الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

(61) بحوثٌ و أبحاثٌ
ويخطّئون من يجمع (بَحْث) على (أبحاث). ويقولون إن الصواب هو: بُحوث؛ لأنّ المُعجمات كلها تذكر ذلك. ولأن النُّحاة منعوا جمع (فَعْل) على (أفعال)، اعتماداً على ما جاء في الجزء الثاني من كتاب سيبويه (ص 175). وهو قوله: "إنّ جمع (فَعْل) على (أفعال) ليس بالباب في كلام العرب، وإنْ كان قد ورد منه بعضُ ألفاظٍ؛ كأفراخ وأفراد وأجداد".
وقد اقتدى بسيبويه كثير من النحاة حتى عصرنا هذا، كما فَعَل الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابة "جامع الدروس العربية"، إذ قال: "ما كان على وزن (فَعْل)، وهو صحيح العين غير مضاعف، لا يُجمع على (أفعال) قياساً، وإنما يُجمع على (أَفْعُل)، لكنه قد شذّ جمْع: زَنْدٍ، وفَرْخٍ، ورَبْعٍ، وحَمْلٍ على وزن: أزْناد وأفراخ وأرباع وأحمالٍ".
وقد أخطأ النُّحاة كما أخطأ إمامهم سيبويه لسببين:
الأول: أحصى التصريح وحاشيتُه 28 جمعاً لـ (فَعْل) على (أفعال):
(1) فرخ وأفراخ (2) حَبْر وأحبار (3) زَنْد وأزناد (4) حَمل وأحْمال (5) شَكْل (6) سَمْع (7) لَفْظ (8) لَحْظ (9) مَحْل (10) رَأْي (11) سَطْر (12) جَفْن (13) لَحْن (14) نَجْد (15) فَرْد (16) أَلْف (17) أَنْف (18) أَرْض (19) رَمْس (20) عَرْش (21) نَهْر (22) نَذْل (23) شَخْص (24) شَرْط (25) جَفْر (الشاة السمينة) (26) بَعْض (27) دَخْل (28) ضَرْب
السبب الثاني: جاء في الصفحة 392 من الجزء الخامس من كتاب (إرشاد الأريب لمعرفة الأديب) تأليف ياقوت الرومي، وطبعةِ المستشرق الإنكليزي مَرْغوليوث، ما نصُّهُ:
"(حدَّث أبو حيّان التوحيدي، قال: "قال الصاحب بن عبّاد يوماً: "فَعْل" (بفتح فسكون، ويريد ما كان منه صحيح العين، ليس من الأنواع التي ذكروها) و "أفعال" قليلٌ. ويزعُمُ النَّحْوِيُّون أنه ما جاء منه إلا: زَنْد وأزناد، فَرْخ وأفراخ وفَرْد وأفراد. فقلتُ له: أنا أحفظ ثلاثين حَرْفاً (أي: كلمة) كُلُّها: فَعْل وأفْعال. فقال: هاتِ يا مُدَّعي. فسردتُ الحروف، ودلَلْتُ على مواضعها من الكتب، ثم قلت: ليس للنحْوي أنْ يَلْزَمَ هذا الحكم إلا بعد التَّبَحُّر، والسَّماع الواسع، وليس للتقليد وجْهٌ، إذا كانت الرواية شائعة والقياس مُطَّرِداً ...
وهذا كقولهم: فَعِيل على عشرةِ أوجه، وقد وجدتُه أنا يزيدُ على عشرين وجهاً، وما انتهيت في التتبع إلى أقصاه. فقال: خُروجُك مِنْ دعواك في فَعْل يدل على قيامك في فعيل)".
وتورد مَحاضِر جلساتِ الانعقاد الرابع لمجمع القاهرة، صفحة 51، قول العلامة الأب انستانس الكرملي:
" إنَ النُّحاة لم يُصيبوا في قولهم: إنّ فَعْلاً لا يُجمع على أفعال إلا في ثلاثة ألفاظ، لا رابع لها، وهي: فرْخ وأفراخ، وحَمْل وأحمال، وزَنْد وأزناد، وأكّد ابن هشام أن لا رابع لها. والذي وجدته أنَّ ما سُمِع عن الفصحاء مِنْ جُموع فَعْلٍ على أفعال أكثر مما سُمع من جُموعه، - أيْ: المُطّردة – على أَفْعُل، أو فِعال، أو فُعول. فعدد ما ورد على أفْعُل هو 142 اسماً، وعلى فِعال 221 اسماً، وعلى فُعول هو 42 . فأنْ يُسَلِّموا بجمعه قياساً مُطَّرِداً على أَفْعال أحق وأولى؛ لأن عدد ما ورد فيها هو 340 لفظة، وكلها منقولة عنهم، لورودها في الأُمَّهات المعتمدة؛ مثل القاموس واللسان". ثم قال:
"يحق للمَجمع ألا يعتمدَ على مجرد الأقوال، التي تداولها النحاة ناقلين الأقوال، الواحد عن الآخر، بلا اجتهاد، ولا إمعان في التحقيق بأنفسهم. أما الذي يؤيده الاجتهاد فمخالف لما أثبتوه. وقد حان الوقت، أن يناديَ المجمع على رؤوس الملأ بهذه القاعدة الجديدة، المبنية على أقوال الأئمة الفُصحاء ....".
ثم ذكر أن كل الأمثلة، التي وجدها هي لصحيح العين والفاء. وقد قرَّر مؤتمر مجمع القاهرة، في 1970 ، جواز جمع فَعْل على أفعال، ويدخل في ذلك مهموز الفاء ومعتلُّها والمضعَّف (مجلة المجمع، العدد 26 ، الصفحة 223).
لذا علينا أن نُسلِّم بجمع (فَعْلٍ) على (أَفْعالٍ) قياساً مُطَّرِداً، دون أن نخشى النُّحاة والمُعجمات.

(62) نَفَثَ الصِّلُّ سُمَّهُ ونَدَّى الثَّوْبَ بالماء لا بَخَّهُ
ويقولون: بَخَّ الثوبَ بالماء. والصواب: نَدَّى الثوبَ بالماء، أي: أخْرَجَهُ مِن فيه نفْخاً كقطرات النَّدى.
ويقولون: بَخَّ الصِّلُّ سُمَّهُ. والصواب: نَفَثَ سُمَّهُ.

(63) البَخُور
ويُطلقون على الشيء، الذي يُعطي رائحة ذكية حين نُحرقه، اسم بَخُّور. والصواب: بَخُور (بتخفيف الخاء).

(64) عقيدة نبيلة أو مبدأ نبيل
ويُخطِّئون مَن يقول: فلان ذو مبدأ نبيل، ويقولون إنَّ الصواب هو: فلان ذو عقيدة أو منهج أو خُطَّةٍ؛ وحُجَّتُهُم أنَّ المعجمات كلَّها ليس فيها كلمة (مَبْدأ)، التي تظهَرُ في المصدر الميمي، واسْمَيِ الزمان والمكان من الفعل الثلاثي (بَدَأَ).
ولكنّ صاحب (متن اللغة) يقول ما نصه: المبدأ : الخُلُقُ الذي يثبُتُ عليه صاحبُهُ، ويبني عليه أعماله "مُوَلَّد".
لذا أرى أن نستعملَ كلمة (مبدأ)؛ لأنّ الناس في العالم العربي كلِّه يفهمون مدلولها الحديث، ويستعملها كثير من أُدبائنا. فما هو رأي مجامعنا ؟

(65) بادَرَ إليه
ويقولون: بادَرَ لجاره لمساعدته. والصواب: بادَرَ إلى جارِهِ لمساعدته؛ لأنّ الفعل (بادر) يتعدى بحرف الجر (إلى) لا بـ (اللام).
ومعنى بادَرَ إليه: أسْرَعَ إليه.
(راجع مادتَّيْ "لا يخفى على القراء" و "اعتَقَدَ").

(66) أبْدَلَ الجَهْلَ بالعلْمِ
ويقولون: لا تُبدل العِلمَ بالجهلِ، ولا تستبدل الذهب بالفضة. والصواب: لا تُبدل الجهل بالعلم، ولا تستبدل الفضة بالذهب. ومن آي الذكر الحكيم: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}. [سورة البقرة، الآية: 61] .

(67) بَرِحَ المكانَ وبارَحَهُ
ويُخطِّئون من يقول: بارَحَ المكانَ. ويقولون إنَّ الصواب هو: بَرِحَ المكان يَبْرَحُهُ بَرَحاً وبَراحاً وبُروحاً. قال تعالى في الآية 80 من سورة يوسف: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}.
ولكنّ معنى بارَحَهُ مُبارحَةً وبِراحاً: فارقَهُ. وقد جاء في اللسان في مادة (حَفَرَ) ما نصه: "فكانوا لا يبارحون من اشتراها". وفي كلام عمر: " فما بارح الأرضَ حتى فعل الثلاث".
لذا أرى أن نقول: (بارَحَ المكان) و (بَرِحَ المكان) ما دام عمر وابن منظور قد استعملا أوَّلَهما، وما دامت المعجمات قد أجازت استعمال ثانيهما.

(68) البَرْدَعَة أو البَرْذَعَة
ويسمون ما يوضع على الحمار أو البغل لِيُرْكَبَ عليه، كالسَّرج للفَرَس: بُرْدُعَةً. الصواب: بَرْدَعَة أو بَرْذَعَة. وجمعهما: بَرادِعُ وبراذِعُ.

(69) بَرَّزَ في العِلْمِ
ويقولون: بَرَزَ فلانٌ في العلم بروزاً عظيماً. والصواب: بَرَّزَ فلانٌ في العلمِ تَبْريزاً عظيماً؛ لأنّ معنى بَرَّزَ في العلم هو: فاقَ أصحابَهُ فيه. أما معنى بَرَز فهو: ظَهرَ بعد خفاء.
ومن معاني بَرَّزَ:
(1) ظَهَرَ بعد خُمول.
(2) بَرَّزَهُ: أظْهرهُ وبيَّنهُ.
(3) بَرَّزَ الفرسُ: سَبَقَ في الحلْبة.
(4) بَرَّزَ راكِبَهُ: نَجّاهُ.
(5) بَرَّزَ على الأقران: فاقهم.

(70) بِرْسيم
ويُطلقون على نبات العلف الممتاز، الذي تُسَمَّنُ عليه الدّوابُّ، اسم بَرْسيم. والصواب: بِرْسيم. ويطلقون عليه في الشام اسم الفِصَّة وهي عامِّيّة، كما ذكر الشِّهابي في مُعجمه، واسْمَ البرسيم الحجازي في مِصْر. وأطلق صاحب متن اللغة على ذلك النبات اسمَ الفِصْفِصَة، ويُضيف إليها اللسان اسمَ الفِصْفِص والرَّطْبَة أيضاً.

(71) بَشَر الصابونَ
ويقولون: بَرَشَ الصابونَ والسَّفَرْجل. والصواب: بَشَرَهما أو أبْشَرَهُما.
أما الفعل الثلاثي بَرِشَ يَبْرُشُ بَرَشاً أو ابْرَشَّ، فيعني:
(1) كان على جلده نُقَط بيض، فهو: أبْرَش و مُبْرَشٌّ، وهي بَرْشاء و مُبْرَشَّةٌ.
(2) مكانٌ أبْرَشُ: كثير النبات، مُختلِفُ الألوان (مجاز).
(3) سَنَةٌ بَرْشاءُ: كثيرةُ العشبِ.

(72) بِرْطيل
ويقولون عن الرَشوة (مُثلَّثة الرَّاء): بَرْطيل. والصواب: بِرْطيل. وقد أخطأ مَن ظنها غير فصيحة؛ لأننا نقول: بَرْطَلَهُ فتَبَرْطَلَ، أي: رشاه فارتشى. وجمع بِرْطيل: بَراطيل.

(73) بُرْغُوث وبَرْغُوث ، وبِرْغُوث
ويُخطِّئون من يُطلق على الحيوان الطُّفَيلي الصغير المُزعج اسم بَرْغوث. ويقولون إن الصواب هو: بُرْغوث، ولكن ذكَرَ الجلال السُّيوطي في كتاب (البرغوث) أنه مُثَلَّثُ الباء. وذكر الدّميري في كتابه: (حياة الحيوان الكبرى): (البرغوث) بالباء المثلّثة، وضَمّ بائه أشهر من كسرِها.

(74) الدَّوّارة أو البِرْكار أو البّرْجَل
ويقولون: استعمل المهندس البِرْكار. ويُطلِق عليه بعضهم اسم فِرْجار أو بِيكار. وقد عرَفَت العرب الفِرْجار، وأطلقت عليه اسم الدَّوّارة، كما ذكر اللسان والتاج. أما فِرْجار أو بِرْكار فهما كلمتان فارسيتان، ولا بأس باستعمالهما. وأضاف الوسيط إليهما كلمة البَرْجَل.

(75) البِرْميل
ويُطلقون على الوِعاء الخشبي، الذي يُوضع فيه الخَلُّ وخلافُه اسم بَرْميل. والصواب: بِرْميل. وهي كلمة دخيلة أَقَرَّها مجمع دار العلوم في الجدول رقم: 65 .

(76) البُرْهَةُ والهُنَيْهَةُ
ويقولون: أقام عنده بُرهة، (يريدون: مدة قصيرة من الزمن). والصواب: أقام عنده هُنَيْهَةً، أو مدة قصيرة من الزمن؛ لأنّ معنى بُرهة: المدة الطويلة من الزمان (كما يقول الصِّحاح).
وجاء في لسان العرب: أقمتُ عنده بُرْهة من الدَّهر، كقولك: أقمتُ عنده سنةً من الدهر.
ويورد الصِّحاح ولسان العرب وتاج العروس كلمة بَرْهة، بالإضافة إلى بُرْهة.
ويُجيز القاموس والتاج أن تشمل (بُرهة) المدة القصيرة أيضاً، ولكننا لا بد لنا من استعمال كلمة هُنَيْهَةٍ للمدة القصيرة جداً دفعاً للالتباس.

(77) البِسِلّة
ويقولون: البَزِلْيا أو البازليا طعامٌ لَذٌّ. والصواب: البِسِلَّةُ أو البِسِلَّى طعامٌ لَذٌّ.

(78) بُلْبُل الإبريق لا بَزْبُوزُه
ويُسمون قناة الإبريق التي ينصبُّ منها الماء بَزْبُوزاً، أو زَنْبوعَةً. وصوابه: بُلْبُل الإبريق. والجمع: بَلابِل. ومن معاني البُلْبُل:
(1) طائر صغير من فصيلة الجواثِم، يُضرب به المثل في طلاقة اللسان، وحُسْن الصوت.
(2) الخفيف في السَّفَر، المِعْوان فيه، وهو البُلْبُلِيّ و البُلابِل.
(3) سَمَكٌ قَدْرَ الكَفّ.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 203 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,633,143