الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

الطريقة الاتّصاليّة في تعليم اللغة :
::::::::::::::::::::
تستند هذه الطريقة إلى جملة من المبادئ اللغويّة النظريّة التي ترى أنّ وظيفة اللغة تتجلّى في ثلاثة جوانب , هي :
- جانب وظيفيّ , يرى في اللغة وسيلة لنجاح الفرد في تلبية حاجاته المختلفة .
- جانب اجتماعيّ وثقافيّ يرى في اللغة وسيلة للاتّصال مع الآخرين .
- جانب انفعالي يرى في اللغة وسيلة للتفاعل لإقامة علاقات عاطفيّة مع الآخرين .
وتجتمع هذه الجوانب الثلاثة في اتّجاه واحد يرى في اللغة عمليّة اتّصال بين جانبين , مرسل ومستقبل , لا يمكن أن تتمّ بنجاح دون اكتساب مهارات الاتّصال التي تتمثّل في مهارتي الاستقبال , وهما ( الاستماع , والقراءة ) , ومهارتي الإرسال , وهما ( الحديث , والكتابة ).
وقد أفادت هذه الطريقة من النظريّة الوظيفيّة التي تعدّ الهدف من تعلّم اللغة هو امتلاك القدرة على القيام بالوظيفة الأساس لها , وهي عمليّة الاتّصال بين أفراد المجتمع , وبذلك يؤكّد أصحاب هذه النظريّة أهميّة البعد الدلاليّ والاتّصاليّ بدلاً من أهميّة البعد النحويّ , وجاءت الطريقة الاتّصاليّة في تعلّم اللغة وتعليمها انسجاماً وهذه النظريّة .
كما أفادت من أفكار أصحاب النظريّة التفاعليّة الذين ينظرون إلى اللغة على أنّها وسيلة لتحقيق العلاقات الشخصيّة بين الأفراد , وأداء المعاملات فيما بينهم , ويركّزون على أنماط الحركات في أثناء الحوار والتفاعل.
وتتدرّج إجراءات الطريقة التواصليّة في مجال تعليم اللغة ضمن الخطوات والمراحل الآتية :
" - تقديم حوار مختصر أو عدد من الحوارات القصيرة , ويسبق ذلك تحفيز للدارسين ( بربط مواقف الحوارات بخبراتهم الاتّصاليّة المحتملة ) , ومناقشة الوظيفة , والموقف , والناس , والأدوار , ودرجة رسميّة اللغة التي تتطلّبها الوظيفة والموقف ( في المراحل المبتدئة , وحين يعرف الدارسون جميعهم اللغة الأولى نفسها , يمكننا تقديم الحافز بلغتهم الأصليّة ) .
- التدرّب الشفويّ على كلّ عبارة في جزء الحوار الذي سيقدّم في ذلك اليوم , ( التكرار الجماعيّ من الصف كلّه , أو نصفه , وفي مجموعات صغيرة , وعلى مستوى الأفراد) , ويتبع ذلك النموذجُ الذي يقدّمه المدرّس , وينطبق الكلام نفسه على الحوارات المصغّرة.
- أسئلة وإجابات مبنيّة على موضوعات الحوارات والمواقف نفسها( أسئلة معلومات أو أسئلة "هل" ). 
- أسئلة وإجابات تتعلّق بخبرات الدارسين الخاصّة, غير أنّها تدور حول موضوع الحوار.
- دراسة أحد التعابير الاتصاليّة الأساسيّة في الحوار , أو أحد التراكيب التي تمثّل للوظيفة المدروسة , وقد يقدّم المدرّس عدداً من الأمثلة الإضافيّة للاستعمال الاتصاليّ للتعبير أو التركيب , مع استخدام كلمات مألوفة وفي عبارات أو حوارات صغيرة واضحة( مع استعمال الصور وأشياء حقيقيّة بسيطة أو التمثيل ) لبيان معنى التعبير أو التركيب .
- اكتشاف الدارس التعميمات أو القواعد الكامنة وراء التعبير أو التركيب الوظيفيّ , ويجب أن يشمل ذلك أربع نقاط في الأقلّ :صيغها الشفويّة أو المكتوبة , والعناصر التي تتكون منها" How about + verb + ing" (ماذا-عن-مصدر) , موقع العبارة في الجملة, ودرجة رسميّتها, وبالنسبة للتركيب, وظيفته النحويّة ومعناه .
- التعرّف الشفويّ وأنشطة تفسيريّة (نشاطان إلى خمسة , تبعاً لمستوى الطلاب والمهامّ , وما شابه ذلك). 
- أنشطة الإنتاج الشفويّ-وتتدرج من الأنشطة الموجهة إلى تلك الأكثر حريّة .
- كتابة الحوارات , أو الحوارات الصغيرة , أو النماذج إذا لم تكن في الكتاب المقرّر.
- قراءة عيّنات من الواجب المنزليّ المكتوب , إن وجد .
- تقويم التعليم ( الشفويّ فقط ) ,مثلاً: كيف تطلب من صديق أن..؟وكيف تطلب منّي أن..؟ ." ( Finnochiaro & Brumfit , 1983 , 107 )
ونظراً لأنّ هذه الطريقة إضافة إلى الطريقة السمعيّة الشفويّة , أصبحتا الطريقتين السائدتين في مجال تعليم اللغات سواء أكانت لغات أولى أم لغات ثانية ، فستقوم بعقد مقارنة بين الطريقتين يمكن أن تلقي مزيداً من الضوء عليهما , وعلى النقاط التي تركّز عليها كلّ منهما .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 263 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2015 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,661,419