الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

المصطلح والمفهوم النحوى والقاعدة والسمات :

يقصد بالمصطلح النحوى : رمز له دلالة خاصة ، وصياغة نظرية تثار فى الذهن بذكره ، فإذا قلنا :" مبتدأ " تصوره العقل على أنه ذلك الاسم المرفوع المجرد من العوامل اللفظية ؛ للأخبار عنه ، فتتكون جملة تامة مفيدة ، ولا وسيلة لاستيعاب موضوعات علم النحو إلا بفهم مصطلحاته ، وإدراك مفاهيمه ، وحفظ حدودها ، مع التدريب والممارسة الصحيحة .

وهناك علاقة وثيقة بين المفهوم والمصطلح ؛ حيث تتكون المفاهيم من المصطلحات النحوية ، ودلالتها اللفظية المجردة . وتبدو هذه العلاقة فى وصف المفهوم بأنه : اسم أو مصطلح ذو دلالة لفظية . كما تعنى كلمة ( Concept ) التصور أو المعنى الذى يقصد به : كل فكرة عامة قابلة للتعميم مثل فكرة الزمان ، وفكرة المكان ، تتحقق هذه الفكرة بحصول صورة الشىء أو الرمز فى العقل ، وعلى أساسه يقوم التعريف والتصنيف . فالمصطلح إذا رمز للمفهوم ، وقد يكون هذا الرمز كلمة فيسمى المصطلح بسيطا مثل مصطلح ( الفعل ) وقد يكون مكونا من كلمتين أو أكثر فيسمى حينئذ مصطلحا مركبا مثل " الفعل المضارع ، بمعنى أنه وراء كل مصطلح مفهوم ، وكل مفهوم يحتاج إلى مصطلح يدل عليه .

أما القاعدة النحوية كما يقول تمام حسان " فهى مبنية على ثوابت تمثل الأطر الفكر التى تقوم من المفردات مقام الأصول التى عنها نبعث هذه المفردات ومنها أخذت " .

وهو بهذا يشير إلى الطريقة التى تم بها الوصول إلى القاعدة وهى الملاحظة والاستقراء الذى أجراه النحاة القدامى على فصيح كلام العرب ، ثم قاموا بناء على هذا الاستقراء بعملية التأصيل العلمى للنحو ، وصار هذا الاستقراء فى شكل قواعد يحتكم إليها حتى علماء النحو وكبار فحول الشعراء ، بل إنهم حكموها على أفصح كتاب وأبلغه وهو القرآن الكريم .

وهناك علاقة بين المصطلح النحوى والقاعدة النحوية ، وتتمثل هذه العلاقة فى أن المصطلح أساس للقاعدة ، كما أن المصطلح لا معنى له إلا فى ضوء القاعدة التى تعتبر إطارا كبيرا له يتحرك فيها ، وعلى هذا فالقاعدة النحوية بدوها تجريد أكثر تعقيدا من المصطلح النحوى ، ذلك أنها تعبر عن عملية أساسية لم تأت من أوجه الاتفاق ، كما هو الحادث عند تجريد المصطلح ، ولكنها أتت من خلال علاقات المفاهيم التى تعممها القاعدة ، ومن ثم فالقاعدة النحوية هنا تعتبر أصلا من الأصول النظرية للنحو ، وتعبر عن نمط ثابت من السلوك داخل النحو ، وهى صادقة بالنسبة إلى محتوى النحو العربى .

ونظرا لطبيعة مفاهيم النحو التجريدية التى تستلزم ممن يتعلمها التزود بقدرة خاصة من الفهم تمكنه من الاستقراء والتصنيف والتعليل والتعميم فى حين أن الطريقة السائدة لا تراعى أيا من ذلك ، وإنما تقوم على التدريس من جانب المعلم ، والتلقى السلبى من المتعلم الذى يحاول فك رموز القاعدة والمصطلحات فلا يستطيع إلى ذلك سبيلا ، ومن ثم فقد عجز الطالب عن اكتساب المفهوم النحوى الأمر الذى أدى إلى شيوع الأخطاء النحوية لأن المتكلم أو الكاتب الذى لا يعى سمات المفهوم والأثر الذى ينتج عن تغيير الحركات لا يمكن أن يعبر تعبيرا صحيحا . ومن ثم كان لا بد من التركيز على طرق تدريس مناسبة لتعليم المفهوم النحوى تحقق الأهداف المرجوة ، تساعد التلميذ على تمييز المفهوم وتعميمه لا مجرد معرفة اسمه وحفظ تعريفه فحسب .

 

ونظرا لأن تعليم المفاهيم يعد هدفا تربويا مهما فى جميع مستويات التعليم ؛ لذلك يعمل المعلمون وخبراء المناهج ومعدو المواد التعليمية فى دأب ومثابرة لتحديد المفاهيم التى يتعلمها التلاميذ فى مراحل التعليم على اختلافها ، بل إنهم يبذلون جهودا كبيرة لتطوير المواد والإجراءات التى تكفل النجاح فى تعليم هذه المفاهيم . 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 389 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2018 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,037