المفاهيم الخطأ وتأثيرها على العقيدة الإسلامية :
تشير المفاهيم الخطأ لدى الأفراد فى العقيدة الإسلامية إلى المفاهيم التى تتكون لدى الفرد، والتى تحمل صياغة معتقدات وأفكار غير مطابقة لحقيقة العقيدة الإسلامية والدين الإسلامى ، وتأتى خطورة المفاهيم الخطأ لدى الأفراد فى العقيدة الإسلامية إلى أمرين :
الأول : الناحية المفاهيمية أو المعرفية نفسها فى حقائق العقيدة : فالإسلام يريد من الأفراد عقائد إسلامية صحيحة فيما يتصل بالإلهيات والنبوات والغيبيات فالإنسان قد يفعل كل أمور الخير ولكن عقيدته غير صحيحة فيفعل هذه الأمور رياء أو اتفاقاً ، فقد قال سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [ الزمر 65] .
فالإنحراف السلوكي ليس هو الإنحراف الوحيد في حياة أولئك المسلمين ، ولا هو الانحراف الأخطر في حياتهم لو كان الأمر مقصورا علي الانحراف السلوكي وحده لكان الأمر علي سوئه – أهون بكثير . ولكن الأمر تجاوز ذلك إلي الانحراف في المفاهيم .
الثانى : أن المفاهيم الخطأ لدى الفرد فى العقيدة الإسلامية تؤثر على سلوكه : لذا فالقرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) [ الكهف : 107] ، فجعل التكامل بين الإيمان والعمل سبيل أعلى مكان فى الجنة الفردوس الأعلى " فالعقيدة تبنى عليها نظرة الإنسان إلى الحياة وما فيها ، كما يترتب عليها سلوك الإنسان فى المجتمع ومن فيه ، كما يترتب عليها من سلوك الإنسان فى المجتمع سواء أكان هذا السلوك خيراً أو شراً صالحاً أو طالحاً ، حسناً أو قبيحاً ، صواباً أو خطأ .
فإذا ما اعتقد المسلم أن التوكل هو عدم السعى والعمل وانتظار الرزق فيؤثر هذا فى سلوكه فلا يسعى فى الأرض طلباً للرزق اعتقاداً منه أنه متوكل على الله ، لهذا فمن الأهمية تصحيح مفاهيم العقيدة الإسلامية لدى التلاميذ فى سن مبكرة حتى لا تنمو تلك المفاهيم الخطأ مع نموه وبالتالى تؤثر على سلوكهم ويصعب تعديلها أو تغييرها " فالفرد لديه استعداد للاعتقاد فى سن مبكرة وهذا الاستعداد نستطيع تثقيفه وتوجيهه نحو الاعتقاد الصحيح وإبعاده عن الاعتقادات الخرافية والأوهام الباطلة وتحصينه بالاعتقاد الصحيح ضد الاعتقادات البطالة حتى لا يتأثر بها الناشئ إن صادفها فى حياته ، وكذلك نستطيع تطهير عقول الناس وقلوبهم من الشبهات والشكوك التى تزعزع سلوك الإنسان وتصرفاته .
ولكى تنمو مفاهيم العقيدة الإسلامية لدى طلاب المرحلة الجامعية ، لابد أولاً من التعرف على المفاهيم العقائدية الموجودة فى بنيتهم المعرفية ، ويترتب على هذا معرفة المفاهيم الصحيحة والمفاهيم الخطأ ، ثم اختيار استراتيجية تدريسية مناسبة ويقترح الباحث استخدام أنشطة تربوية بهدف تقوية هذه المفاهيم ، مع تصويب المفاهيم الخطأ يتم تصويبها من خلال هذه الأنشطة .
ساحة النقاش