<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
الاتجاه الفني في تعليم الأدب:
يعرف الاتجاه الفني في تعليم الأدب ونصوصه بأنه: فن دراسة النصوص، والتمييز بين الأساليب المختلفة، يستعين بقواعد اللغة، وأصولها، وبلاغتها، في فهم الأعمال الأدبية، متأثرا بجلال الألفاظ وجمال المعاني، ومرتبطا بالصور الخيالية، ودورها الفني.
وقد استخدمت بعض الدراسات المعاصرة المترجمة والأجنبية هذا الاتجاه في تعليم الأدب، فمن الدراسات المعاصرة لتعليم الأدب باستخدام المدخل الفني دراسة يورى لوتمان yory. L1995) )بعنوان تحليل النص الشعري، بنية القصيدة موضوعها البحث في هذا العمل الماثل أمام القارئ هو النص الفني، النص الفني كما هو في ذاته، وبشكل أكثر تحديدا فإن محور اهتمامنا هو القيمة الفنية الخاصة التي تجعل ذلك النص مؤهلا لتحقيق وظيفة جمالية معينة.
كما ناقشت هذه الدراسة قضايا، وآراء تتعلق بتحليل النص الفني مثل طبيعة الشعر، والمقطوعة الشعرية باعتبارها وحدة، وإشكالية الموضوع الشعري، والحسن والردئ في الشعر.
ويمكن تلخيص ما وصلت إليه هذه الدراسة فيما يأتي:
· موضوعات الشعر ومعانيه شائقة ومعروضة في الطريق، وليس الشعر إلا فن التعبير بالكلمة والعبارة، وإلا تساوى الشعر بوسائل الإعلام الأخرى، فليست الأهمية إذن للموضوع، لأنه- من وجهة نظر الفن- أدنى عناصر القصيدة؛ لأنه في ذاته قاصر عن أن يصنع قصيدة مهما تناول من شئون الحياة، فالأساس القوى الذي تقوم عليه القصيدة الحديثة، ويمنحها القيمة الفنية اللائقة بها هو بناؤها بناء مناسبا.
· لبناء القصيدة الحديثة وجهان: أحدهما خارجي، والآخر داخلي. فالبناء الخارجي يعنى بناء القصيدة بناءً متلاحم الأجزاء، متدامج المقاطع، بحيث لا يند جزء من أجزاء النص عن البناء الكلى.
· أما البناء الداخلي فعناصره متنوعة وعديدة، أبرزها عنصرا: الصورة، والموسيقا.
· المعايير التي يتحدد من خلالها البناء الخارجي للقصيدة هي:
أ-طول القصيدة، وقصرها من أبرز هذه المعايير، على أنه ينبغي ألا يفهم من قصر القصيدة قلة عدد أبياتها، وإنما المحك الفعلي في قصر القصيدة يتمثل في انتظامها داخل مستوى شعوري واحد، وضمن موقف عاطفي يسير باتجاه محدد وملموس، وبداهة إن القصيدة الطويلة هي التي اجتمعت فيها عدة مواقف شعورية، وخبرات فردية أو إنسانية متنوعة.
ب-مقدرة الشاعر على البناء هو الأساس في اختيار الإطار الذي ينبغي أن يفرغ فيه الشعر.
ج-الوعي بالتجربة الشعرية من العناصر البارزة والمهمة في حتمية اختيار الإطار وجودته.
د-المقدرة على التشكيل الداخلي؛ ليكون العمل الشعري نسيجا متلاحما، تساوى فيه الكمال الخارجي بالكمال الداخلي، وتوازنت عناصر القصيدة من شكل وصور وموسيقى ولغة على نحو ظاهر من الإبداع.
هـ-لحظة التكثيف الشعوري من العوامل البارزة في بناء القصيدة، ويقصد بها خلاصة الموقف الشعوري أو التجربة، وهذه اللحظة تختلف في مكان تكثيفها من النص، فقد تكون في بدايته، وقد تأتى في الوسط، وغالبا ما تأتى هذه اللحظة في نهاية القصيدة، ومن هنا تختلف أطر القصائد، وتشكيلاتها تبعا لاختلاف مكان لحظة التكثيف في القصيدة.
1- من المعايير التي يتحدد من خلالها البناء الداخلي للقصيدة بناء الصورة الشعرية.
2- في الشعر الحديث شاعت ثلاثة أنواع لبناء الصورة الشعرية، هي:
أ-الصورة المسطحة أو العريضة وهى التي تدور حول موضوعات مكانية كالمدينة، أو القرية، وتكون جزئياتها في الغالب مستمدة من الإطار المادي للمكان، ومستوحاة عن طريق البصر.
ب-الصورة الممتدة أو الطولية، وهى الصورة التي تبنى بناءً طوليا، فتتحرك جزئياتها بشكل ممتد من أول الصورة إلي نهايتها، معتمدة على الحركة الزمنية كأساس فني يمنح الصورة حيويتها، وامتلاءها.
ومن أبرز خصائص هذا النوع من الصور أن الحركة الزمنية غير محددة، بحيث يمكن أن نتلمس الأبعاد الزمانية الثلاثة: الماضي، الحاضر، المستقبل في وحدة واحدة.
كما أن هذا النوع من الصور لابد أن يتضمن "شخصية" تتمحور الصورة حولها، ولاخلاف في أن تكون هذه الشخصية أسطورية أو واقعية، إنما المهم أن تتحرك هذه الشخصية وفق التغيرات النفسية والتجارب المختلفة التي تعكسها، ولابد من وجود حادثة معينة تكون نقطة البدء في انطلاق الشخصية أو تحركها، بحيث تنمو الصورة من خلال عملية الانطلاق نموا متدرجا متصاعدا.
ج-الصورة المزدوجة، وهى الصورة التي ترتكز في بنائها إلي مظهرين متناقضين من مظاهر الحياة المختلفة فيأخذ كل مظهر مجرى شعوريا، وصوريا معينا، بحيث ينمو المظهران في خطين متوازيين داخل إطار الصورة الكبير، وتزدوج الصورة الشعرية في صورتين إحداهما نقيض للأخرى.
معايير صياغة الصورة، وبنائها:
تتحدد معايير صياغة الصورة، وبنائها فيما يلي:
أ-قدرة الشاعر على استخدام الأدوات البيانية المعروفة كالتشبيه، والاستعارة، والكناية، بحيث يلتحم الجانب الحسي للصورة بالجانب الدلالي لها، فتكون هذه الأدوات وسيلة ملموسة للكشف عن المعطيات النفسية والذهنية غير الملموسة، والمرفوض في الأدب المعاصر أن تقف الصورة جامدة عند التعبير الحسي، وتعجز عن تجسيم الفكر والمشاعر تجسيما تتضح من خلاله الرؤية الشعرية السليمة في تحديد البعد النفسي والإفصاح عنه.
ب-لا يفترض في الصورة أن تأتى موافقة لطبيعة المكان الذي تتحدد من خلاله، إن الصورة التي تقف عندما يسمى "بالنقل الأمين" للمكان ليست سوى تسجيل فوتوغرافي له، وهى أقرب إلي التصوير السينمائي الذي ينقل المشهد منه إلي التصوير التعبير الذي ينقل المشاعر، والأحاسيس، فالشاعر حين يرسم صورة شعرية، فإنه يرسمها وفقا لشعوره وارتباطه النفسي بها، وليس وفقا للمكان المعين الذي تقع فيه، بمعنى آخر أن الشاعر غير ملزم "بموضوعية" المكان.
ج-إدراك مجالات الإيحاء في تراكيب الصورة، بحيث لا تقف عند تفسير محدد، فالصورة الجيدة هي التي تجاوزت الدلالات القريبة إلي دلالات أشد عمقا وتأثيرا، فمن مبادئ فهم الصورة الشعرية أنه ليست هناك قيم ثابتة للصورة الشعرية، وإنما تتحدد قيمها وفقا للسياق الفني الذي تتركب فيه، وتشكل من خلاله، وأجود الصور ما نقل المشاعر من نفس إلي نفس، وما ترك للمتلقي حرية البحث والتنقيب عن سائر دلالات الصورة، وقيمها الجمالية، والرمزيون في الشعر الحديث يعنون بالتعمق في تصوير المعاني اللامحدود، ويتأنقون في اختيار الألفاظ والصور ذات الإشعاع والإيحاء المتنوع؛ لأن الكلمة المحجبة توحي في موقعها وقراءتها بأجواء نفسية رحيبة، تعبر عما يقصر التعبير عنه، وتفيد ما لا تفيد في أصلها الوضعي النفعي، فتصبح كلمة "غروب" مثلا مبعثا لصور وجدانية مصحوبة بانفعالات داخلية، كمصرع الشمس الدامي، والألوان الغاربة الهاربة، والشعور بالزوال، والانقباض، وانطماس معالم الحياة، وإثارة الشكوك، وما إليها.
وبسبب هذه الرمزية، وبسبب مظاهر الإيحاء المفروضة على الشاعر ظهر العنصر القصصي واضحا في معظم الأشعار؛ لأنه في هذا العنصر يتوافر الإيحاء أكثر من الحقائق التقريرية ذات النبرة الخطابية الشائقة في كثير من الشعر القديم.
معايير البناء الموسيقى في القصيدة:
أ-القاعدة التي يقوم عليها وزن الشعر ضمن الإطار الموسيقى المنظم له هي "التفعيلة". بمعنى أن النظام الموسيقى الجديد هو نظام التفعيلة بدل نظام الشطرين في الشعر القديم، غير أن القاعدة الجديدة لاستخدام التفعيلة اختلفت من حيث "الكم" عن القاعدة القديمة لاستخدام البحر، فللشاعر الحرية في أن يختار العدد المناسب للتفعيلة داخل السطر الشعري الواحد، فقد يقتصر هذا العدد على تفعيلة واحدة، وقد يطول حتى يصل إلي تسع تفعيلات، حيث يرتبط ذلك بالحالة النفسية للشاعر، وبالدفقة الشعورية التي لا تتم إلا بعدد معين من التفعيلات، يراه الشاعر أنه الأنسب لحالته.
ب-لا يجوز للشاعر أن يستخدم تفعيلة مغايرة للتفعيلة الأساسية سواء في السطر الشعري الواحد، أو في الأسطر الأخرى؛ لأن ذلك يؤدى إلي اختلاف النغمة الموسيقية.
ج-الوحدة الحقيقة هي وحدة الشعور والإحساس، ويجب تطويع الكلمات والتعبيرات؛ لتلائم الفكرة في التجربة أو الشعور المختمر؛ ولهذا لابد من تحطم القوالب الرتيبة لتتغير الوحدة الموسيقية مع تغير العبارة، وتتنوع بتنوع الإحساس.
ساحة النقاش