ملفات الأعمال (البورتفوليو portfolio):
بدأت في التسعينيات اتجاهات حديثة لتقويم تعلم الطلاب تبنت ونادت بأن يتجه تقويم تعلم الطلاب إلى قياس أداء في مواقف حياتية حقيقية وأطلق على هذا النوع من التقويم، اسم التقويم الأصيل Authentic، وأحياناً التقويم البديل Alternative، والبعض الآخر من الباحثين استخدموا مصطلح تقويم الأداء Performance، ومهما يكن من تسميات فإن هذا التقويم يقوم أساساً على:
<!--الاهتمام بتقويم عمليات التفكير واستخدام حل المشكلات.
<!--التأكيد على التطبيق في العالم الواقعي لما يحصل عليه من معارف ومعلومات.
<!--التركيز على العمليات التي يستخدمها المتعلم لأجل الوصول إلى النتائج.
<!--المتعلم ينبغي أن يكون نشطاً وفعالاً في عملية التعلم مشاركاً في عملية التقويم مدركاً مدى ما يحققه من تقدم خلال عملية التعلم.
<!--و تشير أدبيات البحث إلى عدد من التسميات لملفات الأعمال منها: سجلات الأداء-الصحائف الوثائقية-الحقيبة التقويمية، والبورتفوليو أو الحقيبة المحمولة المخصصة للأوراق المنفصلة.
<!--ومع هذا التعدد في التسميات إلا أن المقصود يظل شيء واحد، ويعرف ملف الأعمال بأنه تجميع مركز وهادف لأعمال الطالب يبين جهوده وتقدمه وتحصيله في مجال أو مجالات دراسية معينة ويجب أن يشارك الطالب في انتقاء محتوى الملف ومحكات الحكم على نوعية الأعمال وأدلة على تأملات الطالب الذاتية فيها.
<!--ويعرفه البعض بأنه ماعون يضم الشاهد على مهارات الفرد وأفكاره وميوله وإنجازاته ويمكن أن يكون ملفًا مليئًا بأوراق منتقاة، أو قرصًا تخزن عليه صورًا من أداء الطالب.
ومن أهم الأشكال التي اهتم بها هذا النوع تقويم الأداء واستخدام البورتفوليو portfolio ( ملف الأعمال)، لأجل جمع معلومات عن قدرات الطلاب في استخدامهم لمعارفهم في مواقف حقيقية بخلق منتج أو استجابة لما عرفوه وتجمع نتاجات أعمال الطلاب خلال فترة زمنية معينة للوقوف على مدى تقدمهم تعليمياً.
بالرغم من ذيوع وانتشار هذا الاتجاه إلى أن هناك عديد من الانتقادات والصعوبات التي واجهت التقويم الأصيل ومن أهم هذه الانتقادات التي أشارت إليها الدراسات:
- قلة الأدلة فيما يتعلق في أن هذا التقويم يحقق تمايزاً في قياس قدرات التفكير العليا.
- المعلمين غالباً ما يرفضون استخدام هذا النوع لما يتطلبه من جهد ووقت.
- لم توضح نتائج استخدام هذا النوع من التقويم حدوث تفوق في مستويات الدراسة الأعلى.
- لقد ظلت قضية الموضوعية تمثل صعوبة أساسية في هذا النوع من التقويم، وان تقويم المقومين لملفات الانجاز للطالب تفاوتت درجاتهم حول الملف الواحد.
- صعوبة عقد مقارنة بين أعمال الطلاب نظراً لان كل طالب يختار الأعمال التي يفضلها ولذا فالأعمال غير موحدة ونتيجة لذلك لا تتحقق الموضوعية في تقدير الدرجات أو في عقد مقارنات بين مستوى الطلاب.
- انشغال المعلمين بعمليات هذا النوع من التقويم تؤثر على اهتمامهم بالتدريس كما أن الوقت المستقطع في عمليات التقويم يؤثر على عمليات التدريس بالإضافة إلى زيادة الأعباء على عضو هيئة التدريس دون مقابل أو معاونة.
أغراض ملف الأعمال:
يستخدم ملف الأعمال لغرضين كبيرين هما:
<!--أغراض تعليمية: تهدف إلى الإدماج الحقيقي للطلاب لتعلم المحتوى، ومساعدتهم على تعلم مهارات التأمل، وتشجيعهم على الاحتفاظ بأعمالهم، وإيجاد فرص للتواصل والمتابعة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، إضافة إلى تخفيف وطأة وقلق الاختبارات.
<!--المسائلة التربوية: وهي ترتبط بتقويم المدرسة وبرامجها وتقويم أداء المعلمين.
وهناك ثلاثة أنواع مميزة من حقائب تقويم الطالب وهي:
<!--النوع التمثيلي: وهي مجموعة تمثل أفضل ما أنجز الطالب من أعمال
<!--النوع العملياتي: وهي مجموعة تضم أمثلة لعمليات النمو المعرفي لتعليم الطالب
<!--النوع الموحد: وهي مجموعة تضم حقيبتين صغيرتين، كل واحد منهما تضم محتويات مختارة من النوعين السابقين.
ومن المحتويات التي يمكن أن تشتمل عليها ملفات الأعمال:
<!--عينات من كتابات الطالب
<!--قوائم المصادر التي اطلع عليها الطالب، والمواد التي استخدمها.
<!--صحائف التأمل الذاتي.
<!--أوراق العمل.
<!--المشروعات التي تم تنفيذها.
<!--حلول تدريبات متنوعة.
<!--التقارير التي تم إنتاجها.
<!--الأنشطة اللغوية التي نفذها الطلاب داخل المدرسة.
<!--صور تم تجميعها تعبر عن موضوعات قصائد.
<!--موضوعات تعبير مكتوبة أو مسجلة.
<!--مواد مسجلة ( أشرطة كاسيت أو فيديو).
كما يؤكد البعض على أن نجاح حقائب التقويم يعتمد على عوامل متعددة من أهمها:
<!--تطوير مهارات المعلمين وتغيير اتجاهاتهم من أساليب التعلم التي تركز على الحفظ والتلقين إلى أساليب تركز على النمو الشامل للطالب.
<!--إعطاء الطالب الثقة وتطوير قدراته وتمكينه من تحليل أدائه والتقويم الذاتى وتوثيق إنجازاته وتتبع نموه بنفسه.
<!--اشتراك المعلمين والآباء والطلاب في لقاءات دورية لمناقشة الصحائف الوثائقية
<!--تصميم إجراءات التقييم الوثائقي الشامل من حيث كيفية جمع المعلومات والبيانات، وتحليل محتوى الصحائف، وتحديد محكات تقييمها والحكم على نوعيتها، والإفادة من نتائجها.
<!--وبذلك تصبح هذه الصحائف الوثائقية أداة فاعلة في التعليم والتقويم.
معوقات تطبيق التقويم البديل:
هناك عدة عقبات تعيق تطبيق التقويم البديل، يجب تجاوزها بهدف الوصول إلى تطبيق ناجح وصحيح وصادق، تتمثل في أربعة معوقات رئيسية هي:
<!--شعور الطلبة بعدم الارتياح لإدخال نوع جديد من التقويم غير الذي اعتادوا عليه، وما يتطلبه من مهارات ومهمات أكثر تعقيدًا واختلافًا، فهم بحاجة لوقايتهم من الشعور بالفشل والإحباط.
<!--كراهية المعلمين لترك التقويم التقليدي، والانتقال إلى عالم جديد من التقويم، المحفوف بالمتاعب والمخاطر، الذي يمثل تحولاً في النموذج.
<!--عدم فهم الوالدين لتقويم الأداء الصفي بسبب عدم كفاية المعلومات التي يحصلون عليها عن تقويم الأداء من المدرسة، أو لعدم متابعتهم لتغيرات في الحقل التربوي.
<!--المتطلبات الكثيرة لتطبيق التقويم البديل، كالوقت والمال من جهة والتصميم والتوظيف من جهة أخرى، إضافة إلى كثرة أعداد الطلاب داخل الصف والعبء التدريسي ونصاب المعلم من الحصص.
هذا ويعد يعد التقويم المستمر: الذي يحدد درجة تقدم التلاميذ نحو أهداف الوحدة، والتقويم النهائي: الذي يحدد ما إذا كان التلاميذ قد بلغوا أهداف المنهج ككل. . أهم أركان عملية الإعداد التربوي للنصوص بنوعيها (الاعتمادية والاستشهادية)؛ حيث يساعدنا ذلك " في الحكم على قيمة الأهداف الموضوعة، كما يساعدنا في الكشف عن حاجات التلاميذ وميولهم وقدراتهم، وتحديد مدى تقدمهم نحو الأهداف المقررة، وأيضا تحديد مسار التعليم، والكشف عن نواحي القوة والضعف في تحصيل التلاميذ، ومدى فعالية الجهود التعليمية في إحداث نتائج التعلم المرغوب فيه، وتطوير المحتوى التعليمي بما يحقق الأهداف.
ومن هذا المنطلق: ينبغي أن يتبع المحتوى للتربية الإسلامية بتقويم، يساعدنا على الوقوف على مدى تحقق الأهداف المرجوة، وأن تتنوع فيه الأسئلة، بحيث تشمل الأسئلة الموضوعية بأنواعها المختلفة، وأسئلة المقال، وأن تكون متفاوتة المستوى، وأن يشمل التقويم المستويات العليا من التفكير: كالتطبيق والتحليل والتركيب. . . وليس مجرد التذكر والفهم.
ساحة النقاش