الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

وتظهر وجهة نظر المتكلم وذلك حين تتحول الأشياء الموجودة في العالم الخارجي إلى صور مختزنة في الذهن ثم تتحول هذه الصور إلى كلمات.
وظيفة الاستدعاء: وتظهر وجهة نظر السامع حين تستثار عنده الأفكار أو الأشياء فيستعيدها.
وظيفة الاستحضار: وهو استحضار سلوكنا تجاه الأشياء ويظهر الاستحضار حين تقوى علاقة الطفل بعناصر المواقف المحيطة به. وتوضيح الآخرين له كيف تعمل الأشياء وكيف تسلك، وهى خاصة بالتصور أو تمثل الأشياء.
في حين يرى " مارك ريشل " أن وظائف اللغة عند الطفل تؤول إلى ثلاث وظائف أساسية هي:
التعبير: ويرتكز الاهتمام في التعبير على ترجمة انفعالات الشخص الناطق وحاجاته. أما التعرف فيرتكز على تبصر الواقع. وأما النداء فيرتكز على التأثير في الآخر.
ويبدو من الواضح أن الوظائف الكبرى تتعايش باكراً جداً في النشاطات الصوتية. فالبكاء والصرخات والابتسامات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالات الجسم تكتسب سريعاً سلطة التأثير على المحيط. هذا المحيط الذي ينوب عنه جزئياً النشاط الصوتي الذي يتخذ طريقة للتمايز تملى الكلمات في آن واحد دور التعبير عن الحاجات ودور وسيلة الاتصال مع الآخر بهدف إشباع هذه الحاجات، ولا تتأخر الكلمات بدون شك عن أن تلعب دورها في تنظيم فعل الطفل وإدراكه، ويلاحظ " Rey " أن للكلمة بالتأكيد وظيفة الاتصال إلا أن عملية التسمية بالنسبة للطفل تعنى التأثير على الأشياء والكائنات. فالكلمة بما هي صفة متعلقة بالأشياء التي تسميها قبل أن تصبح فعلا بديلاً عنها.
هذا البديل الذي لا يخرج ربما مطلقاً بصورة تامة عن الاستعمال المنطقي المضبوط حسناً. هذه الكلمة تشكل عنصراً مثبتاً للشيء. ويعبر استفهام الأطفال حول اسم الأشياء عن اهتمامهم بتوسيع معرفتهم بالعالم المحيط بهم. وذلك بشكل لا يقل ربما عن تعبيرهم عن اهتمامهم بإغناء أساليب اتصالهم مع الآخرين.
بينما أشار " هاليداي " إلى بعض الوظائف الأخرى للغة هي:
اللغة وسيلة أو أداة: Instrumental Function: للتعبير عن شيء ما يحتاجه المتحدث أو الكاتب والتعبير عن رغباتهم وما يريدون الحصول عليه من بيئتهم وتتمثل في (أنا أريد).
وتظهر تعليم فنون اللغة هذه الوظيفة في المحادثات والمناقشات والخطابات والملاحظات والدعوات.
اللغة باعتبارها وظيفة تنظيمية: Regulatory Function: وهو لغة تستعمل للتحكم في السلوك والمشاعر والمواقف للآخرين فاللغة لها وظيفة الفعل أو التوجيه العلمي المباشر. وهذه هي وظيفة (أفعل ذلك).
وتظهر هذه الوظيفة في تعليم فنون اللغة في الأوامر الشفهية أو المكتوبة ولعب الأدوار.
اللغة باعتبارها وظيفة تفاعلية: Interpersonal Function: وتستخدم اللغة لبناء العلاقات مع الآخرين ويمكن أن تعتبر اللغة اجتماعية باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي. وتظهر هذه الوظيفة في الأنشطة، المحادثة والمناقشة ونحو ذلك. وهذه هي وظيفة (أنا وأنت).
اللغة باعتبارها وظيفة استكشافية: Heuristic Function: فالفرد يستخدم اللغة لاكتشاف وفهم الأشياء في العالم الذي يعيش فيه، وهذا النوع من اللغة يجعل الأطفال قادرون على الفهم.. . . . . . . . . . .. وتظهر هذه الوظيفة في الأنشطة المختلفة من المقابلات الشخصية – المناقشة ولعب الأدوار – قراءة نصوص الكتب، وتظهر هذه الوظيفة في (لماذا)، فين، إزائ ؟
الوظيفة الشخصية للغة: Personal Function: من خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن مشاعره واتجاهاته. وتعبر اللغة عن وجهة نظر. وتظهر في المناقشات – المجادلات – والمذكرات.
الوظيفة التخيلية: Imaginative Function: تستخدم اللغة للتسلية وتحقيق السعادة مثل استخدام الكلمات والأفكار والأشعار والغناء للترويح عن النفس، فاللغة لغة إبداعية. وتظهر في وظيفة (دعنا نتظاهر) أو الوظيفة الشعرية للطفل. وتظهر في الأنشطة مثل رواية القص وكتابة القصائد – القراءة الجماعية.
اللغة التقديمية (الإخبارية): Representative Language: تستخدم اللغة لإظهار المعلومات للآخرين، وهذا النوع من اللغة يخبر ويصف ويعبر عن الأشياء وتظهر في وظيفة (عندي ما أخبرك به).
وتظهر في التقارير الشفهية والمكتوبة وكذلك في الأشياء المختلفة للمناقشة.
ويرى البعض أن اللغة تحقق العديد من الوظائف والأغراض بالنسبة للطفل، يمكن تلخيصها فيما يلي:
• إن الطفل يحقق عن طري حديثه وعلى الأخص خلال السنوات المبكرة من عمره رغبته في التحدث أولاً وقبل كل شيء لنفسه وعن نفسه لا للآخرين، وقد بين العلماء أن اللغة عند اكتسابها وتطورها تساعد على تحويل الطفل من كائن مركزي الذات (egocentric) (يقيم ذاته أولاً وقبل كل شيء ويدرك ذاته ولا يستطيع التمييز والفصل بينها وبين الآخرين ).
• تساعد اللغة الطل على تكوين عالمه الخالص بكافة أبعاده وتمكنه من وضع الفروض والافتراضات المختلفة حول الأشياء الممكنة الوقوع من حوله.
• كما تساعد اللغة الطفل على التعرف على العادات والقيم السائدة في مجتمعه ومن ثم التحكم في سلوكه وضبطه لتلك القيم والأعراف والعادات.
• يتعلم الطفل عن طريق اللغة، وعن طريق الاستدخال Internalization، الأفكار والمشاعر والاتجاهات السائدة حوله على الأخص تلك الخاصة بالوالدين وجميعها تساعد على تحقيق التوافق مع البيئة والمجتمع حوله.
• تجعل اللغة الطفل يشعر بالأمن أو بعدم الأمن، وهو شعور ضروري لصحة الطفل النفسية وسلامته.
وجميع هذه المشاعر وغيرها يمكن غرسها في الطفل عن طريق اللغة والكلمات. لذلك يؤكد كثير من علماء النفس أن مدى توافق الطفل Adjustment يتأثر إلى حد بعيد بلغته كما أن لغته بدورها تتأثر بمدى توافقه. أي أن العلاقة بينهما علاقة متبادلة، وعلاقة تفاعل.
وبما أن اللغة وسيلة الإنسان الأولى للتواصل وتنمية الأفكار ونقل الخبرات والمعارف والعطاء والإبداع. وانطلاقاً من هذه المفهومات تظل مسألة اكتساب اللغة لدى الإنسان منذ طفولته الشغل الشاغل لدى المربين وعلماء اللغة وعلماء النفس على حد سواء، الأمر الذي يتطلب عرضاً لأهم النظريات اللغوية التي عنيت بطرق اكتساب اللغة، وقد تمخض عن هذا الاهتمام العديد من النظريات حول اللغة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1489 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,587,202