أهمية استخدام التعلم للإتقان في تدريس منهج التربية الإسلامية:
ومن المعروف أن المحتوى التعليمي المدرسي تتناوله الأنظمة التعليمية في مواقف جماعية في وقت عرف فيه أن عملية التعلم مسألة فردية، وتدريس التربية الإسلامية في المؤسسات التعليمية المختلفة يتم في هذا الإطار، فضلا عن أنه لا يراعى في تدريسه طبيعة المادة التي تدرس، فعلى سبيل المثال، نجد أن تدريس أحكام تلاوة القرآن الكريم يتم التركيز فيها غالبا على جانب واحد فقط وهو التحصيل، ويهمل الأداء، وكذلك بالنسبة لمفاهيم فقه العبادات والمعاملات، يتم تدريسها بالتركيز على الجانب النظري دون الاهتمام بإتقان الجانب الأدائي العلمي لها.
ولقد زادت أهمية أسلوب التعلم للإتقان في الفترات الأخيرة؛ نظرا لأنه يحقق ارتفاع المستوى التعليمي لغالبية المتعلمين، ويقلل من أهمية المنحنى الاعتدالي ومن ازدياد الفروق الفردية بين المتعلمين وبالتالي تزداد نسبة الطلاب الذين يصلون لمستوى مرتفع في التحصيل والأداء.
كما تتجلى أهمية أسلوب التعلم للإتقان في تدريس التربية الإسلامية فيما يلي:
<!--تؤكد استراتيجية التعلم للإتقان على إتقان تعلم المواد التعليمية مما يسهل على المتعلمين تعلم مواد جديدة بعد تعلمهم للمواد التعليمية التي تعتبر متطلبات سابقة، وهذا يتفق مع طبيعة مادة التربية الإسلامية في بعض مجالاتها، وذلك مثل مجال فقه العبادات، فعلى سبيل المثال تعتبر " الطهارة " بأنواعها وأحكامها متطلبا سابقا ينبغي أن يتقنه الطالب حتى تكون صلاته بعد ذلك صحيحة، فما الفائدة من أن يؤدى المسلم الصلاة أداء حركيا في الوقت الذي لم يحسن فيه التطهر لأدائها، كذلك فإن إتقان الطالب لدراسة حكم الإخفاء في مجال تلاوة القرآن الكريم يتيح له تعلما جديدا قد يبدو شبيها أو متداخلا مع كحكم الإخفاء حكم الإظهار مثلا، فكل من حروف الإخفاء والإظهار تأتى بعد نون ساكنة ولكن النطق يختلف في كل منهما.
<!--يتحقق مع استخدام أسلوب التعلم للإتقان إثارة الدافعية للتعلم لدى الطالب من خلال جو التفاعل والمشاركة بين التلاميذ الذي نفتقده كثيرا عند استخدامنا للطرق العادية في التدريس، فأسلوب التعلم للإتقان يعتمد على محكات محددة كمستوى التحصيل المطلوب والمحدد سلفا ( 80% من التلاميذ يتقنون 80% من المادة التعليمية ).
<!-- كما أن أسلوب التعلم للإتقان يسهم في زيادة سرعة تعلم بطئي التعلم من التلاميذ، ويؤدى إلى تقليل التباين في معدل تعلمهم، واستغلال وقت التعلم بشكل أفضل.
<!--هذا بالإضافة إلى أن أسلوب التعلم للإتقان يكسب الطلاب اتجاهات إيجابية نحو المادة المتعلمة بدلا من الاتجاهات السلبية الناشئة عن عوامل الإحباط وضعف الدافعية للتعلم حين تباين الفروق الفردية في ظل التعليم التقليدي السائد وفى ظل فقدان المعلم لدوره الأساسي في الموقف التعليمي، وذلك الدور الذي يجعل المعلم موجها ومرشدا، ومذللا لصعوبات التي تواجه الطلاب.. . الخ.
ويمكن توجيه معلمي التربية الدينية الإسلامية نحو استخدام هذا الأسلوب في تدريسها أو تدريس أحد فروعها بإتباع الإجراءات التالية:
أولا: تقسيم محتوى الوحدات التعليمية إلى دروس صغيرة ترتبط بعدد محدود من المفاهيم والحقائق.
مثال ذلك: وحدة أحكام النون الساكنة والتنوين في مادة التجويد يمكن تقسيمها إلى عدد من الدروس المصغرة التي تتمثل فيما يلى:
الدرس الأول: الإظهار الحلقي.
الدرس الثاني: الإدغام بغنة.
الدرس الثالث: الإدغام بغير غنة.
الدرس الرابع: الإقلاب.
الدرس الخامس: الإخفاء الحقيقي.. . وهكذا.
<!--صياغة الأهداف السلوكية لكل درس بطريقة واضحة ومحددة، وبحيث ترتبط بأوجه التعلم في محتوى الدرس وتناسبه.
مثال ذلك: يوضح الجدول التالي أوجه التعلم في أحد دروس مادة التجويد " درس الإظهار الحلقي " والأهداف السلوكية المقابلة لها ومستوى قياسها.
ساحة النقاش