<!--<!--<!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:"MS Mincho"; panose-1:2 2 6 9 4 2 5 8 3 4; mso-font-alt:"MS 明朝"; mso-font-charset:128; mso-generic-font-family:modern; mso-font-pitch:fixed; mso-font-signature:-1610612033 1757936891 16 0 131231 0;} @font-face {font-family:"Simplified Arabic"; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;} @font-face {font-family:"Traditional Arabic"; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;} @font-face {font-family:"\@MS Mincho"; panose-1:2 2 6 9 4 2 5 8 3 4; mso-font-charset:128; mso-generic-font-family:modern; mso-font-pitch:fixed; mso-font-signature:-1610612033 1757936891 16 0 131231 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:14.0pt; mso-bidi-font-size:16.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic"; mso-bidi-language:AR-EG;} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:35.4pt; mso-footer-margin:35.4pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} --><!--<!--<!--

ميزان الصادقين مع الله

اعلم أن رفع الهمة عن الخلق، والتعفف عما عندهم، ورفع الحوائج إلى الله وحده، والتوكل عليه، هو ميزان الصادقين مع الله, قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ)، فيظهر الصادق بصدقه، والكاذب بكذبه، وقد ابتلى الله تعالى بحكمته ووجود منته غير الصادقين، بإظهار ما كمنوه من الرغبة، وفضح ما كتموه من الشهوة، ونشر ما أسروه من حب حكام الدنيا الفانية، والتكالب على جمعها، فابتذلوا أنفسهم لأبناء الدنيا مباسطين لهم، وموافقينهم على مآربهم، مدفوعين عن أبوابهم، مذلولين وراء شيعتهم.

فترى الواحد منهم يتزين كما تتزين العروس، اهتمامًا بمقابلتهم، يعتنون بإصلاح ظواهرهم؛ لينالوا الحظوة عندهم، ويغفلون عن إصلاح سرائرهم، ولقد وسمهم الحق وسمة كشف بها عوارهم, وأظهر أخبارهم وأحوالهم، فبعد أن كانت نسبتهم مع الله ـ أن لو صدقوا مع الله ـ فيقال له عبد الواحد، عبد الرحمن، فأخرج عن هذه النسبة، فصار يقال له: شيخ الأمير, وشيخ الوزير، وإمام السلطان.

أولئك هم الكاذبون على الله، الصادون العباد عن صحبة أولياء الله سبحانه وتعالى؛ لأن ما يشهده العوام من أحوالهم ينسبونه إلى كل منتسب إلى الله ـ عز وجل - صادق وغير صادق,

فهم حجب أهل التحقيق، وسحب شمس أهل التوفيق، ضربوا طبولهم، ونشروا أعلامهم، ولبسوا ثيابهم المزركشة، وتيجانهم الكاذبة، يريدون الدنيا وزخرفها، فإذا وقعت الحملة ولوا على أعقابهم ناكصين.

يدعون العلم ولا يعرفونه، وينتسبون إلى أهل الله، وقرآن ربهم لا يحفظونه، وسنة نبيهم لا يتمسكون بها، وشرع رسولهم لا يفقهونه، ألسنتهم منطلقة بالدعوى، وقلوبهم خالية من القوى، وأعينهم تنظر إلى متع الدنيا، وأيديهم تمتد إلى الخلق، وأعناقهم مشرئبة إلى الجاه، ألم يسمعوا قوله تعالى فى كتابه الكريم: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ)

وقوله عز وجل: (لِيَجْزِى اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا)

أترى إذا سأل الصادقين، أيترك المدعين من غير سؤال؟ لقد تثاقلوا عن العمل الصالح، وأهملوا باب الخدمة للمولى الكبير المتعال, ألم يسمعوا قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

فهم فى الظاهر يلبسون زى الصادقين، وينطقون بقول العارفين, ولكن أعمالهم أعمال الكاذبين المعرضين، وأفعالهم، أفعال المنافقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

 

المصدر: من كتابى تحفة التصوف
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 267 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2011 بواسطة mohamedalkady

ساحة النقاش

الدكتور/ محمد محمود القاضي

mohamedalkady
موقع شخصي يهتم صاحبه باللغة العربية ودراساتها، والثقافة الإسلامية، والثقافة العامة، والتأليف للطفل. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,463