الستار

المصدر: مسرحية من تأليفي

ساحة النقاش

الدكتور/ محمد محمود القاضي

mohamedalkady
موقع شخصي يهتم صاحبه باللغة العربية ودراساتها، والثقافة الإسلامية، والثقافة العامة، والتأليف للطفل. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

241,799