إكساب المفاهيم:
حين نعلم أى علم نلاحظ أن له العديد من المكونات منها: المفاهيم ، الحقائق والآراء، القيم، المعلومات، المهارات، المبادئ، التعميميات، النظريات، القيم الاتجاهات. ولأننا نتحدث عن المفاهيم فإننا نلاحظ أن المعلم عليه دور كبير فى هذا المجال والمتعلم يكون فى البداية وخاصة فى أوائل مراجل تعلمه فى الطفولة فاقدا للعلم بالمفهوم من حيث : المصطلح الدال عليه، وتعريفه، وخصائصه وأمثلة تدلل عليه. فهو حين يسمع ولأول مرة بكلمة الشجرة وهو طفل لا يدرك ما الشجرة ولا شكلها ولا صفاتها ولا خصائصها ولأ انواعها سمع الاسم فقط وبعدها يري أنواعا لها ويبدأ فى معرفة صفاتها وخصائصها بقدر إدراكه وما يعرض عليه سواء من والديه أو مربيه أو معلمه هنا يسمي هذا إكتساب المفهوم. وإن كنت أرى أن هذه العملية تتم داخل مؤسسة تربوية أو تعليمية حتى تكون مقصودة ويتحقق فيها شروط التعلم المعروفة.
تنمية المفاهيم:
أما تنمية المفاهيم فترتبط بزيادة فى المفهوم من حيث إضافة بعض الخصائص إليه ربما كانت فوق مستوى تحصيل المتعلم أو سنه أو قد ترتبط بمسألة أخلاقية كمسألة الاسماء الخمسة أو الستة المعروفة . والتنمية ترتبط بمستويات الأهداف المعرفية لدي بلوم ومدي إدراك المتعلم لتعريف المفهوم أو فهمه أو تطبيقه وغير ذلك.
فالمفاهيم ليست جامدة ولكنها تنمو وتتدرج فى نموها , لأنها حصيلة لخبرات الفرد فتنمو بنمو خبراته وتتسع باتساع ودائرة معارفه ويتأثر بما حوله منها . فبانتقال الفرد من مرحلة على أخرى، وبازدياد حصيلته المعرفية من الحقائق ينتقل الفرد من مرحلة التعامل مع المواقف الحسية المباشر طبقا لقدراته على التعامل مع مواقف تميل إلى التجريد نوعا ما ثم إلى التعامل مع المجردات والتعميمات ، وبازدياد قدرته على التجريد تنمو المفاهيم وتتطور لديه .فالمفهوم يتطور بتطور معارفنا والحقائق التى تحصل عليها وكذلك فإن هذا المفهوم قد يتطور بالنسبة للطالب وفقا لمستواه الدراسى .
والمفاهيم أمور معقدة , ولها أبعادها وبنموها تتحرك فى خطوط مختلفة متغيرة، ومن خلال هذه الأبعاد تتحرك فيها المفاهيم الحسية والتجريد والإبهام والوضوح والتجديد والاتساع , وكذلك ما يتضمنه المفهوم وعلاقاته .
وينمو المفهوم مع الفرد من البسيط إلى الأكثر تعقيد , ومن الذاتية إلى الموضوعية , ومن المحسوس إلى المجرد , ومن المفاهيم المتغيرة إلى ألأكثر تناسبا. وذلك من خلال مراحل تطور المفهوم واكتسابه . وتعميق مستوى المفهوم من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى والأكثر دقة وشمولا للقدرة على التمييز والتفسير , ولعل هذا يبين أهمية الترابط الرأسى فى المناهج الدراسية عند تدريس المفاهيم فى الصفوف والمراحل الدراسية المختلفة .
ومن العوامل المؤثرة فى نمو المفهوم وتطوره ؛ الأعمار الزمنية, ودرجة المفهوم من حيث البساطة والتعقيد, فقد يستطيع الفرد أن يأتى بتفكير مجرد فى مجال ولا يستطيع أن يأتى التفكير فى مجال آخر.
أما بالنسبة لنمو المفهوم الدينى , فلا شك أن التعليم الذى يتلقاه الفرد والتنشئة الدينية التى يتلقاها من أهم العوامل الأساسية فى تحديد اتجاهاته , ومفاهيم الطفل الدينية تختلف عن مفاهيم الكبار اختلافا كبيرا لاختلاف خبراتهم ومشاعرهم , وبنمو الطفل عقليا تنمو لديه المفاهيم الدينية فيسدل مفاهيم الطفولة الساذجة المرتبطة بالمحسوس بمفاهيم أكثر عمومية وأكثر تجريدا ، كما تقلل اتجاهاته الدينية المتمركزة حول ذاته ويكون أقل أنانية عما كان عليه فى بداية مرحلته الأولى .
استيعاب المفاهيم :
وأما استيعاب المفاهيم فهو أشمل ويرتبط بمدى ادراك المتعلم لاسم المفهوم وتعريفه وذكر أمثلة ولا أمثله تدل عليه وذكر خصائص المفهوم موضع التعلم وهناك العديد من النماذج التي قدمها العلماء للاستيعاب المفاهيمي. وتتم عملية الاستيعاب المفاهيمى من خلال رصد التصورات القبلية لدى المتعلم، ثم إضافة Adding تصورات ومفاهيم جديدة للبناء المعرفي لديه، ثم يتم تمثيل Assimilation هذه التصورات، ثم تحدث عملية المواءمة Accommodation، ثم تحدث عملية إعادة البناء Restructuring أو إحلال Replacement المفاهيم والتصورات الموجودة بمفاهيم أخرى صحيحة ودقيقة، وبالتالي تحدث عملية الاستيعاب المفاهيمى Conceptual Understanding الكاملة، لذلك فإن الاستيعاب المفاهيمى يتوقف على عدد من العناصر منها(الأبنية المعرفية السابقة للخبر الحالية، والإدراك والانتباه الذي يتحدد بالمرحلة و الأبنية المعرفية، وملائمة الخبرة لحاجاته واستعداداته، وميوله، وإمكانية تمثيل الخبرة بأية صورة من صور التمثيل المعرفي Cognitive Representation.
إن الاستيعاب المفاهيمى، أو ما يقصد بتعميق الفهم يرتبط بالمرحلة النمائية التي يمر بها المتعلم(وفق منحنى بياجيه) وبخصائص الخبرة وبالظروف البيئية المحيطة ومعطياتها سواء أكانت مقصودة أو غير مقصودة، كما ضمن مارزانو ثلاث عمليات فرعية في هذا المجال، هي : ( تشكيل المفهوم، وتشكيل المبدأ، والفهم والاستيعاب) . ويمكن تعميق المفاهيم وصقلها لدى المتعلم من خلال استخدام الأنشطة التعليمية القائمة على التساؤلات، حيث حدد ثمانية أنواع من الأنشطة لإمداد التلاميذ بالمعلومات، وتعميقها.
ساحة النقاش