الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

التراكيب اللغوية (النحو) والفنون الأربعة :
لم تفلح مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا-بشكل عام- في إنشاء علاقة الود بين المتعلمين وهذه اللغة، ولم تنجح في غرس حب القراءة عند المتعلمين ، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى اعتقاد الكثيرين بأن في تعليم قواعد اللغة تعليما للغة وتفكرينا على هذا النحو كتفكير من يعلم العروض لكي ينشأ شاعراً، أو كتفكير من يحفظ صفحتين في قواعد قيادة السيارات، ثم يظن أنه بهذا الحفظ وحده قد أصبح ماهراً.
إن اهتمامنا بتعليم القواعد النحوية في مرحلة مبكرة من التعليم جعلنا نظن أن مقياس إجادة اللغة هو البراعة في حفظ المصطلحات النحوية، وقد يختلط الأمر على الكثيرين حول وظيفة النحو وماهيته في اللغة العربية؛ وذلك لأنه علم يمتاز بالتفرد والخصوصية دون سائر فروع اللغة وإن كانت اللغة كلاً لا يتجزأ. أن النحو ليس الإعراب كما أراد له بعض الدراسين في القديم والحديث، وإنما يؤخذ في الحسبان أشياء أخرى مهمة، كالموقعية والارتباط الداخلي بين الوحدات المكونة للجملة أو العبارة، وما إلى ذلك من مسائل لها علاقة بنظم الكلام وتأليفه.
و الغرض من تدريس النحو هو تكوين الملكة اللسانية الصحيحة لا بحفظ القواعد المجردة، ذلك ؛ لأن النحو والصرف والرسم والإملاء والبلاغة مجرد وسائل وليست غايات .
والواقع أن النحو بالشكل الذي يؤلف عليه وبالطريقة التي يدرس بها الآن قد أصبح عقيماً ينشغل الطالب بدراسته، ثم لا يخرج منه إلى شيء من إقامة اللسان والفهم، والمشكلة ليست في النحو كعلم ولكنها تكمن في طريقة تقديمه في الكتب المدرسية للغة العربية -ولاسيما في تعليم اللغة العربية كلغة ثانية- وبالتالي طريقة تعلمه؛ لأن الناظر إلى النحو بمحتواه وطرائق تدريسه الآن يجده لا يزيد عن كونه علماً وتعليماً وصنعه لقوالب جوفاء وقد أدى ذلك مع مرور الزمن إلى النفور من دراسته، وإلى ضعف الناشئة في اللغة بصفة عامة ذلك أن تعليم النحو ليس غاية في ذاته، وإنما وسيلة من وسائل تقويم اللسان والقلم.
وقد يكون من المفيد أن نغير النظرة إلى النحو العربي وطريقة تقديمه في الكتب المدرسية للغة العربية- وخاصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها- منعزلاً عن بقية الفنون الأربعة؛ لأن تعلم النحو من خلال فنون اللغة الأربعة كعامل مشترك بينها يجعله أكثر وظيفية وأكثر تعلماً.
أن الطالب قد يخطئ في التفريق بين ضمير المخاطب والمتكلم أو بين أسلوب النفي والنهى –مثلاً- بسبب تعلمه لذلك مجرداً ومن حيث لا يدرى، وهذا بخلاف ما لو تعلمه بالاستماع ممن يعيشون حوله.
فتعليم النحو كعامل مشترك بين فنون اللغة ومن خلال محتوى ثقافي جيد مع التدريب على الممارسة في مواقف لغوية مختلفة يضمن إلى حد كسر إتقان الطالب للمهارات النحوية المناسبة له في هذه السن.
المهارات النحوية التي ينبغي أن يسهم في تنميتها كتاب دروس اللغة العربية :
المهارات النحوية في المستوى الأول والتي ينبغي أن يسهم في تنميتها الكتاب المدرسي للغة العربية بحيث يصبح الطالب قادراً على أن :
• يعبر عن أفكاره باستخدام الصيغ النحوية والصرفية المناسبة في ضوء ما تعلمه من مفردات وتراكيب.
• يتعرف على القواعد النحوية لبعض التراكيب التي تعلمها.
• يحدد معاني الكلمات الجديدة في ضوء تحليلها جزئيا (اسم، فعل، فاعل).
• يميز التغييرات التي تحدث في المعاني كنتيجة لما حدث من تغيير فى بنية الكلمة، إضافة أو حذفا أو إعادة لترتيب حروفها.
• وبعد، لما كان المتعلم والمعلم من أهم عناصر المنهج التى تتفاعل مع الكتاب المدرسى، فليكن هناك إطلالة بسيطة .على دور كل منهما فى ضوء مدخل الاتصال اللغوى.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1027 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,632,961