من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

لا شك أن مقام العلم والعلماء في دين الإسلام هو باب من أبواب  الدخول إلي جنة من جنات المعارف المتنوعة الثمار ذات القطوف الدانية التي تتنوع وترتقي مع ترقيات العارف وكما قال العلماء فان شرف العلم يرتبط بشرف المعلومة وكلما شرفت المعلومة كلما كان الوصول إليها أصعب ويحتاج إلي صبر وجهاد، فليس من يطمح للحصول علي شهادة جامعية مثلا مثل من يطمح للحصول علي الدكتوراة او من يجاهد للحصول علي جائزة نوبل، فكلما ارتفعت الدرجة احتاجت إلي مجهود أكبر وهذه بديهية  فكيف بمن يريد أن يتعرف ويتعلم معني – لا اله إلا الله -  إنه شرف يحتاج إلي مجاهدة أناء الليل وأطراف النهار .

لا إله إلا الله  - إنها ليست كلمة ولكنها علم يتوه العقل فيه ولا يقف إلا علي شواطئه بعد طول سهر وعناء، وكلما إزداد علما أدرك مقدار جهله ولذلك قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيما ورد عنه "غاية الإدراك أن تدرك أنك لا تدرك"

 قال تعالي لحبيبه ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم:

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19

نعم . فاعلم  انه علم  ومع ان الله قد قال لحبيبه مرات كثيرة "قل" إلا انه

لم يقل له قل لا إله إلا الله  ولكن قال له سبحان من قائل " فاعلم " حتي

يتبين لنا أهمية هذا العلم العظيم المرتبط بهذه الكلمة – كلمة الشهادة

بل لا أكون قد تجاوزت الحقيقة إذا قلت انها ليست مجال رحب للعلم، ولكنها مجال لعلوم متعددة وسوف نتكلم عن بعض هذه العلوم والمعارف بما يفتح الله لنا في هذا المقام وقد نعود ونكمل في مناسبات أخري إن شاء الله تعالي.

أول هذه العلوم هو مفهوم التخلية ثم التحلية:

فالمقطع الأول – لا إله – أي نفي لكل الألهة إجمالا وتفصيلا، أي تخلية القلب من أي معبود أو مقصود أو مشهود من الألهة، وهذا الأمر المعنوي هو ما يناسب الأمر المادي فكل انسان يعلم بداهة أنه إذا أراد أن يملاء وعاءا  بمشروب فإنه ينظف الوعاء قبل إضافة المشروب وكلما كان الوعاء نظيفا كلما مكث الشراب سليما لمدة أطول مما لو كان الوعاء ملوثا، حتي يصل الأمر إلي حد التعقيم للوعاء إذا أردنا ضمان عدم إختلاط المشروب بسواه.

وقلوب العباد أوعية كلما تم تنقيتها من كل ما سوي الله من حب الدنيا والإنشغال بها والشهوات والتطلع إليها  كلما كان بقاء العلم والإستفادة به لمدة أطول، ومن هنا كان قولنا لا إله قبل النطق بالمقطع الثاني وهو إلا الله  - إشارة إلي هذا المعني الجليل.

ثم تأتي التحلية وهي إضافة وإثبات وتحقيق العبودية والقصد والشهود للواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له سبحانه وتعالي. وإذا فهمنا هذا المعني فتحت لنا أبواب الفهم لسنة الحبيب عندما يبدأ يومه في صلاة ركعتي الفجر (السنة القبلية) وكذلك يختم النهار ويفتتح الليل في السنة البعدية لصلاة المغرب بقراءة (سورة الكافرون )

"قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}

 في الركعة الاولي

 و سورة (الاخلاص)

" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}ً

 في الركعة الثانية  - حيث تنفي سورة الكافرون كل إله وكل معبود وكل مقصود – أي تخلية -  لتثبت سورة الإخلاص صفات الله الواحد الأحد المعبود الفرد الصمد الذي لا إله إلا هو أى التحلية  .

وهنا يحضرني قول أحد العارفين

خلي  ثم  حلي  تكن أهلا للتجلي

ثم صلي علي الغالي تكن أهلا للمعالي

وصلي علي الحبيب تكن منه قريب

                                             أمين أمين أمين 

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول