ثالثاً: استراتيجية إنشاء المعاني:
تستخدم وسائل الإعلام الجماهيرية في إنشاء ودعم الصور الذهنية من خلال مصادر غير محددة للمعلومات، تعمل على صياغة أو تعديل المعاني التي خَبِرها الناس عن كل شيء. ويتضمن نموذج المعاني أساساً المقترحات المتشابكة التالية (ملفين ديفلر وساندرا بول،1998، 359):
- الذاكرة عند الإنسان تتيح تطوير المعرفة.
- المعرفة موجودة على شكل مفاهيم، وهي تركيبات لها أسماء أو تصنيفات للمعاني التي يذكرها الأشخاص.
- معاني المفاهيم يمكن للشخص أن يحصل عليها إما عن طريق الاتصال الحسي المباشر مع النواحي المختلفة للواقع، أو من خلال التفاعل الرمزي مع الجماعات التي تستخدم اللغة.
- اللغة هي أساساً مجموعة من الرموز ( اللفظية وغير اللفظية) تستخدم في تمييز وتسمية وتصنيف المعاني المتفق عليها.
- العادات أو الاتفاقات، توجد الروابط بين الرمز والمعنى، وبهذا فهي تتيح عملية الاتصال بين هؤلاء الذين يلتزمون بالقواعد.
- رموز اللغة المتفق عليها، التي يستخدمها شعب معين، تشكل فهمه أو تفسيره أو سلوكه تجاه عالمه المادي والاجتماعي.
ووفقاً لإستراتيجية إنشاء المعاني فإن وسائل الإعلام تكوِّن الصور الذهنية لرؤوسنا، وتنمي معتقداتنا عن العالم الحقيقي، وتؤثر في سلوكنا، كما أنها تنشئ وتغير وتثبت المعاني ككلمات في لغتنا، وتؤثر هذه التعديلات للمعاني في استجابتنا للموضوعات المختلفة.
وإذا افترضنا أن وسائل الإعلام يمكن أن تعدل المعاني وتؤثر على السلوك بدون قصد، فإن هناك أسساً كافية للاعتماد على استراتيجية بناء المعاني بغرض تغيير السلوك عن قصد، فالمعلومات التي تنقل إلى الجماهير يجب أن تكـون فاعـلة(حسن عماد مكاوي وليلي حسين،1998، 207).
ويمكن القول أن هذه الاستراتيجية النفسية تهدف إلى تعديل أو تنشيط العامل الإدراكي للفرد؛ بينما تهدف الاستراتيجية الثقافية الاجتماعية إلى صياغة أو تعديل التعريفات لسلوك اجتماعي متفق عليه من قبل الجماعة، أو تعيد تحديد متطلبات ثقافية أو قواعد سلوك للجماعة من خلال أدوار محددة أو مراتب أو عقوبات؛ فيما تهدف استراتيجية إنشاء المعاني إلى خلق معانٍ جديدة، أو تغيير معانٍ راسخة داخل أي مجتمع من المجتمعات.
وعموماً يمكن القول: إن الإقناع في أدبيات الاتصال يرتبط ببناء الرسالة وأسلوب تقديمها.. وعلى الرغم مما يشار إليه دائماً من تأثيرات لعناصر أخرى في عملية الاتصال، إلا أن الرسالة وخصائصها تظل هي المتغير الأساس والحاسم في تحقيق هدف الإقناع في الحصول على استجابات موالية.. ويُعتبر تخطيط الرسالة الإعلامية وبناؤها البداية الناجحة لزيادة التوقعات بنجاح الرسالة العملية الإقناعية.
وتمر خطوات الاستراتيجية بما يلي:
- عرض مهارات التفكير الاستدلالي ومناقشة الطالبات فيها.
- تدريب الطالبات على هذه المهارات من خلال أمثلة ونماذج توضحها.
- تكوين صور ذهنية لفكرة الدرس.
- تنمية بعض المعتقدات الصحيحة المرتبطة بأفكار الدرس .
- تحديد بعض السلوكيات المرتبطة بأفكار الدرس والتي من الممكن أن تواجه الطالبات والتي ربما تترتب عن عدم علمهن بها تصورات خطأ.
- تعديل التصورات الخطأ عن هذه السلوكيات من خلال مواقف مناسبة.
- عرض محتوى المادة التعليمية بما يراعي تحقيق تصحيح التصورات الخطأ والسلوكيات المرتبطة بالمحتوى.
- تحديد المفاهيم المتضمنة بمحتوى الدرس وتناولها من خلال أمثلة توضحها.
- ربط المفاهيم بالتصورات الصحية والسلوكيات المرتبطة بها لدى الطالبات من خلال مواقف حياتيه ترتبط بمادة وموضوع الدرس.
- تشجيع الطالبات على إعطاء آراء وحلول لكل الأفكار التي يتم طرحها تعتمد الاستدلال المنطقي والقائم على الاستقراء ومهاراته.
استراتيجيات الإلقاءات الإقناعية(محمود عبد الحافظ،وجيه المرسي،2013، 120):
تصنف الإلقاءات الإقناعية بشكل عام وفقاً لأهدافها، فقد يغير إلقاء الإقناعي الفعّال ما يؤمن به الأشخاص أو ما يفعلونه أو ما يشعرون به. إذاً يمكن تقسيم الإلقاءات الإقناعية إلى: مقنع أو محرك أو ملهم. يمكن أن يساعد فهمك هذه الأقسام في تحديد هدفك المبدئي أثناء تنظيم إلقائك، ولكن عليك أن تتذكر أن الإلقاءات الإقناعية غالباً ما تتضمن هدفين أو أكثر. فإذا كان هدفك هو أن يقاطع الجمهور المنتجات المصنوعة من الفرو، فإن عليك إقناعهم بصحة سببك أولا. عادة نتصرف أو يتم إلهامنا بعد أن يتم إقناعنا.
الإلقاء المقنع (Speeches to Convince):هو إلقاء تم تصميمه بهدف التأثير على معتقدات الجمهور أو مواقفهم, وتعبر كل من عبارات الأهداف التالية عن اعتقاد يرغب المتكلم من الجمهور أن يقبله:
- إقناع الجمهور بأن السفر الجوي أكثر أمناً من السفر البري.
- إقناع الجمهور بأن هناك حق دستوري للسرية.
إن هدف المتكلم من كل هذه الإلقاءات هو تأسيس اعتقاد، وفي حين أن الإلقاء المقنع لا يتطلب من المستمعين أن يتصرفوا، إلا أن الفعل قد يكون نتيجة طبيعية للاعتقاد، لذا كن حذراً من أنك قد تحتاج للقيام بخطوة عملية في إلقائك، فمثلا قد تقنع جمهورك بوجود مشكلة ما، ولكنك لا تعطيهم حلاً لها مما يؤدي إلى إحباط الجمهور... هنا قد يلزمك خطوة بسيطة كأن تقترح حلاً مبدئيا لها (عندما يتضمن الإلقاء هذه الخطوة فإنه يصبح إلقاء مُحركاً).
الإلقاء المُحرك (Speeches to Actuate):هو إلقاء تم تصميمه بهدف التأثير على سلوكيات وتصرفات الجمهور, قد تستلزم الإلقاءات المُحركة التأسيس لمعتقدات ما (كبداية)، ولكنها تتطلب دائماً من الجمهور أن ينفذ، وتوضح عبارات الهدف التالية طلب تنفيذ:
- دفع الجمهور للتبرع بالطعام غير الفاسد إلى بنك الطعام المحلي.
- دفع الجمهور للبدء ببرنامج أيروبيك خفيف التأثير.
- دفع الجمهور لتجهيز منازلهم بأدوات التنبيه المبكر من الحريق.
ج-الإلقاء المُلهم (Speeches to Inspire)
هو إلقاء تم تصميمه بهدف التأثير على مشاعر الجمهور, وأمثلة عن هذه الإلقاءات: إلقاءات التخرج، الإلقاءات التذكارية، إلقاءات التأبين، وإليك أمثلة عن أهداف هذه الإلقاءات:
- إلهام الجمهور باحترام الأشخاص الذين يكرسون وقتهم لمساعدة الآخرين.
- إلهام الجمهور بتقدير الأشخاص الذين جعلوا تعليمهم ممكناً.
- إلهام الجمهور بتركيز جهودهم على المناهج التي يتناولونها في الكلية.
إن أهداف الإلقاءات المُلهمة عادة ما تكون نبيلة وراقية. في هذه الإلقاءات لا يكون هناك مادة داعمة مفصلة، كما أنه لا توجد صفة الأفكار المعقدة التي توجد في الإلقاءات المقنعة والمحركة.
إن انشغال الجمهور في عملية الإقناع، وناقشنا الأهداف المتعددة للمتكلمين الإقناعيين، والتفكير الإقناعي هو التفكير الذي يهدف إلى إقناع الآخرين بفكرة معينة، أو الذي يهدف إلى التأثير عليهم من أجل قبول الفكرة أو الرسالة التي يريدها المتكلم.
وتمر خطوات الاستراتيجية بما يلي:
- تحديد مهارات التفكير الاستدلالي المناسبة لمحتوى الدرس ومناقشة الطالبات فيها.
- تحديد بعض معتقدات وتصورات الطالبات أو المجتمع الخطأ عن موضوع الدرس .
- مناقشة الطالبات في هذه المعتقدات وتصنيفها حسب عناصر الدرس.
- عرض محتوى المادة التعليمية بما يزيل خطأ تلك التصورات والمعتقدات الخطأ.
- تحديد المفاهيم المتضمنة بمحتوى الدرس وتناولها من خلا أمثلة توضحها.
- ربط مفاهيم الدرس بمعتقداتهم وتوراتهم الخطأ خلال مواقف حياتيه ترتبط بمادة وموضوع الدرس.
- تشجيع الطالبات على إعطاء آراء وحلول لكل الأفكار التي يتم طرحها تعتمد الاستدلال المنطقي والقائم على التسلسل المنطقي ومهاراته.
ساحة النقاش