كتبت: أ.د. نادية حجازى

الأهداف المباشرة
يمكنك البدء فى التحكم في شئونك المالية بمجرد التحكم فى المبالغ مستحقة الدفع من جانبك، إبدأى بالديون مستحقة الدفع أولا قبل الشروع فى السعى لتحقيق أى أهداف مالية أخرى، وإذا كان هناك ثمة استقرار كبير فى بطاقات الائتمان والدفع بالخصم فإبدأى بها، إذ أنها تتمتع بمعدلات مرتفعة من الفوائد ومن السهل أن نتعامل معها بأقل حد ممكن دفعه شهريا.

ولا توجد مبالغ مستحقة الدفع يمكن تقبلها إلا تلك الأصول التى ترتفع قيمتها المالية يوما بعد يوم مثل الأراضى. عليك إذن وضع خطط عاجلة لسداد الديون الشخصية مستحقة الدفع فإن لم يكن عليك أية ديون هنئ نفسك تهنئة حارة ثم انتقلى للخطوة التالية.

وبمجرد السيطرة على الديون المستحقة الدفع ننتقل للخطوة التالية في كيفية تحديد الأهداف وهى إنشاء صندوق خاص للطوارئ والذى ندخر فيه الأموال التي تستخدم فى الإنفاق الطارئ غير المتوقع وهذا الصندوق لا يحتوى على أموال قليلة نستعيرها لشراء آخر رداء وقعت عليه أعيننا. وعملا بالقول السائد أن "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود" نخلص إلى ضرورة الالتزام بثقافة الإدخار بما يسمح بالإنفاق لمدة لا تقل عن شهرين أو ثلاثة أشهر، فقد يفقد أى الشريكين وظيفته، أو إذا ما تعرض أحدهما لإصابة بدنية قد تستمر ردحا من الزمن، بل أن الإدخار يعد أمرا حيويا خاصة بالنسبة للأم الفاقدة للعائل كذلك.

يجب أن يحتوى صندوق الطوارئ الخاص بك على الأموال اللازمة لإنفاقك على مدى شهرين أو ثلاثة أشهر فابدأى بتخصيص هذا المبلغ حالا، ويستحسن أن يوضع هذا المبلغ في حساب يصعب إستخراج الأموال منه لكيلا تستخدم بطاقة الصرف الخاصة به فى أى حين كأن تستخرج منه مالا يكفيك لتغطية العجز فى إنفاق الشهر الجارى.

الأهداف بعيدة المدى
وإلى جانب الأهداف المباشرة المذكورة سلفا توجد عدة أهداف تود الكثيرات تحقيقها على المدى المتوسط أو المدى البعيد، وهذه الأهداف تشمل:

الإستقلال المالى
ويختلف هذا المفهوم من أم لأخرى فعند بعض الأمهات يعتبر الإستقلال المالى هو عدم الإعتماد على شريك الحياة أو الأقارب فى الإنفاق بينما يعنى عند أخريات القدرة على الحصول على وظيفة ذات عائد زهيد فى مقابل تسخير بقية الوقت والمجهود لتلبية إحتياجات الأسرة. والاستقلال المالى إنما يعنى التمتع بالمزيد من الحرية فى إتخاذ القرارات المتعلقة بالمستقبل.

توفير رأس المال اللازم لبدء عمل من المنزل
ويعد هدف توفير المال اللازم لبدء عمل من المنزل هدف مباشر أو قريب المدى أو بعيد المدى تبعا لمدى السرعة فى الوقت التى تريدين من خلالها بدء مشروع من المنزل، ويعد حجم ونوع المشروع الذى تريدين أن تؤسسى له هو المحدد لرأس المال المطلوب، فإذا لم يكن رأس المال الذى تحتاجينه كبيرا فإنه إذن هدف مباشر لا يحتاج لأى وقت إضافى لتحقيقه أما إذا كان رأس المال اللازم لبدء المشروع المنزلى كبيرا فإنك تحتاجين لبعض الوقت لإدخاره.

إمتلاك العقارات
فامتلاك منزل بالنسبة لمعظم الناس يعد إستثمارا رائعا مدى الحياة، فتوفير المبالغ المدفوعة للعيش فى منزل ما يجب أن يندرج قيد أهدافك، فإمتلاكك لمنزلك إنما يعنى أيضا أنك تمتلك بيعه مما يعد أحد وسائل الإستثمار.

الإدخار
إلى جانب راحة البال للإيقان بوجود مدخرات بعيدة عن الإنفاق اليومى. يعتبر الإدخار عادة طيبة تساعدك على شراء أشياء غالية الثمن مثل شراء سيارة أو أثاث أو أدوات كهربائية أو التمتع بالعطلات أو حتى شراء دولابا للملابس وهذا بالطبع أفضل من الشراء طبقا لخطة مناسبة من خطط التقسيط والتى تدفع بك على المدى البعيد إلى سداد مبالغ طائلة تنتج عن إضافة فوائد التقسيط وإضافة أرباح عالية على سعر التكلفة الأساسى كما أن قدرتك على التفاوض فى الأسعار تزداد بشكل كبير طالما أنك تشترين بدون تقسيط.

التقاعد
يعتمد معظمنا إعتمادا رئيسيا بعد التقاعد على المعاش أو على مدخرات صندوق الزمالة، ونظرا لإرتفاع الأسعار بشكل متزايد نتيجة لحجم التضخم، فمن الحكمة دفع أكبر قدر ممكن لجهة صرف المعاشات حتى يتسنى لنا تلقى أكبر معاش ممكن، أو بالأحرى إدخار ما يمكن من أموال تحت بند الإدخار من أجل التقاعد.

تعليم الأبناء
ويعد تعليم الأبناء من أهم أسباب الإستثمار والإدخار بحكمة إذ يجب أن تولى الأسر المصرية إهتماما بالغا بإستمرار أبنائهم فى التعليم، وفى حالة تخطيطنا لإلحاق أبنائنا بالجامعات الحكومية أو الخاصة أو فى الخارج يتحتم علينا وبلا نقاش أن نضع فى إعتبارنا التخطيط لهذا الإنفاق الهائل.

الاستثمارات
فبعض الناس يستحسن الإدخار فى صورة إستثمار عن طريق إمتلاك العقارات أو أسهم البورصة أو السندات وما إلى ذلك، ويعتمد تحديد نوع المجموعة الشرائية للأسهم التى نطمح إليها على قدر المخاطر التي نحبذها بأنفسنا، والقاعدة التي تحكم هذا الإستثمار تتلخص فى أنه كلما ازدادت عائدات الاستثمار كلما زادت المخاطر المرتبطة بهذا الإستثمار.

وكما يقول الفيلسوف الصينى كونفشيوس أن "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة". ولكن عليك أن تحددى أهدافا واقعية، ضعى الخطط وابدأى فى الإدخار لتحقيق أحلامك، ولا تقحمى نفسك بما تريدين تحقيقه، تمنى قليلا! إبحثى عن مساعدة مستشار متخصص فى الشئون المالية أو شخص مدرب على إدارة الشئون المالية خاصة بالنسبة لموضوع التقاعد أو تعليم الأبناء أو التمتع بمظلة التأمينات أو الاستثمار لكى يتسنى لك الحساب ووضع خطة ملائمة لإدخارك وإستثمارك.

ضعى فى إعتبارك أن هؤلاء المتخصصون في المحاسبة يتقاضون أجورا على هذه الخطط التي يبيعونها، وعلى هذا فيجب أن تسألى أصدقائك وأقاربك وزملائك عما إذا كانت لديهم معرفة بالخطط الناجحة في الأسواق، تسوقى في هذا المجال، قارنى وحللى بعض الخطط الموجودة بالسوق قبل إتخاذ القرار، لا تسمحى لبائعى خطط الإستثمار أن يبيعوا لك خطة استثمارية لا طاقة لك بها أو لا تستطيع تمويلها.