الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

حدد نموذج تولمن " Toulmin"   ثلاثة عناصر أساسية لتحقيق) جدال أو نقاش علمي(  وهي:

<!--الادعاء:Claim:وهو الفكرة الرئيسة للموضوع  وتكون ثابتة دائما وأحيانا ما يأتى فى نهاية الموضوع للتأثير أو يأتى ضمنيا، ويمكن تحديد الادعاء من خلال طرح السؤال التالي: ماذا يحاول المؤلف أن يثبت؟مثاله : اعتقد أنه من الواجب الابتعاد عن التدخين .

<!--البيانات Data : وهي البيانات و الأسباب المقدمة لتدعيم الادعاء أو تأكيده ،ويأتي هذا الدعم في صورة حقائق وإحصاءات وآراء خبراء وأمثلة وتفسيرات واستنتاجات منطقية يمكن أن تجد الدعم عن طريق طرح السؤال:ماذا يقول الكاتب لكى يقنع القارئ بالادعاء
مثالة : أثبتت العديد من الدراسات الصحية أن للتدخين أضرارا جسيمة على صحة الإنسان وأنه هو المسبب الرئيسي لمرض السرطان .

<!--المسوغات أو المبررات warrant: وهو أحد الأركان الرئيسة  التي تقدم للمصادقة على العلاقة بين الإدعاء،والبيانات المقدمة لدعمها.يمكن أن نجد المبررات عم طريق طرح السؤال التالي : كيف أصل من البيانات إلى الإدعاء ؟مثاله: وفي ضوء هذه الأضرار الصحية للتدخين يمكن أن نؤكد ضرورة الابتعاد عن التدخين .وهناك عناصر إضافية في نموذج تولمانToulmin"  " للجدال :
حيث لا يشترط أن يتم استخدام هذه العناصر في كل جدال ، ولكن يمكن استخدامها عند الضرورة وهي:

<!-- المقيد"  Qualifier" : وهي عبارة عن مجموعة من الكلمات والعبارات التي تحدد سياق الموضوع وعبارات أخرى مرتبطة به . ولأن الجدال هو عبارة عن احتمال أو أمكانية وليست تأكيدا لذلك يجب ألا نستخدم كلمات مفرطة مثل : كل – تماما- أبدا- لا أحد ، ولكن نستخدم كلمات تخفف وتطلف من الادعاء باستخدام كلمات مثل: العديد- بعض- نادرا- قليل- من المحتمل.

<!-- حق الدفاع أو الرد" الطعن "Rebuttal":"عندما يحدث جدال يجب أن نأخذ في الاعتبار وجهات نظر المتنافسين ، مع وجوب التعامل معها بحيادية وعدم تحيز ، مع وجوب الإجابة عن الأسئلة الاعتراضات المثارة في عقول الجمهور ويعد الفشل في تحقيق ذلك إضعافا للجدال. مما يعرضك للهجوم المضاد من الآخرين، ويجب أن تتعامل معهم بحيادية وعدم تحيز ، مع الإجابة عن الأسئلة والرد على الاعتراضات المثارة في عقول الجمهور. ويعد الفشل فى ذلك إضعافا لقوة الجدل وإعطاء لفرص الهجوم المضاد . أحيانا يكون حق الدفاع موجها للادعاءات المضادة وأحيانا أخرى تكون موجههة للدليل الجديد.

<!--الدعم  )مساعد " Backing ":(  أحيانا ما يكون الدليل نفسه في حاجة إلى دليل يدعمه ويقويه ويدعم عملية الجدال لكي يصدقه الناس .

ولقد برهن تولمن" Toulmin" بأن النماذج المنطقية الرياضية الصارمة غير مناسبة لتحليل المواقف اليومية في عالم متغير لا يوجد شيئا ثابت فيه، مع حاجة الناس والناقدين إلى نموذج يساعدهم فى تحليل الجدالات المختلفة حول قضايا مختلفة حياتية.

وبسبب استياء تولمن" Toulmin" من المنطق الرسمي القائم على القياس فإنه بدأ في عمل وتشكيل نموذج للجدال يتوافق مع مميزات العملية العقلية لعمل قرارات إنسانية ، ورأى أن أفضل مثال لتطوير هذا النموذج هو النموذج المستخدم في المحاكم القضائية؛ حيث إن القضايا سواء كانت مدنية أم جنائية تستخدم نفس طريقة العرض والتقديم، فهو يري أن هناك تشابه بين العملية القضائية (التي بواسطتها تطرح الأسئلة في المحكمة بشكل محدد)وبين العملية المنطقية (العقلية)والتي بواسطتها تكون الجدلات والمناقشات واضحة ويتم تقديمها تدعيما للادعاء المبدئي في العملية القضائية فإن التعبيرات والألفاظ القانونية تكون محددة وواضحة ، كما أن بيانات الادعاء والدليل على الأحداث المتنازع عليها وتفسيرات القانون والمطالبات بالإعفاء من تطبيق القانون والأحكام ، كل هذة الأشكال والتصنيفات لها أدوارها التي تؤديها في العملية القضائية .

إن الجدالات والمناقشات في المواقف اليومية ليست بالضرورة مختلفة عن النزاعات والمناقشات القانونية فيمكن تقديمها في سلسلة من الخطوات متشابهة مع الخطوات المستخدمة في القضايا تماما مثل نوع الدليل المقدم فى المحكمة يعتمد على نوع القضية التى يتم الفصل فيها لذلك فإن الحقائق المقدمة كدليل لتدعيم جدالات منطقية تتنوع وتختلف طبقا للمجال الذي تنتمى إليه.

ويذكر تولمن" Toulmin" أن النزاعات (الجدال) في مجال معين لا يجب أن تكون مجال تابع وغير مستقل ، على الرغم من أنه يوجد بالفعل صيغة منطقية أو نموذج للجدال يسلك مسارا مشابها بغض النظر عن مجال النزاع وهدفه فإن سياق النزاع سوف يحدد نوعية الدليل أو الحقائق التي ربما تكون مناسبة في نزاع الإدعاء. فالإدعاء أو النتيجة هو الإدعاء بأن المجادلين أو المحامين يحاولون صياغته . وعندما يقومون بذلك فإنهم يجب عليهم تقديم وعرض المعلومات والبيانات الحقيقية أو الدليل بمفهوم قانوني يؤدي إلى قبول أو توافق كلي للبيان(الحكم).فعندما نربط الادعاء بالدليل فإننا نصل إلى ما يسميه تولمان بالبرهان أو الدليل الذي هو عبارة عن بيان عام يفسر العلاقة بين الحقائق والنتيجة (الحكم)حينئذ يكون الجدال بالنسبة لتولمن هو نشاط نتيجة بيانات ومعلومات مقبولة من خلال ادعاء وبرهان.

إن البيانات والادعاء والبرهان هما عناصر ثلاثة أساسية في نموذج تولمان للجدال عندما نتتبع وظائف التعبيرات والألفاظ القانونية فإن تولمان يولمان يصنف ثلاثة عناصر فرعية أخرى هي : التدعيم ، حق الرد، المقيد.

إن صعوبة استخدام نموذج تولمن" Toulmin" لتحليل المناقشات الجدالات والتى أوردتها تقارير وكالة الحماية البيئية تكمن في أن هذه التقارير تقدم باستمرار الادعاءات بصيغة لغوية تتحول إلى صيغة واقعية ورقمية للدليل لتدعيم هذه الادعاءات.

وعندما تكون العلاقة بين الادعاء والمعلومات والدليل وتدعيم الدليل تؤثر في الأساليب والأشكال اللغوية والرقمية فإن التحول في الأسلوب يؤثر على الأسلوب البلاغي المتطور في التقرير

ويعطى نموذج تولمن" Toulmin" مجموعة بسيطة ومرنة من التصنيفات لفهم دراسة الجدل ، وعلى الرغم من أن النموذج بسيط إلا أن التصنيف الرئيسي يمكن فكه واستخدامه لمناقشة الجدالات بمزيد من التفاصيل، ولأننا عرفنا حق الرد (التحفظات)في الجدال فأنه بالإمكان الاستمرار في فحص الأنواع المختلفة لحق الرد الذي يقوم المؤلف بعمله ومناقشته في عدة سياقات مختلفة (مرجع).

كما أن الدلائل والبراهين غالبا ما تتكون من مجموعة من الاستنتاجات التي تشمل المبدأ والتعميم والقياس والرمز والسببية والمرجع ،ودائما ما يفكر الفرد في مزيد من المعايير التقويمية .

ولنموذج تولمن" Toulmin"حدود ونهايات على سبيل المثال فهو أحيانا ذو استخدام محدد في مناقشة أشكال معينة للجدال مثل الأشكال والصيغ التي تحدث في أنواع معينة من الكتابة الصارمة . إن نموذج تولمن" Toulmin" لا يتم استخدامه كثيرا كمعيار لعمل مناقشات ، ولا يحب عليك أن تضع كل جدال أو نقاش بالقوة في تصميم النموذج . ومع ذلك فيمكن أن يكون مفيدا في كأداة مرنة لتحديد وتحليل الجدال ولتطبيق هذا التحليل على الجدال بطريقة استبطانية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1529 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2014 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,597