الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

الحاجة إلي إعداد خاص لمعلمي العربية ؛ لمواجهة مخاطر العولمة :

    العولمة ظاهرة عالمية لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يغفل أثرها وجوانبها سواء الإيجابية أم السلبية. ومجال التربية أحد الجوانب التي تلزم المسئولين التربويين كلا في موقعه بتفهم هذه الظاهرة واستيعاب أبعادها ، ثم تمثيلها في التعليم بعد إخضاعها لمعايير التقويم المناسبة لتعاليم الشريعة الإسلامية .

قد شغل العالم كله بهذه الظاهرة ، وسرعة حركتها وانتشارها بأساليب التقنية المختلفة بين الدول أفرادا ومؤسسات ومرافق حية ، في محاولة لمواجهة هذه الموجة الجديدة .. وتطويع ما يمكن الانتفاع به منها بصورة تتوافق مع نسيج الثقافة وهوية المجتمع .

ونحن في أشد الحاجة إلي إعداد خاص لمعلمي اللغة العربية لتحقيق ذلك ، وبخاصة أن للعولمة مخاطرها الخاصة باختزال الهوية العربية ومحاولة طمس الثقافة الوطنية ، وعجز المناهج التعليمية وبرامج إعداد المعلم عن مواجهة تحديات العولمة ، والانتشار المخيف للغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية ، وضرورة إفهام المجتمع العالمي بحقيقة الشعوب العربية وطبيعة الدين الإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، ويمكن إبراز هذه النقاط كما يلي :

1- مضمون مصطلح العولمة من وجهة نظر الغرب يعني : " اختزال جملة أفكار بالية كالفكرة القومية ، ومواجهة عقائد دينية خطيرة معوقة للتطور كالإسلام ؛ حيث ينقسم دعاة العولمة بين تيارين : تيار متفائل : يمثله فوكوياما الذي يرى تشجيع الإسلام العلماني بنموذجه التركي ، كما اقترح ريتشارد نيكسون مواجهة إسلام الإرهاب ودعاة القومية ، تيار متشائم : يمثله صموئيل هنتنجتون الذي يرى أن الإسلام شكَّل خطرًا على كل حضارة واجهها ، وأن الصراعًَ الحالي معه خصوصا في ظل الزيادة الهائلة في عدد المسلمين في كل أقطار العالم ، كما بيّن حقيقة العولمة : بأنها الرؤية الاستراتيجية لقوى الرأسمالية العالمية ، التي تظهر من خلال مسارات ثلاثة متوازية : الأول : اقتصادي وغاياته ضغط العالم في سوق رأسمالية واحدة يحكمها نظام اقتصادي واحد . والثاني : سياسي ويهدف إلي إعادة بناء هيكليات أقطار العالم السياسية في صيغ تسلب أمم العالم وشعوبها القدرة على مواجهة زحفها المدمر الذي لا يستقر إلا بالتشتت الإنساني ، الثالث : ثقافي يهدف إلي تقويض البني الثقافية والحضارية لأمم العالم بغية اكتساح العالم بثقافة السوق التي تشمل العقل والإدارة ، وتشيع الإحباط والخضوع ، وهذا ما دفع بكثير من دعاة العولمة إلي تبني الفكرة الصهيونية القائلة بضرورة إقامة جهة عالمية ضد الإسلام ، مهمتها الأولى إخضاع العالمين العربي والإسلامي .

2- وأيضا هناك عجز وقصور في مناهج التعليم العام وبرامج إعداد المعلم عن مواجهة تحديات العولمة ، إذ لا تتوافق مع طبيعة الثورة المعرفية ، ولا مع حقيقة التقدم. ويتعاظم دور معلم اللغة العربية ، وبخاصة أن المناهج التي يقوم بتدريسها لم تراع كثيرا من التحديات الحالية .

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2016 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,630