الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تتعدد خصائص اللغة على النحو التالي:
الخاصية الصوتية للغة: تشير هذه الخاصية إلى أن الطبيعية الصوتية للغة هي الأساس، في حين يجئ الشكل المكتوب لها في المرتبة التالية من حيث الوجود وتعد الأصوات مادة اللغة الإنسانية ولا مدلول لهذه الأصوات ما لم تنظم في وحدات أو كلمات. ولا يمكن التعرف على الدلالة وفهم الملفوظ ما لم ترتب الألفاظ من خلال جهاز النطق، وتنتقل إلى أذن السامع حتى يمكن تحليلها والتعرف على المقصود منها.
اللغة نظام: تخضع كل لغة لنظام معين في ترتيب كلماتها ويتم الالتزام بهذا الترتيب في تكوين الجمل والعبارات، فإذا اختل هذا النظام في ناحية من نواحيه لمل يحقق الكلام الغرض منه وهو الإفهام، وهذا يعنى أن لكل لغة نظامها الخاص بها والتالي لها استقلالها وتميزها عن اللغات الأخرى.
اللغة بوصفها مكتسبة: لا تولد اللغة مع الإنسان وإنما الذي يولد معه هو الاستعداد لتعلمها فالطفل يولد بدون أية معرفة باللغة، لكن توجد لديه الملكة أو الاستعداد لاكتسابها بشكل متدرج مع مرور الزمن. وليس دفعة واحدة ومن هنا يأتي دور الوسط الاجتماعي الذي ينمو فيه الطفل، ودور التربية المنظمة في عملية اكتساب اللغة وترفيه عادات استخدامها. لكن يلاحظ أن اكتساب اللغة لا يختلف في جوهره عن اكتساب أية مهارة أخرى، وبما أن المهارات لا تكتسب إلا عن طريق التدريب الواعي المنظم. وكذلك الأمر بالنسبة للغة، إذ لابد من إتقان مهاراتها الأربع: - الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة.
اللغة عرفية: العلاقة بين اللفظ وما يشير إليه علاقة عرفية لا طبيعية، لقد حدث في وقت ما أن اختير لفظ معين في جماعة معينة ليشير إلى شيء أو فكرة، وقد كان من الممكن أن تختار الجماعة لفظاً آخر لنفس الشيء أو الفكرة.
اللغة مغيرة: فهي ظاهرة اجتماعية والظواهر الاجتماعية ليست ثابتة بل تتعرض للتغير باستمرار والتغير تحكمه في الغالب قوانين تكاد تكون ثابتة.
اللغة رموز: قصد بالرمز الإشارة، أي أن الرمز يعنى التعبير عن شيء له دلالة محددة، يتفق الناس على دلالتها في مختلف اللغات، وعلى مدى العصور، واللفظ رمز يدل على شيء معين، فقد يدل على شيء محسوس أو على شيء مجرد، ولا شك في أن تعليم العربية للأطفال المبتدئين ينبغي أن نبدأ فيه بالمحسوس الذي يمكن إدراكه، متدرجين إلى المجرد الذي يستغرق من عقل الإنسان ووقتاً كي يدركه.
اللغة اتصال: قد بلغت أهمية العلاقة بين المحتوى ووسيلة الاتصال الدرجة التي دفعت ببعض المفكرين إلى القول بأن " الوسيلة هلا الرسالة " للدلالة على أهمية الوسيلة (اللغة) في نقل المحتوى (الرسالة). ولتأكيد مفهوم معين مؤداه أن الطريق التي تبلغ بها الرسالة لا تقل خطراً عن الرسالة ذاتها. والنظر إلى اللغة التي تنقل بها الرسالة لا تقل خطراً عن الرسالة ذاتها. النظر إلى اللغة التي تنقل بها الرسالة على أنها أحد العوامل الأساسية في توصيل هذه الرسالة، فنتحرى الدقة في اختيار كلماتها لبناء جملنا. ومعنى ذلك أيضاً أن تعلم اللغة العربية نشاط لا يتم لذاته، ولا يقتصر الأمر عند إتقان الفرد أساليب التعبير على مجرد الاستماع للغة. بل المقومات الأساسية لنجاح مهج اللغة العربية قدرته على التحديد الدقيق للوظائف التي تستخدم فيها الطفل اللغة.
للغة نظام من الرموز التي يستخدمها أقوام معينون في ثقافة معينة: وتكتسب هذه الرموز دلالاتها في ضوء الظروف التي استخدمت فيها، مثل الزمان والمكان والمقصد، وغير ذلك من عوامل تجعل للوقت الذي استخدمت فيه الرموز تأثيراً مباشراً على الدلالة التي تعطى لها، ولهذه الحقيقة تطبيقات لعل من أخطرها شأناً أن ندرك ما للسياق من دور في إعطاء الرموز دلالاتها. وأن ندرك أيضاً الفرق بين المعنى المعجمي للغة وهو ذلك الذي نعثر عليه في القاموس. والمعنى الضمني للغة، وهو ذلك الذي نقصده بالاستخدام الفعلي في مواقف معينة. إن علينا ألا نتعامل مع اللغة كظواهر منفصلة يستقل بعضها ببعض.
اللغة تحمل معنى: اللغة لها معنى. لأنها تستخدم كوسيلة للاتصال في المجتمع أي أنها تتكون من رموز لها معاني، وهذه الرموز يعرفها كل من المتكلم والسامع والكاتب والقارئ ومن دون هذه المعرفة الثابتة للمعاني يصبح الاتصال صعباً، إن لم يكن مستحيلاً وينبغي أن يكون واضحاً. إن الصلة بين الرمز والشيء الذي يعنيه صلة عرفية أي ليست طبيعية.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 385 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,396