وتندرج الكتابة الإقناعية ضمن مجالات الكتابة الوظيفية ، وقد تزايد الاهتمام بالكتابة الإقناعية نتيجة قناعة التربويين بأهميتها ، ففي ضوء ما تفرضه متطلبات العصر من توجيهات ديمقراطية تدعم التعبير عن الرأي وما يتطلبه ذلك من قدرة على الإقناع تبرز ضرورة الاهتمام بهذا النوع من الكتابة في مجالات متعددة كالمجالات المهنية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والدينية ، فهي أداة يحتاج أن يتقنها كل فرد داخل المجتمع ( Hays & Brandt,1992 )
وعلى الرغم من أهمية مهارات الكتابة الإقناعية لطلاب المرحلة الثانوية، إلا أنها لا تحضى باهتمام في المدارس الثانوية، حيث يتم تدريس الكتابة في المرحلة الثانوية من خلال موضوعات التعبير التحريري التي تركز على الأحداث الجارية ،وكتابة اليوميات ،والمذكرات الشخصية ،والقصص، والسير الذاتية ...الخ ،ولا تهتم بكتابة الموضوعات الجدالية التي يقدم فيها الطلاب رأيهم مدعوماً بالأدلة والبراهين والأسانيد ،ولا تهتم بتقديم الآراء والحجج والاستدلال عليها لتأييدها أو دحضها أو رفضها ،ولا تهتم الموضوعات أيضا بتنفيذ الآراء المختلفة ،وتحديد مصداقية مصدر المعلومات في الحجج المختلفة ، وتقديم أسباب قبول أو رفض الحجج المختلفة (شحاتة ، 2012)
وإذا كانت للكتابة الإقناعية هذه الأهمية ـ بصفة عامة ، فإنها تكون أكثر أهمية لطلاب المرحلة الثانوية ـ بصفة خاصة ، حيث إنها تساعد على إتاحة الفرصة لتبادل وجهات النظر بين الطلاب بعضهم البعض ، وتزيد الصلة بين الطلاب من جهة ، وبينهم وبين المعلم من جهة أخرى ، كما أنها تساعد على تعلم أساليب التفكير الحر والتحدث والاستماع والتعبير عن الرأي ، كذلك فإنها تساعد الطلاب على اكتشاف أنفسهم ، واكتشاف قصور معارفهم حول بعض القضايا ، بالإضافة إلى أنها تمكن الطلاب من التعبير عن ذاتهم والدفاع عن وجهات نظرهم ، علاوة على أنها تساعد الطلاب على تبوء أدواراً مختلفة في مجالات الحياة من خلال تنمية قدرة التواصل مع الآخرين لديهم ، وتنمية الشجاعة لديهم . ( Feltan ,2004,p.p 37-39 )
ساحة النقاش