يعد تعلم المفاهيم اللغوية اللبنة الأولي لتعلم اللغة وتعلمها، والبدء بتعلمها يساعد في فهم المادة العلمية فهما واضحا وسليما . كما يشير التربويون إلى أن تعلم المفاهيم جنبا إلى جنب مع التعميمات والمبادئ والمهارات بدلا من الاعتماد على المعلومات والحقائق وحفظها واسترجعاها من جانب المتعلمين ؛ حيث تقلل المفاهيم من ضرورة إعادة التعلم.
وقد عرف المفهوم فى القواميس بأنه العلم يقال: تفهم الكلام إذا فهمه شيئا بعد شيء، والمفهوم متعلق بالمعاني لا بالذوات فيقال فهمت الكلام وعرفت الرجل لا فهمته .
وكلمة مفاهيم تطلق على المعاني التي يدركها العقل ويصور لها واقعا محسوسا أو مدركا فى المفهوم اللغوي وأهميته:
الذهن وقد يعبر عنها بكلمة واحدة (مفردة )فعل ، أسم ، تفاحة، أو بتركيب(إضافي أو مزجي أو إسنادي) دين الإسلام ، المضاف إليه.
والمفهوم اللغوي قد يكون فكرة مجردة معممة أو معني عام يعبر عن مجموعة من الخصائص والصفات يمكن أن تنطبق على عدد لا متناه من عناصر جنس معين، أى العناصر أو الأفراد التي يمكن أن تنطبق عليهم صفات محددة، فكلمة أرنب مثلا تطلق على كل مفردة من نفس الجنس .
وهناك العديد من العوامل التي تساعد فى تعلم المفاهيم اللغوية منها:
اللغة: فبدون اللغة يصبح تعلم المفهوم أمرا ذا صعوبة شريطة اقتران اللفظ بخبرات من الواقع
طبيعة المفهوم : فهناك المفهوم المحسوس وهو أسهل فى تعلمه من المفهوم المجرد الذي يحتاج إلى خبرات عديدة لتحقيق تعلم أفضل له.
صفات المفهوم وخصائصة: فكل مفهوم يحتاج لعدد من الصفات والخصائي التي تميزه عن غيره من المفاهيم المتشابهة.
التنظيم الهرمي للمفاهيم: إن تنظيم الفاهيم بشكل متدرج يحقق تعلم سهلا ويسيرا لها.
الأمثلة المنتمية للمفهوم وغير المنتمية : حيث تسهم هذه الأمثلة على وضوح المفهوم وتعلمه.
التصنيف: فكلما زادت قدرة المتعلم على تصنيف الأمثلة المنتمية وغير المنتمية للمفهوم كلما كانت قدرته على تعلم المفهوم أكثر.
وهناك عوامل أخرى منها الحالة النفسية للمتعلم والخبرة والبيئة المحيطة بالمتعلم.
وتتكون المفاهيم اللغوية لدى المتعلمين منذ إدراكهم بعد ميلادهم من خلال الأسرة والبيئة والأصدقاء ووسائل التواصل المختلفة من خلال الأنشطة المختلفة ولذلك يجب أن تكون هذه الأنشطة مقصودة وتنال الاهتمام اللازم من حيث التخطيط لها وتنويعها وإيجابيتها ومناسبتها لمراحل إدراك وتفكير المتعلم بما يحقق هدفيتها.
فهو يدرك الأشياء ويصنفها من خلال صفاتها المشتركة من خلال عمليه عميقة ومعقدة يمارس خلالها جميع الوظائف العقلية الأساسية. وهو في سبيل ذلك يحقق العديد من العمليات منها : التسمية والملاحطة والتمييز والمقارنة والاستنتاج والاحتفاظ والتنبوء وإدراك العلاقات والاتصال السمعى والبصري واستخدام الأرقام والتصنيف والترتيب والتخيل والتنظيم والتخيل والتفكير فى حل المشكلة والقياس وغير ذلك.
ولأن اكتساب المفهوم اللغوي يتم من خلال مراحل لازمة فإن أى خلل فى أى عملية من هذه العمليات يتسبب فى خطأ يرتبط بالتصور الصواب لهذا المفهوم مما يؤدي لإلى تكون مفاهيم بديلة أو خطأ لديه وفيما سيبنى على هذا المفهوم لدي المتعلم وما يرتبط بهذا من خبرات وأفكار ومفاهيم أخرى آتية.
ويمكن تعليم الأفراد المفاهيم من خلال الأنشطة المتضمنة فى الألعاب التعليمية أو القصص بمختلف أنواعه أو من خلال الأناشيد والمحفوظات،أو من خلال النشاط المسرح وتمثيل الأدوار، والرحلات وغير ذلك.
إن الاستعداد للكلام فطري، أما اللغة التي يصب فيها الكلام فمكتسبة ، وهي وسيلة التعبير عما يدور بداخل الإنسان، وهى تمكن الفرد من تعميم المعانى والأفكار والمفاهيم العامة التي من خلالها يمكنه تنظيم حياته.
وعن علاقة اللغة بالتفكير يري ماكس مولر أن اللغة والتفكير كلاهما ينشآن معا عند الإنسان ويستحيل وجود واحد منهما بدون الآخر ويستطرد قائلا : بما أن الحيوانات الأدني من الإنسان لا تفكر وذلك لأنها ليس لديها لغة فهى لا تفكر وبالعكس فلأنها تفكر فبالتالي ليس لديها لغة . ولكن من الواضح أن تجارب كيلوج مع الشمبانزي وتجارب فيرلن ومعاونية مع القردة كوكو تثبت أن هناك بعض الحيوانات لديها تفكيرا . وعليه فقد أثبتت الدراسات وجود تفكيرا في غياب نمط الاستجابة الرمزية والتي نسميها اللغة. وبناء عليه يمكن القول أن الفكر واللغة ليست عمليات مستقلة تماما بل بينهما تداخل ويعتمد كلا منهما على الآخر.
إن العلاقة بين اللغة والتفكير تتضح جليا في مسألة المفاهيم ؛ فالمفهوم هو فى حقيقته وجوهره تعميم للادراكات .
ونلحظ نفس الإشكالية في مسألة العلاقة بين الفكر والتخيل ، فالفكر يحدث غالبا بدون تخيل ولكنه أحيانا ما يحدث مرتبطا بالتخيل لأن التخيل فى تفكير الإنسان وكل هذا يعتمد على وضوح المعني الذي يعطى دلالة للكلمات والتخيلات بالإضافة إلى أن المعنى يجعل الفكر ذا معنى.
ساحة النقاش